وانج يي ل بلينكن: على أمريكا عدم التدخل في شؤون الصين الداخلية وعدم تجاوز الخطوط الحمراء    توقعات مخيبة للأمال لشركة إنتل في البورصة الأمريكية    اليوم.. الأوقاف تفتتح 17 مسجداً جديداً    مسؤول أمريكي: واشنطن تستعد لإعلان عقود أسلحة بقيمة 6 مليارات دولار لأوكرانيا    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    وزير الخارجية الصيني يلتقي بلينكن في العاصمة بكين    بداية موجة شتوية، درجات الحرارة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024 في مصر    الأسعار كلها ارتفعت إلا المخدرات.. أستاذ سموم يحذر من مخدر الأيس: يدمر 10 أسر    أعضاء من مجلس الشيوخ صوتوا لحظر «تيك توك» ولديهم حسابات عليه    إسرائيل تدرس اتفاقا محدودا بشأن المحتجزين مقابل عودة الفلسطينيين لشمال غزة    جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة للحرب على غزة    900 مليون جنيه|الداخلية تكشف أضخم عملية غسيل أموال في البلاد.. التفاصيل    طريقة تغيير الساعة في هواتف سامسونج مع بدء التوقيت الصيفي.. 5 خطوات مهمة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    شعبة أسماك بورسعيد: المقاطعة ظلمت البائع الغلبان.. وأصحاب المزارع يبيعون إنتاجهم لمحافظات أخرى    المستهدف أعضاء بريكس، فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن الدولار    «جريمة عابرة للحدود».. نص تحقيقات النيابة مع المتهم بقتل طفل شبرا الخيمة    ماجد المصري عن مشاركته في احتفالية عيد تحرير سيناء: من أجمل لحظات عمري    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. توجيهات الصحة بتجنُّب زيادة استهلالك الكافيين    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    أحمد سليمان يزف بشرى سارة لجماهير الزمالك    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    رئيس لجنة الخطة بالبرلمان: الموازنة الجديدة لمصر تُدعم مسار التنمية ومؤشرات إيجابية لإدارة الدين    نجم الأهلي السابق يوجه رسالة دعم للفريق قبل مواجهة مازيمبي    ناقد رياضي: الزمالك فرط في الفوز على دريمز الغاني    طارق السيد: ملف بوطيب كارثة داخل الزمالك.. وواثق في قدرات اللاعبين أمام دريمز    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    إصابة 8 أشخاص في تصادم 3 سيارات فوق كوبري المندرة بأسيوط    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    عاجل.. رمضان صبحي يفجر مفاجأة عن عودته إلى منتخب مصر    انطلاق حفل افتتاح مهرجان الفيلم القصير في الإسكندرية    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    بشرى سارة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال رسميًا    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    رمضان صبحي يحسم الجدل بشأن تقديم اعتذار ل الأهلي    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    هاني حتحوت يكشف تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    عيار 21 يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل بالصاغة بعد آخر انخفاض    بالصور.. مصطفى عسل يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    مصدر نهر النيل.. أمطار أعلى من معدلاتها على بحيرة فيكتوريا    برج العذراء.. حظك اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 : روتين جديد    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد منيسي سفيرنا السابق بالدوحة في حوار خاص:
الإحساس "بالضآلة" .. عقدة حكام قطر!!
نشر في المساء يوم 29 - 07 - 2017

السفير محمد منيسي مساعد وزير الخارجية السابق وسفيرنا الأسبق في قطر في الفترة من سبتمبر 1995 حتي اغسطس 1998 وأول سفير مصري بالدوحة عقب انقلاب حمد بن خليفة والد تميم علي والده خليفة في 27 يونيو 1995 يمتلك كثيراً من الاسرار عن الأسرة الحاكمة بها وعلاقاتها بالتنظيمات الإرهابية.
"المساء الأسبوعي" التقت به في حوار خاص كشف فيه الكثير من خبايا الدويلة القزم حيث أكد ان الاحساس "بالضآلة" يمثل عقدة لحكام قطر حيث لا وزن لهم سواء علي المستوي العربي أو الدولي وهو ما جلعهم يرتمون في احضان الجماعات الإرهابية ويصبحون الداعم والممول الأول لهم بعد تدفق عائدات الغار ليلفتوا الانتباه وجذب الانظار ويصبحوا حديث العالم.
