قنا أصبحت من المحافظات التى يعانى فيها الفلاحون بالفعل من أزمة رى طاحنة تعصف بآلاف الأفدنة فى مناطق متفرقة، فيا ترى ماهى الأسباب التى ترتب عليها ذلك؟ التفاصيل فى السطور التالية: " تفحم القصب" يقول اللواء مختار فكار، نقيب مزارعي نقابة القصب: أننا عانينا كثيراً من نقص المياه وتبوير مساحات شاسعة من الأراضي في قنا خاصة في المراكز الشمالية، ولقد أدى نقص المياه وقطعها عن مزارعي القصب إلى تفحم مايزيد على 100 فدان، في 3 مراكز، وهى مراكز الشمال أبو تشت ونجع حمادي ودشنا وفرشوط والوقف، والتي سجلت فيها إحدى أكبر الترع وهى ترعة (المشايخ) رقمًا قياسيًا في الجفاف، حيث جفت المياه منها مدة 50 يومًا، التي يشتهر بزراعة قصب السكر. "المناوبات مشكلة" على جانب آخر يقول محمود زيدان، شيخ بلد قرية العمرة أن السبب في ضعف الأراضي الزراعية بقرى أبوتشت وجودها في نهايات الترع وقلة المياه وعدم انتظامها بالشكل المحدد للنوبات، ما يؤثر سلبيًا على الطاقة الإنتاجية للمحاصيل خاصة في أشهر يونيو ويوليو وأغسطس مع قيام المزارعين بتسميد محاصيل القصب التي تحتاج إلى المياه بكثرة في تلك الأوقات. أما محمد محمود، من قرية القارة فأكد أن المشكلة لا تظهر في الترع الرئيسية بل في الترع الفرعية التي لا تصلها المياه، ما يؤثر على أصحاب الأحواض، وأن نظام العمل بالمناوبات الشهرية وفقًا لكل حوض أصبح يمثل أزمة بعدما تمر المناوبة المحددة دون وجود مياه كافية تسهل عملية ري الزراعات، رغم أن قنا هي أول محافظات مصر في زراعة القصب، وهو يحتاج إلى كمية مياه كبيرة حتى يجنى المزارع المحصول. ويؤكد مختار عبد الرازق من قرية كوم جابر بأن أحواض وفتحة المشايخ بها أزمة وخاصة بسبب وقوعها في نهاية الترع والمصارف، ما يؤثر على وصول المياه الكافية إليها، الأمر الذي عرض الأراضى الزراعية بها إلى الذبول والضعف، بينما لا يملك الفلاحون حيلة في ذلك خاصة أنهم أرسلوا العديد من الشكوى للمطالبة بتنظيف الترع دون جدوى. "السولار والفقر" كما يشير عبد السلام محمد، مأذون بقرية النواهض إلى تسبب أزمة السولار فى إصابة الأراضى الزراعية بحالة فقر حادة لقيام المزارعين بإيقاف الماكينات الخاصة بالري بسبب نقص السولار المحرك الرئيس لها، ما يضر أصحاب المساحات الصغيرة لأن أصحاب الزراعات الكبيرة يحصلون على المناوبة مرتين بحسب قول بعض صغار المزارعين. ويضيف أن مشكلة الري تمثل مشكلة كل عام وتصل إلى حد الصراع والتناحر الدموي وسقوط ضحايا وقتلى لأسبقية الري في أحيان كثيرة بكل مراكز محافظة قنا، لذلك يطالب بزيادة المناوبات والاهتمام بتطهير الترع. أما محمد كامل" مزارع" من قرية المعصرة أن المشكلة تعود إلى عدم وجود نظافة للترع من الطين والحشائش واكتفاء مسئولي الري بإسناد هذه الأعمال إلى مقاولين وهؤلاء يكتفون بنزول الكراكات ورفع جزء من الطين فقط ووضعه أعلى الترع بما يهدد بردم الترع مرة أخرى. "خطة لبيب" ومن جانبه قال اللواء عادل لبيب، محافظ قنا إنه يتم تنفيذ خطة ترشيد المياه، وطرق تحسين استخدامها بالمحافظة، وذلك من خلال 3 محاور: الري والزراعة، ومياه الشرب، والصرف الصحي. وأشار «لبيب» إلى أنه تم وضع خطة نظم الري الحديثة للأراضي الجديدة، وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، وتحسين كفاءة أعمال صيانة الترع والمصارف، وإحلال وتجديد محطات الرفع الميكانيكية. ولفت محافظ قنا إلى أنه سيعاد استخدام مياه الصرف الصحي المعَالجة وفقًا للضوابط والمعايير الصحية، كما سيتم تحسين تغطية خدمات مياه الشرب النقية، والعمل على خفض مستوى الفواقد بكل أنواعها في مجال مياه الشرب والصرف الصحي، واقتراح زراعات غير تقليدية تستخدم كميات قليلة من المياه في ريّها حسب احتياجات المحاصيل.