تزايدت خلال الفترة الأخيرة معاناة مزارعي محافظة قنا من نقص مياه الري بشكل أدي إلى تدمير بعض المحاصيل وتعرض البعض الآخر للهلاك لاسيما مع تزايد مشكلات الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي لمدة تتجاوز أكثر من 14 ساعة يوميا فترتب على ذلك توقف محطات رفع المياه، ولما كانت معظم المساحات بقنا تغطيها زراعات محصول قصب السكر هذا المحصول الاستراتيجي الذي يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه ازدادت مخاوف المزارعين من تأثر الانتاجية بنهاية الموسم خاصة وأن محافظة قنا تنتج نحو 70 % من قصب السكر. طالب المزارعون فى قنا بالقضاء على مشكلة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي لتعمل محطات رفع المياه بكامل طاقتها وكذلك تطهير الترع والمصارف بعد أن ساءت أوضاعها وتسببت فى وصول المياه للأراضي بعد عدة أيام من بدء موعد المناوبات وربما تنتهي المناوبة قبل أن ينتهي كافة المزارعين من ري أراضيهم، وفي المقابل نفى المسئولين بقطاعي الزراعة والري وجود أزمة حقيقية فى مياه الري وطالب وكيل وزارة الري بتأمين الحفارات التي تقوم بتطهير المساقي والترع بعد تعرضها لإطلاق الرصاص لمنعها من أداء عملها . فى البداية يقول محجوب السيد بدوي مزارع أن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي أدت إلى تأثر طاقة محطات رفع المياه مثلما هو الحال مع محطات الدرب بمركز فرشوط ومركز نجع حمادي ومحطة بني حميل بمركز البلينا التابعة لمحافظة سوهاج والتي تغذى عددا من مراكز شمال محافظة قنا لافتا إلى أن فترة انقطاع التيار الكهربائي تصل إلى ما يقرب إلى 14 ساعة بشكل يومي وبمقارنة الساعات المتبقية من اليوم تجد أنها لن تكفي المزارعين لري أراضيهم خاصة فى الأحواض المتجاورة التى تستخدم مسقي مشترك. وطالب كمال حلمي تهامي مزارع بتطهير المساقي ونهايات الترع التي أصبحت مليئة بالطين المتراكم وجذوع النخيل والأشجار إلى جانب جيف الحيوانات النافقة التي تسد بوابات تصريف المياه مثلما هو الحال في الترعة الكائنة بنجع القرية داخل مركز نقادة والمتفرعة من ترعة دنفيق، وقال: إنه رغم تكرار الشكوى لإدارة الري ومديرية الزراعة إلا أن تلك الحواجز مازالت عائقا في طريق المياه التي قد تتأخر بسبب ذلك عن موعد وصولها للمزارعين عن موعد بدء المناوبة لعدة أيام وقد تنتهي المناوبة قبل أن يتمكن كافة المزارعين من ري أراضيهم لتظهر فيما بعد المشكلات بسبب أسبقية الري. وأشار إلى قيام أصحاب المنفعة الشخصية ببناء حائط داخل الترعة البحرية بنجع القرية بمركز نقادة والتى تغذى أكثر من 80 فدانا ، كما أن هذا الحائط بنى داخل قاع المسقى بكامله دون الحصول على تصريح أو موافقة الإدارة العامة لري قنا مما أدى إلى إعاقة سير المياه بها، ويستدعي إعادة تطهير المسقى، ورغم التقدم بالشكوى لإدارة الري بمركز نقادة ومديرية الري بمحافظة قنا إلا أن الأمر لا يزال كما هو رغم مرور سنوات على ذلك ولا ندري لمصلحة من تركوهم يفعلون ذلك وهم على علم بأن أراضينا معرضة للبوار ومحاصيلنا فى طريقها للهلاك، وليقولوا لنا من أن نعيش وهم يحاولون سد باب رزقنا الوحيد.