كشف في حواره عن ان كل الأمراء في قطر بلا استثناء تولوا مسئولية الحكم بعد الانقلاب علي سابقيهم والأسباب الخفية وراء الحقد الذي يكنونه لمصر والسعودية تحديداً وكيف ان قناة "الجزيرة" صناعة مخابراتية بالشراكة بين تل أبيب وواشنطن وحمد بن جاسم بن جبر الذي وصفه بانه شديد الذكاء والخبث وان المكتب التجاري الاسرائيلي لديهم مجرد غطاء للتعاون الوثيق بينهما في كافة المجالات.
قال ان الأسرة الحاكمة يمكن ان تضحي بتميم ككبش فداء لكي تفلت من الأزمة الخانقة التي تعيشها قطر وان قيام تميم بتعديل قانون الإرهاب مجرد إجراء شكلي لن يخدع أحداً فالدوحة مازالت الملاذ والملجأ للإرهاب.
أضاف ان استعانة أمير قطر بإيران وتركيا لن ينقذه لان البلدين مآربهما متضاربة ولن ينجح تميم في جمعهما معاً وان الرئيس الأمريكي ترامب متأكد من رعايتهم للإرهاب لكن القرار النهائي ليس بيده.
أشار إلي أن الدوحة لن تغير موقفها ولن ترضخ للمطالب العادلة للتجمع الرباعي العربي ولا بقيام مصر بمنع مرور الغاز القطري من خلال قناة السويس خاصة وانه من حق مصر وفقاً للقانون الدولي واتفاقية القسطنطينية ان تحمي مصالحها.
أوضح ان مفتي الإرهاب القرضاوي الموجود في قطر اصيب "بلوثة" بعد قيام ثورة 30 يونيو وضياع حلم الاخوان في العالم العربي من خلال مصر.
* لماذا تختلق قطر الأزمات دائماً وتدخل في عداء مع العديد من الدول العربية؟
** مشكلة قطر الأساسية والتي تقف من وجهة نظري وراء الاحداث التي تكون طرفا فيها هي شعور حكامها بالضآلة وان دولتهم دولة "قزمية" فحجمها صغير جداً وعندما توليت منصب سفير مصر في قطر في عام 1995 كان عدد السكان فيها لا يتجاوز 80 ألف نسمة وليس لها أي تأثير سواء علي المستوي العربي أو الدولي لدرجة ان لي اصدقاء في أمريكا وانجلترا كانو يعتقدون في هذه الفترة ان قطر مجرد محافظة سعودية أو جزء من الامارات العربية المتحدة وهذا الأمر سبب أزمة لحكام قطر والكثير من القطريين حتي ان بعضهم عندما كان يسافر إلي الخارج يحضر معه خريطة للعالم العربي ليشرح للآخرين موقع قطر فهي باختصار كانت دولة "نكرة" ولهذا حاولوا التغلب علي هذه الأزمة بالارتماء في احضان الجماعات الارهابية من خلال تمويلها بعد تدفق الغاز لديهم واصبحوا من أكثر دول العالم ثراء بعد ان كانوا يعانون من أزمات مالية طاحنة لدرجة انهم في شهري أكتوبر ونوفمبر من عام 1995 لم يجدوا اموالاً في خزينة الدولة لصرف المرتبات فأجبروا البنوك العاملة هناك علي القيام بهذا الدور.. وهم هنا يعتقدون ان التعامل مع الإرهاب سيجعلهم يلفتون الانظار ويتحدث العالم عنهم باستمرار غير عابئين بالمخاطر الناتجة عن ذلك فكل ما يهمهم ان يكونوا في بؤرة الاحداث بغض النظر عن الوسيلة.
