في ظل تطور الأزمة الخليجية ورفض قطر مطالب الدول الأربع (المملكة العربية السعودية -البحرين - الإمارات - مصر) فهناك تساؤل يثير اهتمامي وهو ماذا يحدث إذا ظل التصعيد من جميع الأطراف بمعني استمرار الدول الثلاث (الإمارات -المملكة العربية السعودية -البحرين ) بالمقاطعة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وثبات قطر على سياستها الغاضبة للدول الأربع وفي ظل مطالبة الدول الثلاث السابق الإشارة إليهم بطرد قطر من مجلس التعاون الخليجي وتعليق عضويتها ووجود أفكار أمريكية بنقل القاعدة العسكرية من قطر فإن هذه التداعيات قد تدفع قطر إلى الانسجام أكثر في حضن القوى الإقليمية والدولية مثل :- أولا: إيران وإن كانت علاقتها بقطر ليست قوية كالعلاقة قطربتركيا على الرغم من وجود علاقات اقتصادية بين قطروإيران مثل الشراكة في أكبر حقل غاز في العالم تم اكتشافه وهو (بارس الجنوبي ) وبالإضافة إلى المواد الغذائية التي وصلت من إيران إلى قطر إثر قطع العلاقات مع الدول الأربع فإن إيران قد تجد في هذه الأزمة الملاذ في تقوية علاقتها الاقتصادية بقطر والاستفادة من الاستهلاك القطري هذا فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي أما بالنسبة للجانب السياسي فإن إيران يكون من مصلحتها أن تنشق دولة من الدول المعادية لها من أجل إضعاف قوة الطرف الآخر والدليل على نجاحها النسبي في هذه النقطة أن قطر قد انسحبت من التحالف العربي في اليمن ضد الحوثيين المدعومين من إيران مما يحدث تقدم نسبي طفيف للحوثيين أما بالنسبة للوضع في سوريا فإن قطر تقوم بدعم المعارضة ضد نظام بشار الذي يدعم من إيران فإن قطر سوف تتوقف عن دعمها للمعارضة السورية وذلك بضغط من طهران. ثانيا: تركيا على الرغم من وجود علاقات قوية بين قطروتركيا قبل أزمة المقاطعة الدبلوماسية فإن قطر سوف تعزز علاقاتها الاقتصادية أكثر مما مضي مع تركيا والدليل على ذلك أنه عندما قامت الدول بالمقاطعة قامت تركيا بإرسال المواد الغذائية التركية حتى تملأ المتاجر القطرية لتحل محل المواد الغذائية السعودية والإماراتوالبحرين التي كانت تشغل نحو 80% من الواردات على الصعيد العسكري فقد وافق البرلمان التركي على إرسال الجنود لإقامة القاعدة التركية في قطر وهذا ما أغضب دول المقاطعة ولذلك جاء في وثيقة المطالب رفض إقامة قاعدة عسكرية تركية. أما بالنسبة للجانب السياسي فإن علاقة قطربتركيا قد زادت بطريقة كبيرة لتلقي توافق في دعم الإخوان المسلمين وحماس التي هي أهم أسباب هجوم مصر والدول الثلاث على قطر وقطعهم للعلاقات الدبلوماسية والتي تري مصر أن مصير تركيا فيهم كمصير قطر. ثالثا:-أما بالنسبة للقوة الدولية التي تسعي قطر إلى أن تكون محتميا بها كبديل للولايات المتحدةالأمريكية في ظل لجوء قطر إلى القوة الإقليمة إيرانوتركيا هي روسيا على الرغم من أنه لا علاقة كبيرة لقطربروسيا وأن روسيا تشجع الوساطة الدبلوماسية الكويتية إلا أن إذا تخلت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن قطر نهائيا بنقلها للقاعدة العسكرية فإن القوة الدولية المحتملة أمام قطر سوف تكون روسيا باعتبار أن روسيا قوة عسكرية موازية للولايات المتحدة بالإضافة إلى سعي روسيا المستمر إلى جلب الاستثمارات القطرية تجاهها. خلاصة ما سبق الحديث عنة أن الأزمة القطرية( أو الأزمة الخليجية ) قد تفرض واقعا إقليميا ودوليا جديد يكون منقسما إلى السعودية والإماراتوالبحرين ومصر كفواعل إقليمية تحت التوجه الأمريكي في المقابل قطروتركياوإيران تحت التوجه الروسي وذلك إذا استمرت الأزمة كما هي عليه وظل هناك تصعيد من جانب الأطراف. علاوة عما سبق إذا لم يكن هناك حلا سياسيا قريبا لهذه الأزمة ستفقد دول الخليج والمنطقة العربية قطر لصالح إيرانوتركياوروسيا التي قد تدفع بعد ذلك إلى تحديات جديدة بالمنطقة العربية لايمكن التنبؤ بآثارها وتدفع تكليفها الدول العربية وهي في غني ذلك.