أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن، اليوم الجمعة أن جل اهتمامه ينصب حاليا على إنهاء الحصار الإسرائيلى عن قطاع غزة، حتى تكون غزة حرة موصولة بباقى الأرض الفلسطينية، مشيرا إلى زيارة قريبة وعاجلة له إلى القطاع. وشدد عباس فى كلمة التى وجهها عبر الأقمار الصناعية إلى المحتشدين بساحة السرايا وسط غزة للاحتفال بانطلاقة حركة فتح رقم 48، على ضرورة استعادة الوحدة الفلسطينية، مضيفا: لا بديل عنها لمواجهة الاحتلال وتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية. وتابع عباس: "لولا الوحدة فى إطار منظمة التحرير الفلسطينية التى تعد الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى والتى لا تقبل القسمة، لما استطعنا أن ننقل القضية الفلسطينية إلى العالم"، وأضاف الرئيس عباس أن القضية الفلسطينية أصبحت رمزا للتحرر والتمرد على الظلم فى العالم. وشدد الرئيس عباس على ضرورة توحيد الجهود لإنقاذ مدينة القدس من التهويد المستمر من خلال توفير سبل الدعم والصمود فهى عاصمتنا الخالدة. وأعرب الرئيس الفلسطينى خلال كلمته، عن أمله فى أن يتم الاحتفال بانطلاقة قادمة لفتح وقد تحقق النصر، وحيا الرئيس عباس الأسرى والأسيرات فى سجون الاحتلال كما حيا الشهداء من كل الفصائل الفلسطينية، فيما اعتبر عباس فى كلمته القيادى فى حركة فتح خطاب أبوالعبد الذى توفى أمس شهيد انطلاقة فتح. وتوفى أبوالعبد بعد لحظات من زيارته لساحة السرايا بغزة ورؤيته الجماهير الحاشدة التى تجمعت قبيل البدء باحتفالات الانطلاقة، وحيا عباس غزة، قائلا: "سلام عليك يا غزة الحبيبة يا غزة هاشم، يا حاضنة النضال على مر تاريخه وبمختلف أشكاله، سلام عليك يا غزة يا من ولدت من رحمها النواة الأولى لحركة فتح، وامتلأت ساحة السرايا بوسط مدينة غزة التى تحولت إلى اللون الأصفر نظرا لأعلام فتح والشوارع المحيطة بها بعشرات الآلاف من أنصار فتح للاحتفال بانطلاق حركتهم، كما أغلقت الشوارع الرئيسية المحيطة وسط حضور أمنى مكثف من عناصر أمنية فتحاوية بخلاف شرطة حماس. وحسب بيان لحركة فتح فإن ما يزيد على مليون فلسطينى يشارك فى مهرجان الانطلاقة (عدد سكان القطاع 8ر1 مليون نسمة). حضر المهرجان قيادات من حركة فتح بغزة والضفة الغربية وعلى رأسهم نبيل شعث وجبريل الرجوب عضوى مركزية فتح، إضافة إلى فدوى البرغوثى زوجة الأسير القيادى الكبير فى فتح مروان البرغوثى. وأكد الناطق باسم وزارة الصحة فى غزة أشرف القدرة، أن 20 مواطنا أصيبوا فى مهرجان فتح نتيجة التدافع مضيفا إن أحد المواطنين أصيب بصعقة كهربائية أثناء قيامه بتعليق "علم " على أحد أعمدة الكهرباء، واصفا إصابته بالخطيرة جدا. وأكد الدكتور يحيى رباح مسئول فتح فى قطاع غزة، أن حركته اضطرت إلى تقليص فقرات مهرجان الانطلاقة لحركته اليوم والاكتفاء بكلمة الرئيس الفلسطينى محمود عباس نظرا للتدافع والتزاحم الشديد فى ساحة الاحتفال "السرايا"، مضيفا إن غزة تحولت إلى مدينة مغلقة بالحضور الجماهيرى الكثيف الذى قدره بمليون مواطن. وحول ما تردد عن أعمال شغب لأنصار القيادى الفتحاوى المفصول محمد دحلان أثناء المهرجان، نفى يحيى رباح ذلك بشدة، وقال رباح إنه مهما كانت التباينات داخل حركة فتح إلا أنها لم تصل إلى ذلك، مجددا نفيه تسبب أنصار دحلان وراء تقليص فقرات المهرجان. وشوهد فى ساحة المهرجان عشرات المواطنين يحملون صورا لدحلان مرددين "أبوفادى - دحلان - هو الرئيس"، وأكد مسئول فتح فى قطاع غزة فى تصريحه أن مهرجان حركته تم على ما يرام حسب قوله. وأشار الدكتور يحيى رباح إلى أن هذا الحشد يحدث لأول مرة منذ 50 عاما ولا يمكن مع هذه الأعداد السيطرة على الوضع. من جهتها، قالت حركة حماس على لسان الناطق باسمها سامى أبوزهرى، إن فتح طلبت من وفد حماس عدم الحضور إلى المهرجان بسبب الفوضى وفقدان السيطرة فى منصة الحفل. وكان من المقرر أن تشمل فقرات المهرجان كلمة للقوى الوطنية والإسلامية والتى كان من المقرر أن يلقيها القيادى فى حماس روحى مشتهى ، إضافة إلى فقرة فنية كانت ستقدمها فرقة العاشقين التى وصلت غزة خصيصا لإحياء المهرجان. من جانبه، أكد الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن من شاهد هذا الحشد الجماهيرى الكبير لحركة فتح من الإسرائيليين والمتآمرين على صمود وإرادة الشعب الفلسطينى يقول إن "هذا الشعب لا يمكن قهره ". وأوضح شعث فى تصريحات له عقب المهرجان، أن الاحتلال الإسرائيلى والمتآمرين الغرب كانوا يسعون للإيقاع بالشعب الفلسطينى وكسر إرادته وإضعاف عزيمته وهذه الجماهير أكدت أنها صامدة وصابرة حتى تحقيق النصر. بدوره، قال الناطق باسم وزارة الصحة بغزة الدكتور أشرف القدرة، إن عدد المصابين فى مهرجان فتح جراء التدافع ارتفع إلى 25 شخصا بينهم إصابات خطيرة . يذكر أن مهرجان حركة فتح فى قطاع غزة عام 2007 قد شهد اشتباكات مسلحة أوقعت عدة قتلى وجرحى.