لأنهم اعتادوا على أخذ العيدية عملات ورقية جديدة رفض الأطفال الجنيهات المعدنية التى اعتادت وزارة المالية سكها فى الآونة الأخيرة، وذلك لأن معنى العيدية ليست فى قيمتها المادية، ولكن فى القيمة المعنوية، حيث تدخل البهجة فى نفوس الأطفال، خاصة أن العيدية تعد أحد أجمل مظاهر الاحتفال بالعيد. عمر محمد تلميذ بالصف الثالث الإبتدائى انتابته حالة من الغضب، لأنه لن يحصل على العيدية الورقية، قائلا: العيد سوف يكون غير كل الأعياد لأن غياب الجنيه الورقى يعنى غياب التنافس بيننا لتجميع أكبر قدر منه. وتساءل عمر: لماذا ألغت الحكومة الجنيهات الورق هى ممنوعة ولا ايه؟ ولا الحكومة مش عايزة الأطفال يفرحون بالعيد؟ فى حين ينكر شريف محروس أولى إعدادى كل ما نقوله له بخصوص غياب الجنيه الورقى مؤكدا أنه لا يمكن أبدا أن يختفى لأنه بدون «العيدية الورقية» لن تكون فرحة العيد، ومن ثم لن توافق الحكومة على ذلك وستوفر الفرحة بطرح كميات من الجنيهات الجديدة لاستخدامها كعيديات. أما لمياء عادل ثانية ثانوى تقول: العيدية الفضية لا قيمة لها؛ لأنها تفضل العيدية بالعملة الورقية؛ لأن عليها إهداءات من الأهل والأقارب، وتقوم بالاحتفاظ بها لتكون جزءًا من ذكرياتها، أما العيدية الفضية فلا يمكن الكتابة عليها. ومن جانبه أكد الخبير الاقتصادى مختار الشريف أن الإصرار على التغيير الجذرى للعملة أمر لا يوجد مبرر اقتصادى أو اجتماعى له خاصة فى هذه المرحلة الحرجة التى يمر بها الاقتصاد، موضحا أنه لا مانع أبدا من أن تواجد العملات المعدنية والورقية معا، فالحكومة مطالبة أن تعمل وفقا لمطالب الجماهير وليس العكس، وما دامت العملات الورقية ستوفر السعادة والفرحة للناس فى العيد فكان من الأجدى أن تستجيب الحكومة لهذه المطالب. وأشار إلى أن الغريب فى الأمر أنه فى ظل الرفض الجماهيرى للعملات المعدنية تجد الحكومة تواصلت وتصر على تكملة المشوار، وذلك على الرغم من أن وزارة المالية عندما قامت بسك العملة المعدنية من فئة الربع والنصف جنيه كانت بهدف التيسير على المواطنين، وتوفير هذه العملات فى السوق؛ وعندما تقرر الحكومة إلغاء العملة الورقية من فئة الجنيه والنصف جنيه فإنها تهدف إلى توفير تكلفة الإصدار وطول عمر الجنيه المعدنى وهذا ليس سببا كافيا لإحلالها مكان الجنيه الورقى. وبدوره كشف أحمد شريف صادق رئيس مصلحة سك العملة أن زيادة الطلب على العملات المعدنية المساعدة خلال الشهور الأخيرة دفع المصلحة إلى زيادة الكميات التى تقوم بسكها من 3 ملايين قرص شهريا إلى 20 مليون قرص فى الربع الأخير من عام 2009. وأكد أن المصلحة تستهدف هذا العام سك 475 مليون جنيه، ونحو 1160 مليون قرص معدنى تشمل 80 مليون قرص من فئة الخمسة قروش و300 مليون قرص من فئة العشرة قروش و380 مليون قرص من فئة الربع جنيه، بالاضافة إلى 100 مليون قرص من فئة الخمسين قرشا و300 مليون قرص من فئة الجنيه لإحلالها محل الخمسين قرشا والجنيه الورقيين مرتفعة التكلفة وقصيرة العمر الافتراضي. وشدد شريف صادق على أن المصلحة تعاقدت مع أعرق دور السك العالمية لاعادة هيكلة وتطوير العمل، حيث تم استحداث سبيكة جديدة للعملات المعدنية تقل تكلفتها 30% عن تكلفة السبيكة القديمة مع تغيير المواصفات الفنية الخاصة بالعملات، كما تم تطوير خط انتاج العملات المعدنية بفئاتها المختلفة، وكذلك خط التعبئة والتغليف وتدريب العاملين.