سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إبراهيم الرفاعى أسطورة قتالية فى أرض الفيروز .. قاد كتيبة الصاعقة وأربك العدو فى 73 .. ثأر لعبدالمنعم رياض بقتل 44 جنديا إسرائيليا .. واجه ثغرة الدفرسوار بنخوة الاستشهاد .. و بطل موقعة أسر دانى شمعون
شهيد من معدن الأبطال دافعى الأرواح ثمنا للأوطان.. واحد من أهم أبناء الدقهلية ملقب بالشهيد البطل.. إنه الشهيد إبراهيم رفاعى أحد الأبطال الشهداء فى حرب أكتوبر، "حرب تحرير سيناء".. له العديد من الألقاب سطرتها بطولاته وكتبتها دماؤه فى أرض المعركة منها "الأسطورة، الأسد، رأس النمر، الشبح"، وكلها تعكس دلالات فرحة إسرائيل بوفاته. " فيتو" فى ذكرى تحرير سيناء انتقلت إلى الدقهلية ولسان حالها يتساءل هل يعرفه أحد من أبنائها ولهذا سألت المارة: من منكم يعرف الشهيد إبراهيم الرفاعى؟ وكانت الإجابة دائما "لا أعرف"، وكانت مصحوبة بعلامات استفهام، ولذلك إحياءً لبطولات الشهيد الرفاعى سنقدم فى تلك السطور كلمات بسيطة عنه وفاء منا له، ولما قدمه لمصرنا الحبيبة. "الرفاعى" هو ابن قرية "الخلالة" مركز بلقاس ولد فى 27 يونيو عام 1931، وعرف التقاليد العسكرية على يد جده "الأميرالاي"، عبدالوهاب لبيب، اسمه كاملا "عميد أركان حرب إبراهيم الرفاعى السيد الرفاعي"، كان ضمن أول فرقة لقوات الصاعقة المصرية بل ومشاركاً فى بنائها تسابق لقب "القائد" للاقتران باسمه، فبعد تخرجه من الكلية الحربية 1954، شارك فى الدفاع عن مدينة بورسعيد أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، ثم تولى قائد كتيبة الصاعقة أثناء حرب اليمن حتى أنه حصل على ترقية استثنائية تقديراً لدوره. ولم يكن التفكير ليذهب باسم غير "إبراهيم الرفاعي" عندما قررت قيادة القوات المسلحة بعد 5 يونيو 67، وتحديداً فى 5 أغسطس 1968، أن يتم تشكيل مجموعة فدائيين للقيام بعمليات خاصة داخل سيناء، أو ما عرف ب"حرب الاستنزاف" فكان "الرفاعي" قائد هذه المجموعة التى نفذت أول عملياتها فى "الشيخ زويد"؛ حيث تم نسف قطار إسرائيلى و"مخازن الذخيرة " المتروكة منذ 67. ومنذ ذلك الوقت الذى تشكلت فيه هذه المجموعة بقيادة "الرفاعي" لم تهدأ إسرائيل من تلقى الضربات غير المتوقعة ولم يهدأ "الرفاعي" أيضاً أو يركن كلما حقق ضربة ناجحة "للعدو" فى عقر داره، بل عمل على زيادة عدد مجموعته وتثبيت أقدامها لتنتشر فى مناطق كثيرة داخل سيناء تلك المجموعة التى لن تنساها إسرائيل، ولم ينساها كل من شارك بحرب أكتوبر، والاستعداد لها بعد 1967؛ المجموعة "39 قتال" ورمز "رأس النمر" الذى اختاره قائدها "الرفاعي" منذ 25 يوليو 1969. وربما لم يكن الكيان الصهيونى وحده الذى تصيبه المفاجأة بل قيادات الجيش المصرى كذلك وقفت أمام ما قام به "الرفاعي" وفرقته، ومنها فى عام 68 بعد أن نشرت "إسرائيل" صواريخ لإجهاض العمليات التى يقوم بها الجيش المصري؛ حيث أخبره رئيس أركان الجيش وقتها الشهيد عبدالمنعم رياض بإحضار إحدى هذه الصواريخ لمعرفة مدى تأثيرها على أفراد الجيش المصري. ولم تمر أيام حتى عبر "الرفاعي" برجاله قناة السويس، وعاد "بصحبة " ثلاثة صواريخ من بين التى نشرها "الكيان الصهيوني"؛ تلك العملية التى تم على إثرها عزل القائد الإسرائيلى المسئول عن قواعد الصواريخ. وليس هذا فقط، بل استطاع "الرفاعي" وفرقته أسر الملازم الإسرائيلى "دانى شمعون" دون تكبد أى خسائر، وكانت تلك من ضمن عمليات الرفاعى التى كادت أن تفقد قيادات الجيش الإسرائيلى العقل، حتى أنهم أطلقوا على "الرفاعي" وفرقته "مجموعة الأشباح". كان "الرفاعي" يؤمن بشدة أن القتال هو السبيل الوحيد لاستعادة الأرض والكرامة، لذلك لم يهدأ بعد استشهاد "عبد المنعم رياض" ليصوب إلى إسرائيل ضربة قوية ثأراً لرئيس الأركان ولكل جندى بالجيش المصري. فعبر برجاله واحتل موقع "المعدية 6"، الذى أُطلق منه رصاصات استشهاد الفريق "رياض"، وكان الرد بمقتل ما يقرب من 44 جنديًا إسرائيليا، ورفع العلم المصرى لأول مرة على ذلك الموقع منذ 67، الأمر الذى اضطر إسرائيل لتقديم احتجاج لمجلس الأمن وكان ذلك عام 1969. ويأتى اليوم الذى انتظره "الرفاعي" لعودة الأرض، 6 أكتوبر 1973؛ حيث قاد كتيبة الصاعقة، التى أصابت إسرائيل بالارتباك بعد الضربات المتتالية التى تم توجيهها. ومنها تدمير طائرات الهليكوبتر لآبار البترول فى منطقة "بلاعيم" - شرق القناة - ما حرمها من الاستفادة منه، وتدمير بعض الطائرات بمطار "الطور"، واختراق موقع غرب القناة والوصول إلى منطقة "الدفرسوار" وتدمير المعبر المقام. وفى "الثغرة" لم يستسلم "الرفاعي" لهول الموت الذى رأته العيون بالإسماعيلية، فلم ينسحب وأّثر أن يواجه ويبادر إلى الموت، ليبدأ ضرب النيران بإخراج مدفعية كاملة لقتل "القائد" الذى عرفوه من أجهزة الاتصال الموضوعة برقبته. ويبتعد الجميع من فوق قاعدة الصواريخ، ويظل "القائد" موجهاً سلاحه" للعدو" حتى أصابته إحدى شظاياه، فكان استشهاده يوم الجمعة 19 أكتوبر 1973، لتفقد "فرقة 39 قتال" قائدها الصائم، الذى كان يأمرهم بالإفطار، ويرفض لنفسه ذلك، وتحتفل إسرائيل بمجرد سماعها لخبر استشهاده عبر أجهزة التنصت مطلقة الهاونات الكاشفة، وهكذا رحل الشهيد ولم يكن هناك أى معالم تتذكره بها المحافظة وتظل فقط اسرائيل هى من تتذكر أمجاده.