أيام ويحل عيد الفطر المبارك، حيث البهجة والفرحة لاسيما في عيون الأطفال الذين ينتظرون "العيدية" من الأهل والأقارب، لكن يبدو أن أزمة النقود "الفكة" التي كانت عائقا أمام المواطنين بسبب تباطؤ بعض البنوك في توفيرها بشكل كاف في المواسم السابقة، لن تتكرر رغم الإقبال الشديد من أغلب فئات الشعب على اقتنائها لإسعاد صغارهم، بعد أن فطنت البنوك مبكرا أهمية توفيره أمام المتعاملين. "العيدية" أو ما يعرف مصرفيا ب "الفكة" والتي تعد من أهم مظاهر العيد في مصر، هي عادة قديمة حرص عليها الآباء والأجداد لإضفاء جو من البهجة على الأطفال، ولا تزال العيدية محتفظة برونقها وأصالتها منذ القدم، وقد كانت في سبعينيات القرن الماضى قرشا جديدا للطفل، وتضاعفت في التسعينيات إلى 50 قرشا وجنيه واحد من العملات الورقية، ومع قدوم القرن الواحد والعشرين بدأت العملات المعدنية تتدفق بشكل كبير. لم تعد العيدية مجرد بضعة جنيهات توزع على الأطفال بل صارت مع مرور الزمن رمزا ل "صلة الرحم"، حيث تنتظر الأخت والبنت والزوجة عيديتها. وكعادة كل موسم عيد حرصًا من الآباء على توفير "الفكة" لتوفير عيديات الأطفال وذوى الأرحام، يتوجه المواطنون إلى البنوك لاستبدال العملات الورقية من فئات "200 – 100 – 50 جنيهًا" بالفئات الصغيرة من نوعية "20 – 10 – 5 – وجنيه واحد". وهناك مصدر بالبنك المركزى المصرى أكد أن مصلحة سك العملة طرحت ما يقرب من 300 مليون جنيه "فكة"، من العملات المعدنية فئة نصف جنيه والجنيه، ومن العملات الورقية فئة خمس وعشر وعشرون جنيهًا، وذلك لمواجهة الطلب المتزايد على "الفكة " خلال موسم عيد الفطر المبارك. وطمأن رئيس بنك القاهرة منير الزاهد المواطنين، قائلا: فكة العيد متوافرة بجميع فروع مصر، وذلك لتلبية احتياجات المتعاملين، ولا توجد حتى الآن أزمة في عمليات تبديل العملات ذات الفئات الكبيرة بالفكة أو العيدية. وحرص محمد عباس فايد - نائب رئيس بنك مصر - على تأكيد أن مصرفه لا يعانى من أزمة الفكة اللازمة للعيدية حتى الآن، مشيرا إلى توفر الفئات الصغيرة بكميات كبيرة بكافة فروع بنك مصر. غير أن مصدر مسئول بالبنك الأهلي المصرى لفت إلى أن إدارة البنك خصصت شباكًا محددًا في كل فرع لتوفير خدمة تغيير العملات الورقية والمعدنية الجديدة، مضيفًا أن أكثر العملات المتوفرة من الفكة هي فئة الخمس والعشر جنيهات.