كعادتهما أسبوعيا "بكار وحمزاوى" التقيا على ذات المقهى وبعد أن تبادلا التحية والسلام والأحضان جلسا ليحتسى كل منهما مشروبه المفضل حيث اعتاد حمزاوى على شرب النسكافيه أما بكار فلم يقبل يوما أن يشربه لاحتوائه على مادة الكافيين فهو يرى من وجهة نظره أنها تندرج تحت قائمة المحظورات لأنها مادة منبهة واعتاد دوما أن يشرب قرفة بالجنزبيل رغم أن هذا المشروب مؤجج للنصف السفلى من الجسد مما كان يجعل حمزاوى يبتسم كلما أنزل الجرسون هذا المشروب أمام بكار.. حمزاوى: أنت ناوى تتجوز تانى يا بكار؟ بكار: وإيه المانع؟ الشرع والدين سامح لنا بأربع والله لو وجدت الأخت الفاضلة العفيفة القابضة على دينها وتعاليمه سمحة الوجه البشوشة فعلى الرحب والسعة " وانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع" ولنا فى رسول الله أسوة حسنة. حمزاوى: ده الرسول يا بكار وزيجاته كان لها ظروفها لكن أنت إيه ظروفك؟ بكار: القضاء على فورة الجسد وسد الطريق على الشيطان وإشباع النفس الأمارة بالسوء. حمزاوى: ربنا يرزقك ببنت الحلال اللى تقضى على فوران جسدك يا صاحبى، المهم فيه أحلام النهاردة ولا مفيش؟ بكار: طبعا فيه، هو أنا أقدر أعيش من غير أحلام. حمزاوى: حلمت بإيه إمبارح ياسى بكار قول؟ أنت عارف يا بكار إن أحلامك دى ممكن تتعمل مسرحية زى مسرحية أمين الهنيدى بتاعة "حلمك يا شيخ علام" ويبقى اسمها "حلمك يا شيخ بكار". بكار: أنت حتتريق زى عوايدك قبل ما تسمع؟ حمزاوى: أبدا يا بكار أنا بتكلم جد بعد ما حبل أحلامك يتقطع وتبطل تحلم أو تجيلك قرفة من الأحلام وسدة نفس، ليك عليا اجمعهملك وأعملهملك مسرحية. بكار: أنت ناوى تسيب السياسة وتمتهن الفن؟ حمزاوى: ما السياسة فن والفن سياسة يا بكار كلها وسائل للتعبير احك يا بكار احك. بكار: اسمع يا صاحبى، أنا حلمت إمبارح خير اللهم اجعله خير إنى عايش فى زمن الفتونة والفتوات زمن عاشور الناجى وسليمان الناجى وبكر الناجى. حمزاوى مبتسما: اسم الله عليه فتوة بقوة اسم الله عليه، مش دول الحرافيش بتوع نجيب محفوظ؟ بكار: أيوة همه. حمزاوي: طيب يا راجل بقى بعد اللى عملتوه فى ولاد حارتنا وكفرتوا الراجل بتحلم إنك عايش فى عصر من عصور خياله. بكار: بص أنا مش عايز أتكلم فى الموضوع ده، وبعدين هو شطح وتطاول لكن ده ما يمنعش إن له أعمال وكتابات جميلة وبعدين أنا قلت لك قبل كده أنا مش بختار أحلامى. حمزاوى: ماشى يا بكار كمل حلمك اللهم طولك يا روح. بكار: حلمت إن الستات ..... حمزاوى: ايوة كده طرّى القعدة أنا بحب أحلامك الحريمى دى قول يا بكورتى. بكار: بلاش تريقة واسمعنى، انا حلمت إن عاشور الناجى منع سير أى رجل مع امرأة إلا إذا كان أبوها أو أخوها أو زوجها أو ابنها أو خالها أو عمها أو جدها شرط إنه يكون معاه ما يثبت ذلك شهادة ميلاده وشهادة ميلادها ده غير البطاقة الشخصية وإلا تم اقتيادهما إلى قسم الشرطة حمزاوى: وإيه كمان؟ بكار: وإنه منع وجود فتاة بمفردها فى الشارع بعد الساعة التاسعة مساءً سواء كانت آنسة أو مدام عدا الطبيبات والممرضات والمذيعات اللواتى سمح لهن بالعمل. حمزاوى: يا بكار زمن الحرافيش والفتوات كان قبل ظهور التليفزيون مذيعات، إيه بس؟ بكار: ما تدققش معايا يا حمزاوى هو الحلم كان كده أرجوك ما تقاطعنيش وسيبنى أكمل حلمى. حمزاوى: كمل يا سى بكار كمل يا حرفوش. بكار: وإنه منع كمان سير أى فتاة بدون نقاب ومنع ارتداء النساء للبنطلونات منعا باتا لأنه مثير للرجال، وأمر الشباب والرجال بغض أبصارهم وعدم التملق فى وجوه النساء وأجسادهن أو عيونهن من خلف النقاب ومن لم ينصع لذلك يجلد عشرين جلدة على مرأى من الناس. حمزاوى: وإيه كمان يا بكار اطربنى. بكار: وإن الاتوبيسات من عينة 48 ،48 بشرطة و130، 130 بشرطة أصبحت 48 سيدات و48 رجال و46 سيدات و46 رجال. حمزاوى: على حد علمى إن الركوبة أيامها كانت حمار أو عربية كارو أو حصان أو حنطور أو كارتّة ماعرفش إن هيئة النقل العام قديمة أوى كده. بكار: أنا مش حعقب على كلامك وحكمل حلمى ومترو الأنفاق كمان !! هنا ضحك حمزاوى بصوت مرتفع وهو يقول: مترو أنفاق الحرافيش؟ حعديهالك يا بكار كمل. بكار: المترو مبقاش عربيتين للنساء والباقى للرجال لا بقى مترو مخصص للنساء ومترو مخصص للرجال وتم تخصيص عربة فى كل مترو للمتزوجين فقط يصعد فيها شرطى من شرطة مترو الأنفاق ذو لحية وجلباب لرؤية قسائم الزواج وبطاقات الزواج والزوجة للتأكد من عدم مخالفة اللوائح ده طبعا بعد أن يقوم الزوج بإظهار قسيمة الزواج عند شباك قطع التذاكر وبطاقته وبطاقة زوجته. حمزاوى: وإيه كمان يا بكار؟ بكار: والميكروباصات حتكون ميكروباصات رجال وأخرى نساء تقودها سيدات وتاكسى الأجرة لن يصعده رجل وامرأة إلا بقسيمة الزواج والبطاقات الشخصية. حمزاوى: طيب واللى ينسى قسيمة الزواج فى البيت ما يركبش؟! بكار: وينساها ليه ما ينسهاش ولو نسيها يرجع يجيبها خلى بقى الناس تتعلم النظام والأدب كفاية سبهللة وتكاسل وتراخى. حمزاوى: عندك حق كفاية تراخى.. الحلم خلص؟! بكار: أيوة خلص. حمزاوى: وتقريبا القرفة بالجنزبيل بتعاتك خلصت وكمان النسكافيه بتاعى.. نروّح بقى. بكار: ما نقعد شوية! حمزاوى: لا كفاية كده، نتقابل الأسبوع الجاى. بكار: هو أنت ما بتحلمش يا حمزاوى؟ حمزاوى: ما كفاية أحلامك أنت يا سى بكار، حبقى أنا وأنت؟ وبعدين أنا أحلامى عكس أحلامك خالص، أحلامى لو قلتهالك حتنقطع أواصر علاقتنا وصداقتنا وأنا عايز أحافظ على الصداقة اللى بينا يا بكار. سلام يا صاحبى بكار: سلام يا حمزاوى. وانصرف كل منهما إلى حال سبيله على وعد باللقاء الأسبوع القادم.