درب المهابيل.. حارة فى مصر «المزنوقة»، فيها الخمارة والبوظة وحواديت الناس المخنوقة.. نكتب بلسان أهل الكيف، بلا مجاملة أو حسابات، ف«أبو يكح الجوسقى» - دائماً - لا يسكت عن الكلام غير المباح. يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، اصطبحنا واصطبح الملك لله، ربنا يبارك في الأستاذ خيرت الشاطر وكل الأساتذة المعتبرين أسباب نعمتنا نحن البلطجية، الذين بهيظنا الفهايص، وفيشنا الهوامش وركبنا مع الإخوان على الثورة المصرية التي قام بها شوية عيال هفأ أشفور، حيث هجموا على شوية طرابيش راكبين عربيات الأتاري وخلعوا الرئيس الدُغف، أما جناب حضرتي فبعد ثورة العيال الهفأ قلت للرئيس المخلوع انزل من على المسرح يا نجم، ومن بعدها قمنا نحن بلطجية مصر بدورنا في الحفاظ على المكتسبات وقلت لكل واحد من شباب البلطجية في كل حي وحارة «إديها جاز تديك بهاريز» وبعدها يا محترم أقمنا في مصر بلدنا الحبيبة دولة البلطجية، والحمد والشكر لله، وأصبحت أنا «عرابي حريقة» البلطجي الرسمي والأوحد لجماعة الإخوان والمختص بتوريد البلطجية، وتلبيسهم أقنعة وقت الطلب، وطبعا كلنا نعمل من خير الأستاذ الأخ خيرت الشاطر. وبعد هذه الافتتاحية التي لابد منها في كل كتاب نصلي على النبي المختار اللهم صلّ على حضرة النبي، أنا الآن أيها الأفاضل جالس ومستربع داخل قصر الاتحادية لزوم حماية حضرة فخامة جناب الرئيس الجديد، والذي شفته بعيني إن الرئيس عامل زيي بالضبط، فأنا عايش في خير الأستاذ خيرت الشاطر، والرئيس عايش في خير الأستاذ خيرت الشاطر، والحسنة ولا مؤاخذة بتعم، وهنيالك يا فاعل الخير، وبالرغم من أنني لا أعرف القراءة والكتابة إلا أنني قررت كتابة مذكراتي، حقي ومستحقي أن أتكلم عن ذكرياتي، خاصة وأنني كنت أهم شخص عند الإخوان في الدولة ، وحتى أكتب المذكرات لا مؤاخذة أحضرت عندي في الغرزة بتاعتي التي عملتها في قصر الاتحادية واحد فنجري، بقلة في العلام والكتابة وطلبت منه أن يكتب ما أمليه عليه على داير السحتوت، وأن يكتب بلغة المثقفين بشرط أن شخصيتي ولغتي تظهر في الكتاب.. لذلك يا سادة أنا أحضرت الأخ أبو يكح الجوسقي أبولسان خنفشاري ليكتب مذكراتي بشرط تكون آخر آلاجة وعلى سنجة عشرة وإلا هاعلمه وأعلمهم، هاعلمه وأعلمهم مش من العلام ولا مؤاخذة لكن تعني إني هاعلم على وش الجوسقي»بالحاجة زهرة» ضبة ومفتاح، الحاجة زهرة هذه لا مؤاخذة هي مطواة القرن غزال خاصتي، والتي لا يوجد لها مثيل في بر مصر.. ولدتني أمي في حي الحسنية مركز ومقر الجدعان.. عشت أهلب لقمتي من هنا ومن هناك، وطالما كان الذراع آخر أنتكة يبقى أبو الغضب اللي هو أنا لا يقف أمامه أحد، وهُبا دخلنا في السياسة، واكتشفني الأستاذ خيرت الشاطر ووجدني صاحب موهبة، قلبي ميت، وما عنديش ضمير، وعندي رجالة زي الرز مقطعين السمكة وديلها، وهذه هي المواصفات التي يحبها الشاطر، وفي ذات يوم من الأيام قال لي الشاطر: عاوزك يا عرابي تخلي الرجالة بتوعك يلبسوا قناع ويسموا نفسهم البلاك بلوك، وينزلوا يعملوا شوية قلق في وسط البلد.. ومع أني ماعرفش يعني إيه البلاك بلوك إلا أني نفذت المطلوب على سنجة عشرة.. وفي يوم تاني قال لي الأستاذ الشاطر: هناك مظاهرة من شوية عيال كتاوت طالعة على المقطم، رايحة لأفندينا المرشد.. قلت له: أنا تحت طوعك يا كبير، تحب أألفط العيال دي؟.. قال: لأ يا عرابي أنا أريدك في حاجة تانية.. قلت له: تأمر يا كبير.. قال: أنا عاوزك تضرب العيال الإخوان الذين يدافعون عن مقر الجماعة بحلقت في الشاطر وقلت له: هو حضرتك ولا مؤاخذة انشقيت عن الجماعة زي الجماعة المنشقين، وعاوز تؤذيهم!!.. قال: اسمع الكلام يا عرابي، هذا تكتيك سياسي رفيع، المهم عوّر وما تموتش... وعليها قمت أنا ورجالتي بالمطلوب والبوليس