تعاملت السينما المصرية مع وزير الداخلية كلهو خفى، بالكاد تدركه العين وذلك للسرية الشديدة التى يحظى بها منصبه الكريم. وخير دليل على ما سبق ذلك الرمز فى فيلم (عنترة بن شداد) حيث يقول الخبراء ان الرمز كان كامن أشد الكمون فى شخصية (شيبوب) أخو عنتر هذا الظريف الذى كان يعاون أخاه من حين لآخر بالقتل من الخلف بالسهام وسيبك من كلام المعارضة الفارغ أن الضرب من الخلف مش رجولة. المهم أن المواطن يموت وان يكون الوطن فى أمان. وقد صرح شيبوب فى اكثر من موقعة بالفيلم بالسياسة السرية لوزارة الداخلية عندما كان يقول لكل حسناء يقابلها (انتى تقلعليلي عين وانا اقلعلك عين ونعيش عور احنا الاثنين) فهي تكشف عن إيمان الداخلية بالحق فى التعذيب وهو حق كفله الفيلم لشخص الوزير وكل من يمثله من لواءت ومأمير وضباط وعساكر وصولا الى المخبرين وهو حق يبدأ بقلع عين المتهم وكان شيبوب ذكيا ومبادرا بقوله (انتى تقلعلى عين) فيرى كعب ابن جزمة ان التعبير يدل على ان الداخلية عوراء كما أن العدالة عمياء. ومن المثير أن مشدود بن حبل نشر النص الكامل للحوار الذى حذفته الرقابة من الفيلم لكى لا تفسد متعة المشاهدين وتكشف الرمز للجميع وكان كالتالى يقول شيبوب للحسناء الضحية (انتى تقلعلى عين وانا اقلعلك عين ونعيش عور احنا الاثنين) فتقول الضحية (متهونش على) فيقول شيبوب فى غدر (بس أنتى تهونى) ويقوم بقلع عينها. وبذلك تنجو الداخلية بهذه الحيلة وتأخذ كامل حقها فى تعذيب المتهم. فيما كتبت المحللة الجريئة نيلون بنت ستان احمر فى كتابها المخفى (عذبنى بالراحة والنبى يا أحمد) أن فائدة ان يكون الشعب أعور تظهر فى رؤيته إنجازات الحكومة فقط أو يحول المواطن إلى شحات بعد الظهر وهو عمل وفير الدخل أى أن الداخلية وزارة رقيقة القلب وظريفة مثل شيبوب تماما تساعد بطريقتها فى حل مشكلة البطالة. أما فيلم لعبة الست فقدم رمزا مهما لوزير الداخلية تمثل فى لقب عبد الفتاح القصرى بالفيلم حيث كان يحمل لقب (نفخو) وهو لقب وان يبدو موسيقيا فى ظاهره إلا انه فى المعنى السرى يشير إلى احد أهم مهام وزير الداخلية اى نفخ الشعب وان اختلف المحللون فى طريقة النفخ. فهناك من قال إن النفخ عن طريق المؤخرة ويستخدم للمعارضة. وذلك لكى تمتلىء بطونهم بالهواء فيقدمون معارضة كالفقيع ليس لها طعم ولا لون ولكن رائحتها بالطبع غير مستحبة. وهناك من قال إن المقصود نفخ الدماغ بسكب مزيد من الإنجازات الوهمية حتى يصاب الشعب بالتشويش والأمراض النفسية. ومن الرموز الخطيرة التى قدمتها السينما عن وزير الداخلية كان الرمز الشامل والكامن فى (طاقية الاخفاء) فوزير الداخلية الشاطر هو الوزير الذى يمتلك طاقية الاخفاء لا لكى يسرق المحلات لا سمح الله ولكن ليستطيع رؤية الشعب دون ان يروه هم.