محدودية الفكر
* وهل تعاملت أثناء وجودك في قطر مع أمير قطر الحالي تميم أو والده حمد الأمير المعزول؟
** في هذه الفترة كان تميم صغير السن وكل ما كنت اعرفه عنه انه يدرس في "الدوحة كولدج" أما التعامل الاساسي فكان مع الأمير السابق حمد بن خليفة وشعرت من مقابلاتي العديدة انه محدود الفكر يعاني من مشاكل صحية عديدة أدت الي قيامه بإجراء عملية لزراعة الكلي وتلقي أدوية بصفة مستمرة وهو ما أثر بشدة علي ادراكه للأمور لدرجة انه في مرات كثيرة ونحن نتحدث في موضوع ما افاجأ بأنه "شرد" لثوان وتوقف عن الكلام ثم فجأة يعود للحديث ولكن في موضوع آخر تماماً عن الذي كنا نتحدث فيه وكانت آراؤه تتسم دائماً بالسطحية وعدم ادراك الأمور وعواقبها.
الرجل الداهية
* لكن الا يتنافي ذلك مع الصورة التي كان يظهر بها الأمير السابق حمد أمام الناس؟
** هذا ما قد يبدو للعامة ولكن حقيقة الأمر ان الذي كان يقود الأمير حمد في هذا الوقت ويسيطر علي مقاليد كل شيء هو الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ابن عم الأمير وهو رجل داهية وخبيث لدرجة كبيرة بجانب انه علي عكس حمد بن خليفة يتميز بالذكاء الشديد والطموح الأشد فقد كان في عام 1989 مجرد مدير لمكتب وزير الشئون البلدية ثم اصبح فجأة وزيراً للخارجية ثم صعد الي منصب رئيس الوزراء فهو يعرف جيداً كيف يصل الي اهدافه من خلال مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وحتي عندما ترك منصبه كرئيس للوزراء من أجل توازنات معينة داخل الأسرة الحاكمة وعين في منصب المستشار فهو مازال المحرك الرئيسي لكل المواقف والسياسات القطرية التي تصب كلها في دعم الإرهاب.
انقلاب القصر
* وماهي الأسباب التي جعلت الكثيرين يطلقون علي قطر دويلة الانقلابات؟
** لأن هذا حقيقي بنسبة 100% والأمر المعتاد في قطر فخليفة جد تميم تولي الحكم بعد انقلابه علي ابن عمه الأحمد في عام 1972 ثم جاء حمد بن خليفة لينقلب علي والده خليفة في يونيو 1995 وقام حمد بتعيين جاسم الشقيق الأكبر لتميم كولي عهد له ولكنه لم يصمد طويلاً حيث استمر في ولاية العهد لمدة لم تتجاوز ال9 أشهر وأطاح به تميم ليصبح ولياً للعهد ثم عاد تميم ليطيح بوالده حمد وتولي الإمارة وبمساعدة من والدته الشيخة موزة وحمد بن جاسم ولا نعرف من الذي سيطيح بتميم في المرة القادمة فهذه عادة متأصلة في الأسرة الحاكمة هناك لدرجة ان أول حاكم لقطر بعد تكوينها وهو بن ثاني الذي سميت الأسرة الحاكمة باسمه اطاح به أحد أفراد الأسرة الحاكمة وكان يطلق عليه بن علي فانقلابات القصر لا تتوقف في هذه الدويلة.
العقل المدبر
* وكيف بدأت علاقة قطر بالتنظيمات الإرهابية حتي اصبحت الداعم الأول لها؟
** هذا الأمر يعود إلي أيام الأمير السابق حمد بن خليفة الذي قام بتعيين شخص من العائلة الحاكمة يسمي عبدالله الخالد كوزير للداخلية بد ضغوط مورست عليه من العائلة حيث كان الخالد شخصا غريب الأطوار لدرجة تقترب من الجنون ورغم ذلك عينه في هذا المنصب الهام ولهذا لم يكن غريباً ان يتم اكتشاف انه يأوي مجموعة من الإرهابيين في مزرعة كان يمتلكها في منطقة شمال قطر وبعضهم كان ينتمي لمصر بجانب جنسيات عربية أخري وتم تصفية هؤلاء الإرهابيين بسبب خطورتهم الشديدة وفي 25 ديمبر 1995 علمت من أحد مصادري الموثوق بها بمطار الدوحة بقدوم اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق ليقيم في قطر بعد ان ابعدته السودان وعندما علمت أمريكا بالأمر أجبرت الدوحة علي ترحيل بن لادن.. كذلك ثبت بما لا يدع مجالا للشك ان خالد شيخ محمد العقل المدبر لاحداث 11 سبتمبر بأمريكا كان يعيش في قطر لفترة طويلة وتم منحه جواز سفر قطرياً باسم فهد المجري وسجل في خانة الوظيفة انه موظف في مصلحة الكهرباء والمياه الي ان علمت أمريكا بالأمر فمارست ضغوطاً شديدة علي قطر كانت بمثابة "شد ودن" فقام حارسه الشخصي بتسليمه وحصل علي المكافأة الضخمة التي اعلنت عنها أمريكا ثم استمرت قطر بعد ذلك في احضان كافة التنظيمات الإرهابية وعلي رأسهم قيادات جماعة الإخوان.
