قابل "حمزاوى" صديقه "بكار"، شارد الذهن كعادته فسأله "حمزاوى"؟ إيه يا "بكار"، مالك النهاردة يا ترى حلمت حلم جديد من أحلامك؟ بكار: هو أنا ورايا غير الأحلام مانا كل يوم باحلم. حمزاوى: حلمت بإيه امبارح؟ بكار: حلمت اللهم اجعله خير إنى عايش فى عصر الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، وإن قراقوش دعانى لوليمة كبيرة، فيها ديوك رومى وبط وحمام وملوخية بالجمبرى ضحك "حمزاوى" وقاطعه هازئًا: استنى يا بكار ما تكملش، الحلم ده فاسد الملوخية أفسدته. بكار: ليه يا حمزاوى؟ حمزاوى: لأنه معروف عن قراقوش أنه منع أكل الملوخية والجرجير. لأن الملوخية كانت محببة للخليفة الأموى معاوية بن سفيان والجرجير لأنه كان منسوب للسيدة عائشة، يبقى حلمك فاسد يا بكار. بكار: طاب سبنى أكملك حلمى حمزاوى: كمل يا بكار بكار: وحلمت إنى قاعد أتفرج ع التليفزيون ولقيت الإعلانات بشكل جديد ومختلف، مافيهاش نجوم فن أو رياضة لقيت الإعلانات نجومها شيوخ، لقيت شيخ طالع علينا من الشاشة كله بشاشة، بيعلن عن فطائر المؤمنين فطائر باللحوم مذبوحة حسب الشريعة الإسلامية. حمزاوى: هو الفطير بتاعكم يا بكار له روح وبيدبح؟ بكار: فطير إيه يا حمزاوى ما تفهمنى، أنا قصدى اللحوم اللى فى الفطير، وحلمت كمان بإعلانات عسل نحل البركة وإن المشروبات الغازية كلها بقت تمر هندى، وعرقسوس وكركديه وسوبيا، وإن الشيخ فلان الفلانى ظهر بوجهه البشوش مبتسما حتى ظهرت أسنانه البيضاء وهو ينظفها بسواك، ويقول لجمهور المشاهدين: بيضاء ونظيفة بإذن الله بسواك المؤمنين. حمزاوى: وايه كمان يا بكار؟ بكار: والشيخ فلان الفلانى ظهر ممسكا ببرطمان عسل نحل يتناول منه ملعقة وهو يقول لنا: ملعقة من عسل النحل تشفى من الأمراض بإذن الله، والشيخ فلان الفلانى ظهر أيضًا وطل علينا وهو يشرب من زجاجة عرقسوس وهو يقول: سيهضم الطعام بإذن الله، شفا وخمير ياعرقسوس، والشيخ فلان الفلانى ظهر فى أحد فروع الصرح الإسلامى التجارى المعروف، وهو يقول: هنا ستجد كل ما تحتاجه، ويحتاجه أهل بيتك استخير ربك، وزور أحد فروع الصرح وستعود مكسى سالم غانم، مجبور الخاطر بإذن الله، والشيخ فلان قدم إعلان جميل جدا للبخور. حمزاوى: إيه يا بكار انت قضيت الحلم قدام التليفزيون، دا أنا اعرف أنك "نادر" جدًا لما بتتفرج ع التليفزيون، ولما بتتفرج عليه ما بتشوفش غير البرامج الدينية والسياسية إيه اللى خلاك تتفرج على الإعلانات؟ بكار: لأن الإعلانات دى كان لها شكل تانى وطعم تانى، إعلانات مش مبتذلة إعلانات هادفة، كلها تقى وورع، بيقدمها شيوخ، ورجال دين أفاضل. حمزاوي: كفاية يا بكار، كفاية أحلام ابقى كمل حلمك ده بعدين؛ مش كل ما نتقابل تحكيلى على حلم جديد، وبعدين أحلامك دى مش مريحاني، حاسس أنها أحلام فى دماغك. بكار: ليه ياحمزاوى سيبنى أفضفضلك دا انت صاحبى يا أخى. حمزاوي: أهو انت قلتها أنا صاحبك مش مفسر أحلام، يعنى ارحمنى. بكار: كده يا حمزاوى ومين غيرك يفسر لى الحلم ؟ حمزاوي: روح لشيخ من الشيوخ اللى انت اتفرجت عليهم فى الإعلانات يفسرلك حلمك. وهنا قام حمزاوى عازما الانصراف تاركا بكار حائرا فى تفسير حلمه ولكن قبل أن يغادر بادره قائلا: بكار حلمك فاسد بكار: علشان الملوخية؟ حمزاوى: علشان التليفزيون؛ ماكنش فيه تليفزيون أيام حكم قراقوش، ابقى اتغطى كويس وانت نايم، ماتخليش حته فيك عريانة وانصرف حمزاوى تاركا بكار مع حلمه؛ مندهشا من الانصراف، آخذا فى النداء عليه: حمزاوى انت سايبنى وماشى وباقى الحلم ؟ حمزاوى: المرة الجاية يا بكار ابقى كمل حلمك؛ بس ماتنساش تتغطى كويس.