سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو..«المكالمة..آآه يا دموع وطن».. «الجخ» في قصيدة موجعة: الشعب عرائس ماريونت خيوطها في يد الحاكم.. المال والإعلام «خلطة سرية» للحكم.. المساجد والجوع والجهل أركان بقاء السلطة
بعد غياب طويل عاد «الجخ».. عاد «هشام» بكلمات قاسية.. عاد ساكبًا مزيدًا من البنزين على النار المستعرة دون حاجة للمزيد.. عاد وبيده مشرط جراح أراد أن يوقف النزيف فخانته يده فزاد الجرح عمقًا.. عاد «هشام الجخ» في وقت يشتاق الناس لتاجر سعادة، لصانع بسمة غابت طويلًا عن شفاه المصريين.. "المكالمة" عبارة عن فصول بدأها بحوار بين الحاكم ورجال الدولة يقدم لهم روشتة الحكم وامتلاك الشارع باستخدام مصطلحات جاذبة ك" ليبرالية شرعية ديمقراطية "، ثم التعامل مع طوائف الشعب كل على حده. وبدأ حديثه بالشباب " الشباب المصرى منظر.. كله فاكر نفسه عنتر.. انفخوهم انتوا بس وعظموهم.. فهموهم إن رأيه ده أمانة.. وان أي كلام يخالف رأيه يبقى بدأت الخيانة" مؤكدًا أن الشباب المصري عجينة يابسة في يد أي مسئول يمتلك مكونات الخلطة والتي تتمثل في منحهم بعض الألقاب " كادر شبابي – ناشط سياسي – شباب الثورة – جيل المستقبل " ثم تعيين بعضهم في بعض المناصب في الدولة كمساعدين للوزراء والمحافظين بمرتبات مغرية، ثم انتقل إلى الفنانين والمثقفين مؤكدًا أن وجودهم كالعدم قائلًا: "فنانين ومثقفين دول عند خالتك.. دول شحاتين "، أما التعامل مع المعارضين فإما شراء الذمم بالمال الكثير واستمالتهم أو التنكيل. ويستمر صانع القرار في شرح كيفية التعامل مع الشعب موضحًا أن المنابر والجوع والجهل ثلاثة مسكنات ومهدئات لأي تمرد، فاللعب على وتر الدين مع جهل غالبية الشعب بأمور دينهم حائط سد منيع، كذلك العمل على شغل الشعب بلقمة العيش عملًا بمنهج "جوع شعبك يتبعك". ثم انتقل إلى حديث رجل الأمن مع الحاكم وتقديم تقرير له عن الحالة الأمنية مؤكدًا أن الوضع على مايرام " كله تمام يافندم " فالإعلام حر والمجال مفتوح لأي معارض - "لو وجد قناة" - فنحن لا نمنع أحدًا من التحدث نحن نمنع الوسيلة نفسها " المنبع" والشعب كله منحاز لنا وكذلك الفنانون والمثقفون ليل نهار يغنون لنا. تحدث الجخ بعد ذلك على أنغام موسيقى حزينة عن الطقوس والعادات المصرية واشتياق المصريين لها قائلًا: "وحشني رمضان والفطور على صوت أذان رفعت، وعيدك.. وسط البلد وحشتني، من غير الحواجز والحجارة.. أنا كنت زمان بمشي.. ماكنتش أعرف إن في الشارع وزارة.. كنت بتحامي بعنيكي وبإيد حبيبتي وبالسجارة.. وكنت بادفي أما باركب ميكروباص عملت كل حاجة تزعلك لكني ما ضربتش رصاص". ووجه "الجخ" رسالة شديدة القسوة من الشباب المصري لطرفي النزاع على الحكم بأنهم ليسوا طرفًا في النزاع الدائر بينهم، وأنهم رغم ما تحملوه طوال ثلاث سنوات من اتهامات بالخيانة والعمالة ورغم ما عانوه من جوع ومذلة إلا أنهم لن ينكسروا ولن يتركوا بلدهم لأنهم هم المستقبل قائلًا: "ياعم يابتاع الخطب ياعم يابتاع السلاح.. هو احنا ياعني يإما نبقي سداح مداح.. ياإما تطغوا وتفتروا؟.. بزيادة لينا تلات سنين بتبيعوا فينا وتشتروا..إحنا البلد..إحنا السند والمستند.. إحنا إللي قبل ماتبني سدك..كنا سد.. واحنا إللي علشان القنال كانت ضهورنا بتتجلد..احنا البلد، ملعون أبو إللي ما داقش جوعي.. وإن كنت مش هاصعب عليه.. والله ماهاوريه دموعي.. أنا أقوى منكم.. أنا جدري ضارب في البلد دي غصب عنكم.. ياعم يابتاع السلاح ياعم يابتاع الخطب.. تركتكم أصلًا نخل شاخ ولا عادش بينزل رطب..أنا مش طرف.. في خناقة الحكم اللي قتلت قلبكم.. أنا قلبي مؤمن إن ملك الله بيهبه لمن يهب.. بس اوعوا تفتكروا إن هارضى بجوع عيالي أو إني اشوف بلدي قصادي بتتنهب". وختم "الجخ" قصيدته بتأكيده على أن أكثرية الشعب ليست مع النزاع الدائر على السطح الآن "أنا اللي لما بجوع بعنيكي بتصبّر.. ما يغركيش العدد.. والله أنا أكتر.. أنا اللي مش إخوان.. وانا اللي مش عسكر".