لفظت محارق النفايات الخطرة بمحافظة القليوبية أنفاسها الأخيرة؛ لتصل بذلك إلى آخر محطاتها لتكون خارج الخدمة، وتسبب الأمر فى عدة أزمات وحالة من الفوضى داخل مستشفيات المحافظة البالغة نحو 21 مستشفًى، بسبب عدم التخلص من النفايات الخطرة بطريقة آمنة، والتى تقدر ب 5 أطنان يوميًا. ويستغل مافيا تجار المخلفات الخطرة الأزمة ويستأجرون أطفالا لجمع السرنجات والشاش الملوث من جراء العمليات الجراحية مرة أخرى، مما يعرضهم لخطر نقل العدوى، وقيامهم بإعادة تصنيعها مرة أخرى داخل مصانع بير السلم والمصانع غير المرخصة . وفى جولة ل "فيتو" على بعض منها تبين أن المحارق بلغت سن التقاعد منذ سنوات، ومنها محرقة مستشفى " شبين القناطر المركزى " والتى تساقطت بالكامل واحترقت بسبب سوء التشغيل، ومحرقة مستشفى " كفر شكر "، ومحرقة " الجزام بأبو زعبل" التى تم إيقافها عن العمل لسوء أوضاعها، ومحرقة مستشفى " طوخ العام "، كما أنه لم يتم تشغيل محرقة حميات طوخ العام التى تكلفت مليون و200 ألف جنيه، وهى تبرع من بنك الدم بالعباسية رغم الانتهاء منها فى 15 مارس عام 2011. وفى 15 أبريل قام جهاز شئون البيئة التابع لوزارة شئون البيئة بزيارة مستشفى شبين القناطر العام وأصدر تعليماته بغلق المحرقة وعدم تشغيلها لعدم صلاحياتها ؛ بسبب انبعاثاتها المسرطنة والقاتلة مثل " غاز الأوكسجين". ويطالب سامى عبد الوهاب أمين حزب الكرامة بضرورة التخلص الآمن من النفايات، وأن تكون طبقا للقانون وإلزام المستشفيات والعيادات الخاصة والعامة والجامعية بالاشتراك السنوى فى المحارق، قائلا: "إلغاء محرقة مستشفى بنها الجامعى قبل 7 سنوات تسبب فى أزمة لنقص عدد المحارق بالمحافظة، وذلك لعدم مطابقتها لشروط السلامة البيئية حيث كانت تعمل بنظام الحرق القديم ؛ مما يسبب تلوثا بيئيا خطيرا للمقيمين بالمستشفى والمنازل المجاورة لها ، وبخاصة مصابى الجهاز التنفسى وحساسية الصدر من صغار السن والكبار. وأكد على ضروة توفير محرقة حديثة بمستشفى بنها الجامعى لخروج كميات كبيرة من النفايات الخطرة يوميا من هذه المستشفيات ، ونقلها إلى المحرقة الوحيدة بمستشفى حميات بنها ، والتى تتحمل عبء مستشفى بنها التعليمى والجامعى ومستشفى الأطفال التخصصى وأكثر من 5 مستشفيات خاصة. وأضاف أن النفايات الطبية مُشكِلة كبيرة ويجب تضافر كل الجهود للتخلص الآمن منها، مشيرا إلى أن النفايات لا تُجمَع بالطرق السليمة ، ويجب أن تكون تحت إشراف هيئة متخصصة بوزارة الصحة حتى لا تتسرب النفايات إلى مافيا الإتجار فيها، حيث يوجد نفايات خطرة ومن أهمها أجهزة المحاليل ونقل الدم والسرنجات. ويوضح الدكتور نصيف حفناوى مدير مستشفى الأطفال التخصصى ، أنه يوجد لديهم محرقة صغيرة ضمن مستشفى الأطفال منذ عام 1998 وتم إغلاقها نظرا لعملها بالبوتاجاز ؛ بسبب الأدخنة المضرة المنبعثة ، بالإضافة إلى وجود المستشفى داخل كتلة سكنية ؛ مما يسبب خطرا على الصحة العامة. وأوضح أن وجود محارق بالمحافظة سيعمل على الحفاظ على الصحة العامة من حيث الالتزام من قبل البعض فى التوجه إلى المحارق ، وعدم تعرض النفايات إلى السرقة أو رميها فى المصارف والترع . وأشار الدكتور زكريا عبد ربه وكيل وزارة الصحة بالقليوبية إلى أن مشكلة المحارق بالمحافظة أنها موجودة داخل المستشفيات، وأنه عندما تسلم مهامّ عمله وجد محارق النفايات فى حالة مزرية ، ووجد محرقتين فقط تعملان من إجمالى سبعة، وهى شبين القناطر وكفر شكر، وتم وقفهما حاليا، وهناك واحدة لا تعمل فى مستشفى ناصر ؛ بسبب اعتراض الأهالى ، ومحرقة حميات طوخ معطلة من شهر يوليو 2011، والقناطر الخيرية معطلة من شهر يوليو 2010، وهناك اثنان فقط يعملان من عام 1995، ويجب إعدامهما الآن بسبب الانبعاثات. وأضاف ، أنه للقضاء على أزمة النفايات الطبية داخل مستشفيات القليوبية، تم البدء بالتخلص الآمن من النفايات الطبية من خلال التعاقد مع مجمع المحارق بالجيزة ، وكلية الطب البيطرى بالسادات ، ومستشفى دسوق العام بكفر الشيخ ونقلها بسيارات وتسديد 2.5 جنيه عن كل كيلو، وأخيرا التعاقد مع مفرمة مستشفى بنها التعليمى لحين الانتهاء من مجمع المحارق بعرب العليقات بالخانكة، ليتم نقل كل المحارق إليه.