تمتد صداقتى بالرئيس الأمريكى باراك أوباما لأكثر من ثلاث سنوات عندما قرر خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية وقتها كان الفتى الأسمر يلهث خلف كل الشخصيات المؤثرة في العالم حيث فوجئت به يهاتفني ويعرفني بنفسه ويطلب لقائي. كنت وقتها مشغولاً باحتفالات مولد السيدة زينب رضى الله عنها وأرضاها وعرضت على أوباما أن يأتى لمصر ليشهد الاحتفال بعد أن اعتذرت عن تلبية دعوته لأمريكا، فجاء الرجل بالفعل للقاهرة وشهد معنا الاحتفالات وكان سعيداً جداً بما يشهد من طقوس كانت غريبة بالنسبة له. منذ هذا الوقت وأوباما ملتزم بحضور ليالى مولد السيدة زينب والاحتفال معنا لكن بطريقة سرية للغاية.. فلا أحد يعلم بهذا سوى جهاز مخابراته الخاصة جداً وحتى هنا بمصر لا يعلم بزيارته لنا أى جهة سوى أنا وزملائى فى درب الفشارين. وقد جاء أوباما منذ أيام كعادته متخفياً لحضور ليالى المولد حيث عاش معنا ليالى صاخبة وراقب على هامشها انتخابات الرئاسة فى مصر وكان سعيداً جداً بطريقة المصريين فى اختيار رئيسهم. قال لي: أنا معجب بالمصريين جداً يا عم أبو طقة فأنا أيضاً من أحفاد الفراعنة مثلكم!!. قلت: أنت من أحفاد العبيد الذين كانوا يعملون لدى الفراعنة يا صديقي!! أخذ أوباما يضحك ثم قال: يا مستر أبو طقة أنا بدأت أشعر بالقلق على مستقبلى الرئاسى فى أمريكا.. فالمرشح الجمهورى «ميت رومني» ينافسنى بقوة ويطلق صوبى الاشاعات القاتلة سياسياً!!. قلت: يا عم «سيبك» من ميت رومنى «وميت عقبة» فأنت معك أبو طقة وكل الفشارين فى العالم.. لكن قل لى ما رأيك فى مجلسنا العسكري؟!! قال: لقد اثبت المجلس العسكرى أنه مناور سياسي بارع بعكس ما كنا نتوقع فهو يمتلك الآن خيوط اللعبة ويضع الرئيس الجديد فى جيبه جاكتته الصغير!!.. قلت: وهل يرضى عنهم الأمريكان الذين يطالبون بدولة مدنية فى مصر؟!! قال: الأمريكان يا أبو طقة يتحالفون مع الجن الأحمر طالما أنه ينفذ تعليماتنا!! قلت: لكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قال لو رضيت عنى أمريكا فاعلموا أننى أسير فى الطريق الخطأ!! قال: عبد الناصر كان حالة خاصة وأنا مازلت منبهراً به وبمواقفه وأنا معجب أيضاً بالمرأة المصرية التى يجب أن يكون لها دور محورى فى المشهد السياسى يا عم أبو طقة!!.. قلت: أنا أحدثك عن عبد الناصر ما علاقة هذا بالمرأة المصرية!! قال: «لذيذة» يا عمنا.. أنا أحترم المرأة المصرية فهى تملك مقومات ذات جاذبية وتتحكم فى حركاتها تماماً بعكس النساء فى أمريكا فأنا متزوج «واحد صاحبي» بل «شيخ غفر» يا عمنا!! وهنا نظرت خلفى حيث وجدت إحدى النساء تتمايل مع موسيقى الذكر وقلت لأوباما احترم وجودك فى مولد السيدة يا «أونكل» أوباما وإلا قطعك الدراويش إربا!!.. فقال: «أوكيه أوكيه» لكننا سندعم المرأة المصرية باعتبارها مصدر للقوة والمضى قدماً!! قلت: وهل يهتم الأمريكان بمستقبل مصر لهذه الدرجة؟!! قال: أعلم مستر أبو طقة أن مستقبل الشرق الأوسط كله يهم الأمريكان لأننا نستثمر هنا ونعسكر هنا ونتحكم فى العالم من هنا فاهتمامنا بمصر هو اهتمام بمصالحنا وليس عشقاً فى سواد عيون المصريين.. يا عمنا أن انهيار الديمقراطية فى مصر الآن بجانب تصاعد العنف فى سوريا وعدم كبح البرنامج النووى الإيرانى كل هذه الأحداث ستكون سلاحاً فى يد منافسى بالحزب الجمهوريه فى دورة الرئاسة القادمة لذا أنا أريدك معى تساندنى بحق صاحبة هذا المولد!! ..قلت: لا تقلق فنحن معك إن شاء الله لكن هل ترى أن مصر بعد أن أصبح لها رئيس منتخب قفزت إلى الديمقراطية التى تطالبوننا بها؟!! قال: نظامكم السابق أعاد تكوين نفسه خلال العام والنصف الذى أعقب الثورة دون أن تشعروا والإخوان المسلمين عرفوا ذلك وعقدوا صفقاتهم مع المجلس الأعلى بعيداً عن الشعب.. قلت: تشعرنى بأنك تفهم ما يدور فى مصر رغم أننا أصحاب البلد لا نفهم شيئا!!.. قال: لدى جهاز مخابراتى يعلم «دبة النملة» فى كل أنحاء العالم يا عم أبوطقة!!.. قلت له: وهل لذلك أنت تدعم زواج الشواذ فى أمريكا لدرجة أن الجمهوريين فضحوك يا عمنا؟!! قال: فعلت ذلك لصرف انتباه الشباب هناك عن المشاكل الاقتصادية الطاحنة التى تواجه جيلهم وقلت خليهم «يهييصوا» .. المهم يا مستر أبوطقة أن الليلة الكبيرة للمولد ستنتهى اليوم وأنت لم تقل لى ما هى خطتكم لدعمى فى الانتخابات القادمة.. قلت له: تعالى الآن نأخذ لنا وصلة ذكر وبعدها سنحدد خطتنا للوقوف معك فدرب الفشارين ب«فيتو» هو الذى دعم رئيس مصر حتى وصل للرئاسة فهل «سنغلب» فى الرئيس الأمريكى يا مستر أوباما!! وهنا وقف أوباما فرحاً وشدنى من يدى ودخلنا ساحة الذكر وهمس لى قائلاً وحشتنى الفته مع اللحمة الضاني!!