الواحدة مننا نحن النسوة ساعات بتجيلها أفكار غريبة كدا.. أه والله «زي ما بقولكم كدا».. وتقريبا الأفكار الغريبة اللى بتيجى فجأة دى هي السبب في طلاق الستات عمال على بطال اليومين دول.. علشان بيعرضوها على أزواجهن بكل سذاجة.. أما أنا بقا فمعنديش زوج أعرض عليه أفكارى.. فقوم إيه بقى أعرضها على المسئولين.. وأنا وحظى بقى. خلال المؤتمر الصحفى الذي عقده رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل الأسبوع الماضى كنت أستعد بأسئلتى التي سأعرضها عليه.. إلا أننى وعندما جاء دوري في السؤال وجدته يقول لى استنى إنتى يا سطوطة علشان أسئلتك محتاجة قعدة. وبالفعل بعد انتهاء المؤتمر أشار لى مبتسما، ودخلت معه مكتبه وطلب فنجانين من القهوة المظبوظة، وقال أؤمر يا قمر. قلت: عايزة أعرف.. ليه بقى الشعب لم يثر على الحكومة حتى الآن رغم كل قراراتها الاقتصادية اللى بهدلت الناس وتسببت في غلاء أسعار كل شيء.. الناس بتكح تراب وبرضو ساكتين يا هندسة.. يادوبك شوية تنهيدات على شوية تغريدات على شوية بوستات وكومنتات.. اشمعنى المرادى بقى؟! قال: شوفى يا ستى ولا سيدك إلا أنا.. سؤالك دا عبقرى.. لكن المفروض يتسئل على صفحتك في فيس بوك.. وبالرغم من كدا أنا هجاوبك.. قلت: أه والنبى يا هندسة.. نفسى أعرف الشعب بقى مسالم كدا إزاى! قال: أنا بقى هحكيلك حكاية وإنتى هتفهمى منها كل حاجة قلت: ماشى احكى وكلي آذان مصغية قال: كان فيه طفل صغير.. وكان لديه سلحفاة يطعمها ويلعب معها باستمرار.. وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة جاء الطفل لسلحفاته فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء.. فحاول أن يخرجها.. إلا أن السلحفاة رفضت الخروج.. الولد حاول كتير وبرضو ما فيش فايدة.. ضربها بالعصا فلم تهتم به.. صرخ فيها فزادت تمنعا.. فدخل عليه أبوه ليجده غاضبا ولا يدرى كيف يتصرف مع سلحفاته فقال له أبوه: ماذا بك يا بنى.. فحكى له مشكلته مع السلحفاة.. فابتسم الأب وقال له دعها وتعال معى.. ثم أشعل الأب المدفأة وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان.. ورويدا رويدا وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء. فابتسم الأب لطفله وقال: يا بني الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك.. وهذه إحدى أسرار الشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة.. فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم ومن ثم طاعتهم.. وتوتة توتة فرغت الحدوتة.. حلوة ولا ملتوتة؟! قلت: طبعا حلوة معاليك.. بس تعدمنى لو كنت فاهمة حاجة! قال: يعنى عايز أقولك إن الحكومة تعاملت مع الشعب بلطف وحنان وأشعرناهم بالدفء.. علشان كدا صدقونا وتقبلوا قراراتنا الاقتصادية الصعبة حتى وهى ترهقهم.. فالمصريون لن تستطيع أن تسكن في قلوبهم إلا بدفء مشاعرك.. وصفاء قلبك.. ونقاء روحك.. وبعدها يقبلون منك أي شيء ويصبرون عليك كثيرا حتى يتحقق فيك أملهم أو يثورون عليك بالطريقة اللى إنتى بتسألى عليها وإن شاء الله مش هنوصل لها أبدا لأننا صادقون مع الشعب.. فكل قراراتنا تصب في مصلحة المواطن الفقير! قلت: تااااااااااااااااانى هتقولى مصلحة المواطن الفقير؟! قال: بكرة تشوفى!