يعد مرض الصرع أحد الأمراض التى حيرت الأطباء؛ نظرا لأن غالبا ما يكون سبب الإصابة به مبهم ولا يمكن تحديده، كما أنه لا يوجد علاج خاص بالصرع أو يساعد على الشفاء منه، إنما كل الأدوية التى يتناولها مرضى الصرع ما هى إلا مسكنات. الدكتور "محمد سعد الدين" -أستاذ أمراض المخ والأعصاب- يقول: إن الصرع هو أحد أمراض الجهاز العصبى، يتم تشخيصه بعد حدوث نوبتين على الأقل، ويمكن أن يعزى الصرع إلى تلف دماغى أو عوامل وراثية، غير أن السبب الحقيقى لمرض الصرع يبقى غالبا مبهم لا يعرفه أحد. والصرع مرض يصيب أى شخص، وفى أى مرحلة سنية، وهناك العديد من نوبات الصرع تكون حسب نسبة الإصابة بالمرض، وهى: - نوبات الصرع الكبير. - نوبات الصرع الخفيف. - نوبات الصرع التوترية. - نوبات الصرع الارتجاجية. - نوبات الصرع الارتخائية. ويتصف الصرع بفقدان الوعى بصفة مؤقتة حسب نوع الحالة، ولا يتذكر المريض أى شيء عن النوبة بعد إفاقته، والمؤشرات التى تسبق حدوث النوبة: - رنين فى الأذنين. - ظهور بقع أمام العينين. - تنميل فى أطراف اليد والقدمين. وظهور هذه المؤشرات رحمة من رب العباد بالمريض؛ لأنها تنذره بضرورة الاستعداد للنوبة، وأن يبعد عن أى شيء قد يسبب له الخطورة عند الوقوع على الأرض متأثرا بالتشنج المصاحب للنوبة. أما الأشياء التى يمكن أن تكون سببا للإصابة بالصرع فهى: - الإصابة بالحمى الشديدة. - انسحاب أثر المخدرات من الجسم. - العلاج بالصدمة الكهربائية. - الاضطرابات الأيضية، مثل النقص فى كمية الصوديوم بالدم ونقص السكر بالدم. - حدوث انهيار فى العوامل والأنظمة التى تضبط النشاط الكهربائى بالمخ. - تفريغ غير طبيعى للشحنات الكهربائية التى يمكن أن تطال جميع الخلايا بالمخ فى نفس الوقت، وهو ما يؤدى إلى عاصفة من النشاط الكهربائى فى الدماغ. - الأطفال الذين يولدون بخلل فى بنية الدماغ أو يتعرضون لالتهاب بالدماغ. - العوامل الوراثية لها دور كبير فى إصابة الأجيال المتعاقبة بالمرض. ومن الأعراض المصاحبة للصرع: - مشاكل بالذاكرة، حيث توجد صعوبة فى تذكر الأسماء. - نسيان المواعيد، ومن الممكن تذكر أشياء حدثت منذ فترة طويلة والفشل فى تذكر الأشياء الحديثة. أما خطوات العلاج فتبدأ بالتدقيق فى شهادة الأشخاص الذين شاهدوا نوبة الصرع؛ لأن المريض لن يستطيع أن يصف النوبة لأنه يكون فى حالة غياب عن الوعى، كما أن الإسعافات الأولية للمريض وقت حدوث النوبة تعتبر جزءا مهما من العلاج. والعلاج لا يتخطى تناول المريض لقرص دواء أو قرصين يوميا، والأهم من الدواء هو تعايش المريض مع الصرع، لأنه الوحيد الذى بيده تحديد الأضرار التى يتعرض لها بعد النوبة، ومن ثم يمكن أن يحدد كيفية تعايشه مع الحياة. ولكن لا بد من معرفة أن هناك حالات تستجيب للعلاج وحالات أخرى تنتكس نحو الأسوأ عند استخدام أدوية معينة، وهذا يتوقف على مدى نجاح الطبيب فى تحديد نمط النوبات الصرعية.