ويقول عامر محمود مزارع: إن نقص مياه الري أدى إلى تهالك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية المنزرعة بالحشائش التي تغذي الحيوانات مما جعلنا نضطر لشراء القش بأسعار خيالية، لافتا إلى تعرض مساحات كبيرة للهلاك داخل حوض حاجر الجبل زمام قرية القوصة بمركز دشنا، كما أن حوض حاجر الجبل ( 2 ) وحوض العبيد وحوض العبادية والأحواض الكائنة بقرية الكوم الأحمر بمركز فرشوط وقرية النواهض والحبيلات الشرقية بمركز أبوتشت تتعرض لذات المشكلة. ومن جانبه قال طلعت محمد محمود مزارع أن زراعة القصب هى الأولي على مستوى محافظة قنا كما أن المحافظة تنتج نحو 60 % من الإنتاج القومي لسكر القصب ولكن مع النقص الشديد فى مياه الري والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي فإن الانتاجية قد تقل إلى النصف أو ما يزيد، لأن القصب يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، ويؤكد أنه رغم تكرار الشكاوي للمسئولين بالإدارة الزراعية بنقادة وإدارة الري إلا أن المسئولين لم يتحركوا لتطهير القرى والمساقي خاصة وأن المياه التي تمر بها بوضعها الحالي نصف الكمية التي تمر بها فى حالة خلوها من العوائق.
ويقول محمد حميد مزارع فى مركز قوص أصبحت كافة الزراعات عرضة للهلاك بما ينذر بتأثر الإنتاج بنهاية الموسم ويطالب بسرعة تطهير المساقي والترع وكذلك القضاء على مشكلة انقطاع التيار الكهربائى . من جانبها أكدت المهندسة إيمان محمد على وكيلة وزارة الزراعة بقنا أن نقص مياه الرى لا تمثل أزمة على الإطلاق داخل المحافظة، مشيرة إلى أن قيام المزارعين باستعجال دور المناوبات هو ما أوجد المشكلة، إلى جانب وجود بعض الترع والمساقى بحاجة إلى تطهير ولذلك فقد تم تشكيل لجان مشتركة بين مديريتى الزراعة والرى للمرور بشكل يومى من خلال رؤساء الأقسام ومهندسي الأراضي والمياه لمتابعة تلك الترع وتطهيرها. وأضافت بأن مديرية الزراعة بمحافظة قنا تلقت عدة شكاوى من مزارعي مركز أبوتشت وبالفحص تبين أن موعد المناوبة لم يأتي بعد وفي مركز فرشوط تبين أن سبب نقص المياه وجود عطل بمحطة الدرب نتيجة انخفاض تيار الكهرباء وانقطاعه بشكل متكرر، وأكدت أن هناك جهود مبذولة للانتهاء من سرعة تطهير الترع وتبطينها لضمان توفير المياه التي تكفي لري المحاصيل الزراعية بمختلف أحواض المحافظة. وأشارت المهندسة إيمان محمد على إلى أن هناك خطة خمسية تنفذ خلال الفترة من2012 وحتى 2017 من أهم نتائجها المستهدفة تحسين 125 ألف فدان لكل عام عبارة عن تسوية بالليزر والحرث تحت التربة وإضافة الجبس الزراعي بالإضافة إلى تطهير 400 كيلو سنويا من المساقي على مستوى المحافظة بجملة 2200 كيلو من المساقي الخاصة ليتم القضاء على مشكلة تأخر وصول المياه للأراضي فى موعد المناوبات المقرر، بالإضافة إلى تسوية 5000 فدان سنويا على حساب مجلس المحاصيل السكرية . ونفى وكيل وزارة الري وجود نقص فى مياه الري بمختلف مراكز المحافظة، مؤكدا أن هناك طلب متزايد من المزارعين على المياه بالمخالفة لمواعيد المناوبات المقررة، وهذا ما جعلهم يظنون أن هناك نقص فى المياه . واعترف بوجود بعض الشكاوي داخل مراكز شمال المحافظة في ابوتشت وفرشوط ودشنا ونجع حمادي، وبعد الفحص تبين أن السبب يعود إلى انخفاض الجهد الكهربائي لمحطات الرفع وتم معالجة الخلل للقضاء على الشكاوي، مشيرا إلى أن مديرية الري تقوم بتطهير الترع والمساقي التي ترد بشأنها شكاوي أو التي يتبين احتياجها للتطهير من خلال عمليات المتابعة والمرور ويتم تنفيذ ذلك بشكل عاجل لضمان عدم تأخر المياه فى الوصول للأراضي بعد مواعيد المناوبات من أجل الحفاظ على المحاصيل الزراعية، ولكن بعض المناطق نتعرض فيها للاعتداءات بإطلاق الرصاص على الحفارات من جانب المزارعين لإجبار قائديها على التوقف عن تطهير المسقى، وتم إخطار الجهات الأمنية بذلك ولكن مازالنا نعاني من المشكلة، والنتيجة هي وصول المياه للأراضي بصعوبة والسبب اعتراض بعض المزارعين على تطهير المساقي، مطالبا بضرورة تعاون المواطنين والجهات الأمنية على حد سواء .