خارج السرب
* كيف تري العلاقة بين قطر من جانب ودول مجلس التعاون الخليجي من جانب آخر؟
** أدق وصف لهذه العلاقة استعيره من قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي دائماً ما تردد تعبير ان قطر تغرد دائماً خارج السرب اي انها تمثل النغمة النشاز في هذا التجمع وهذا راجع الي صغر حجمهم ومحاولة تقليد تجربة الرئيس الليبي السابق معمر القذافي الذي كان يري بعد ان انهالت عليه عوائد النفط انه رئيس عظيم لشعب صغير وليس له اي تأثير علي الساحة ولذلك قام بتمويل الكثير من الجماعات الإرهابية حتي اصبحت ليبيا دولة معروفة وهكذا قطر بعد ان اصبحت دولة شديدة الثراء ومع ذلك فهي محدودة التأثير علي كافة الأصعدة فرأي حكامها ان يكون المخرج لذلك هو ان يضعوا دولتهم في بؤرة الاحداث حتي لو كان ذلك من خلال افتعال أزمات حتي مع أقرب الدول لهم والتي تربطهم عضوية مجلس التعاون الخليجي مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة.
أسباب نفسية
* من خلال خبرتك بالشأن القطري.. ماهي الأسباب وراء العداء الذي تكنه قطر لمصر والسعودية؟
** ليس فقط العداء ولكنه يصل الي درجة الحقد علي كلا البلدين وهو يعود لأسباب نفسية تتعلق بالحاكم هناك وبالنسبة لمصر فهم يتخذون هذا الموقف العدائي فيها لأنها كانت السبب الرئيسي في فشل مخططهم لتمكين جماعة الإخوان من حكم العالم العربي كذلك تمثل مصر الشوكة لهم في ليبيا حيث ان دعم القاهرة للشرعية بها جعلها تحقق انتصارات متتالية بقيادة المشير خليفة حفتر علي الفصائل المتصارعة التي تدعمها جميعاً قطر بلا استثناء ورغم ذلك نجحت الحكومة الشرعية في تحرير منطقة شرق ليبيا من داعش ومن المنتظر ان تحقق نفس الانتصارات في باقي المناطق وهو ما يعني افساد المخطط القطري بتفتيت ليبيا إلي 3 دويلات باقامة دولة في الشرق تكون عاصمتها بنغازي وثانية في الغرب عاصمتها طرابلس وثالثة في الجنوب عاصمتها إما جغبوب أو الجفرة.. أما بالنسبة للسعودية ومناصبتها العداء فهو راجع الي اعتقاد حكام قطر ان السعودية طامعة في احتلال قطر والاستيلاء علي حقول الغاز بها وهذا هو السبب الرئيسي في موافقة قطر علي انشاء قاعدة "العديد" الأمريكية بها وهذا ليس استنتاجا بل حقيقة عشتها بنفسي فبعد بداية انشاء القاعدة التقيت بخليفة بن جاسم بن جبر رئيس الوزراء السابق وسألته سؤالاً محدداً ومباشراً "لماذا تورطون انفسكم بإنشاء قواعد عسكرية اجنبية في بلدكم وليس لكم اعداء"؟.. فابتسم خليفة في خبث وقال لي: من قال هذا هناك عدو حقيقي لنا وهو المملكة العربية السعودية.. ورغم انني استغربت هذه الاجابة إلا أنها فسرت لي الأسباب وراء الموافقة علي انشاء "العديد" حيث رأت قطر ان تلجأ للقوي العظمي لتحميها من الاخطار والاطماع التي تتوهمها من جانب الآخرين علي غير الحقيقة.
