خرج أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، عن صمته المعهود، وقال إنه يشعر بالمرارة «إزاء التطورات غير المسبوقة التي يشهدها بيتنا الخليجي».. تخلى الأمير عن الإدلاء بتصريحات متفائلة، بدأ بها خطوات الوساطة بين دول المقاطعة وقطر، التي كانت تؤكد أن الأزمة يمكن أن تجد طريقها للحل في وقت قريب. ومن حق الأمير أن يشعر «بالمرارة» بسبب التطورات التي وصفها بأنها لم يسبق لها مثيل في الخليج، وأن يسعى للحفاظ على وحدة البيت الخليجي.. وألا تخرج قطر عن إطاره. والسؤال.. من الذي طالب باستبعاد قطر؟ لا أحد من دول المقاطعة.. إنما حكام قطر الذين هددوا بالانسحاب من عضوية المنظمة الخليجية خلال أيام إذا لم تتراجع دول المقاطعة عن مطالبها، ومرت الأيام الثلاثة ولم تنفذ قطر تهديدها. والحقيقة أن انسحاب قطر لن يضعف «البيت الخليجي» كما يتوقع الأمير، بل بالعكس سيدعمه ويقويه، لأن حكامها لم يتوقفوا عن التآمر على الدول الخليجية الأخرى والسعى لإثارة القلاقل وزعزعة الاستقرار في تلك الدول، فشلت معها كل المحاولات السلمية لإقناع حكام قطر بالتوقف عن التدخل في الشئون الداخلية لأعضاء المجلس الخليجى كما لم تنجح مساعى أمير الكويت لإقناع القطريين بقبول مطالب دول المقاطعة خاصة أنه سبق أن وافقت عليها من قبل. وتبدو مواقف بعض الذين يزعمون أن مصر تتشدد في مطالبها غير مفهومة على الإطلاق. فهل مطالبة مصر لقطر بتسليم الإرهابيين الذين تلوثت أياديهم بدماء المصريين يدخل في إطار التشدد؟! وهل يدخل ضمن التشدد المصرى مطالبة الدول الداعمة للإرهاب وفى مقدمتها قطر بالتوقف عن تمويل وتدريب الإرهابيين الذين يرتكبون جرائمهم على الأراضى المصرية ويوفر لهم حكام قطر الملاذ الآمن، والحياة الرغدة وتمول سفرياتهم إلى دول العالم للتشهير بمصر وأنها لا تطبق مبادئ حقوق الإنسان؟! وهل يدخل ضمن التشدد المصري.. المطالبة بوقف الفضائيات التي لا عمل لها سوى تحريض المصريين ونشر الشائعات في صفوفهم وإحداث الوقيعة بينهم وبين حكامهم واستضافة شيوخ الفتنة الذين يفتون بأن قتل الضباط والجنود.. يتفق مع صحيح الدين. ويبقى أنه ليس بمقدور الدولة المصرية التراجع عن المطالب الشعبية المشروعة بمحاسبة حكام قطر على الجرائم التي ارتكبوها.. وما زالوا يرتكبونها ضد المصريين.