ساعدنا آخر مساعدة، وعورنا بتوع الإخوان، وفهمت الفولة، فالإخوة بتوع الإخوان اللي بيطلعوا في التليفزيون، طلعوا وهللوا وقالوا وصهللوا إن الثوار دول بلطجية وبيضربوا في الإخوان الغلابة اللي بيدافعوا عن بيتهم، وطلع الأخ خيرت ده مخ كبير بالصلاة على النبي.. ندخل بسرعة على الفصل الثاني، لأن أبلتين مخي لدع من كثر الكلام، من حوالي أسبوع الحكومة الكبيرة ندهت عليا، والحكومة الكبيرة لا مؤاخذة يعني المرشد الكبير محمد بديع ندهت علينا، وقال لي :يا عرابي إحنا عاوزين نطهر القضاء... قلت له وماله يا فندينا، تحب نجيب له ديتول، والقطنة ما بتكدبش.. قال: التطهير ده محتاج حاجة تانية. قلت: محتاج إيه يا فندينا؟.. قال: محتاج لعب من الأصابع.. قلت له: على فكرة أنا واخد على خاطري من جناب فخامة الرئيس، كل شوية يطلع يسيح لنا ويتكلم عن الصوابع، ناقص يشاور عليا أنا ورجالتي مع أننا تحت طوعكم. قال: سيبك من الكلام ده، ما هو أنا بطلع أقول «وما ذنب النباتات؟!!. ضحكت وقلت: كان بؤ كبير اللي فضيلتك قلته، ومن ساعتها وأنا واخده مثل بقوله للعيال كل ماحد يطرطر في الجنينة ولا مؤاخذة أقول له : وما ذنب النباتات؟!!.. فاستلقى المرشد على قفاه من الضحك، وقال: شوف يا عرابي، تطهير القضا محتاج خناقة، وعركة كبيرة، إحنا كإخوان نطلع نطالب بيها، وإنتو كبلطجية تعملوا شغب مع عيالنا، فيبأه عيالنا متظاهرين سلميين ليهم مطالب سلمية وانتو ثوار بلطجية بتضربوا فيهم، ومطلوب كمان تحرقوا كام أتوبيس، على شوية شغب، ونبأه إحنا ضحايا، والقضا واقف معاه بلطجية، يبأه هكذا سهل إن الرئيس والشورى يصدروا قرارات وقوانين تطهر القضا من غير ممانعة من حد.. قلت له: تخطيط آخر آلاجة يا فضيلتك.. وفعلا أيها الناس قمنا بالواجب وزيادة، واتحركت الصوابع، وكان المهم عندنا أننا ما نلعبش في الثوار لكن نلعب في الإخوان، وبهذه أصبح ولا مؤاخذة كل واحد في الإخوان ملعوب فيه، وبذلك كتمنا نفس البلد، وأصبحت مصر مهيأة لنا سداح مداح.. ولكن أيها الشعب.. «خير تعمل شر تلقى»، وسأترك لكم أبو يكح الجوسقي يحكي لكم النهاية، أبو يكح الجوسقي: وأخيرا سمح لي الكابتن عرابي حريقة بالكتابة إليكم مباشرة، أنا أبو يكح الجوسقي نزيل ليمان طرة، لست وحدي طبعا ولكن معي الرئيس السابق محمد مرسي ومعنا كل قادة الإخوان، الأستاذ خيرت الشاطر والحاج بديع، ومكتب الإرشاد كله، ووزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، والنائب العام السابق طلعت بك، ورئيس الوزراء هشام قنديل أبو رضعة جنان، وفي باقي السجون يقبع الآن أفراد الإخوان الذين حكموا مصر لمدة عام... أما كيف انتهى حكم الإخوان فيبدو أن ذلك أصبح من عادات الشعب المصري، حيث قامت ثورة عظيمة هزمت الإخوان وقوضت عروشهم وحاكمتهم، فأخذ الرئيس السابق وأعوانه مؤبدا، ولكنني والحمد لله أخذت عاما مع إيقاف التنفيذ، فقد راعت المحكمة أنني كنت أعمل معهم بالإكراه، وأنا الآن قيد الاعتقال إلى أن تستقر الأمور في البلاد ولكنني أنتظر الإفراج قريبا، وقد جلست مع الرئيس السابق ونائبه كي أكتب مذكراتهم، طبعا كلكم تعرفون أن الثورة ضد الإخوان كانت حديث العالم كله، ولكن للأسف بعد الثورة تشكلت مئات ائتلافات للثوار وحدثت مشاكل بين القوى السياسية حول الدستور أولا أم الانتخابات؟، واشتدت الخلافات بين الثوار والأحزاب والحركات الإسلامية، وظهر أن من تبقى من الإخوان عقدوا تحالفات بهدف الوصول للحكم، وصمموا على أن الانتخابات أولا وقد تقدم للترشيح على منصب رئيس الجمهورية كل من: الدكتور سليم العوا وعمرو موسى ومحمد البرادعي وحمدين صباحي، وواحد إخوان أفلت من السجن اسمه علي عبد الفتاح، وواحد منشق عن الإخوان اسمه هيثم أبو خليل يمثل الإسلام الوسطي... وباباي يا شعب...