تعهد شفوي
* هل تعتقد ان الضغوط التي تمارس علي الدوحة يمكن ان تجعلها تتراجع عن دعمها للإرهاب؟
** استبعد ذلك لأنه سبق في عام 2013 ان تعهد أميرها شفويا للعاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بالتوقف عن دعم الإرهاب ولكن كشفت الاحداث عن كذب هذا التعهد فقامت السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائهم من الدوحة ثم تم تسوية الأزمة.. وفي عام 2014 وقع الأمير تميم علي تعهد مكتوب بمنع وصول اي دعم للجماعات الإرهابية ولكن ما حدث العكس تماماً حيث زاد الدعم بشكل أكبر وشمل جماعات أكثر وهذه التجارب في التعامل مع النظام القطري تؤكد انه لن ينصاع لصوت العقل رغم قرار المقاطعة من التكتل الرباعي العربي الذي هو بكل تأكيد خلق صعوبات كبيرة باعتراف تميم نفسه ولكن المكابرة والاحتياطي المالي الضخم لديهم والدعم الذي يتلقونه من إيران وتركيا وللأسف من بعض الدول العربية الأخري سيجعلهم يحتملون الحصار لفترة طويلة وانا هنا اختلف مع الكثير من المحللين السياسيين الذين يرون ان قرار المقاطعة سيجعل قطر تعود لصوابها فهذا يمكن ان يحدث ولكن بعد فترة طويلةپجداً.
أمر مستبعد
* وهل يمكن ان يكون الضغط من الشعب القطري أو من بعض افراد الأسرة الحاكمة عاملاً في رجوع تميم عن سياسته؟
** فيما يتعلق بالشعب القطري الشقيق اعتقد ان ذلك مستبعد لأسباب عديدة يأتي علي رأسها قلة عدد افراده المشغولين بحياتهم الخاصة والقطريين من واقع تعاملي معهم شعب مسالم في العموم ولن يفكر في الاطاحة بتميم علي الأقل في المدي القصير.. أما فيما يتعلق بالأسرة الحاكمة فمن الممكن ان يحدث ما نطلق عليه "انقلاب القصر" ويفكر اعضاء أسرة "آل ثاني" في التضحية بتميم ككبش فداء للخروج من الأزمة الخانقة التي تمر بها بلدهم ولرأب الصدع في العلاقات مع العديد من الدول العربية الكبري.
المهم الممارسة
* لكن الا تعتقد ان قيام قطر بتعديل قانون الإرهاب بها خطوة ايجابية في هذا الاطار؟
** هذا التعديل مجرد إجراء شكلي لا معني له فالمشكلة هنا ليست في القانون وبنوده ولكن في الممارسة الحقيقة علي الأرض وهل الدوحة جادة بالفعل في محاربة الإرهاب وانا هنا لا أقصد التصدي له فهي اضعف من ان تتصدي له ولكن اقصد هنا ما أكد عليه الرئيس السيسي في احدي خطبه من ان الارهابي ليس هو فقط من يقوم بالقتل وترويع الآمنين ولكن الارهابي هو من يقدم التدريب والمال والتسليح والمأوي الآمن والعلاج لمن يصاب وتعويض الإهابيين عن خسائرهم في المال أو العتاد ولا اعتقد ان قطر سوف تفعل ذلك علي الأقل قريباً.
أدوار محدودة
* هل دخول ريران وتركيا في المعادلة كداعمين لنظام تميم يمكن ان ينقذه من المأزق الذي وضع نفسه فيه؟
** لكل دولة منما دور في الأمر فالقوات الإيرانية مسئولة عن حماية تميم واسرته بشكل مباشر وعددهم كبير علي درجة عالية من التسليح والتدريب.. أما القوات التركية فمسئولة عن حماية النظام والتصدي لأي تمرد متوقع مثلما حدث مؤخراً عندما حدث تمرد محدود اعتراضا علي تعيين ضابط تركي كنائب للقائد العام للقوات المسلحة القطرية ولكن في كل الاحوال لن يكون لوجدهما دور كبير في انقاذ تميم لسبب بسيط وهو ان مآرب تركيا وايران متعارضة ومضتاربة فالأولي تسعي بكل السبل لتحقيق هدف واحد وهو عودة الخلافة العثمانية والسيطرة علي العالم الإسلامي من جديد والثانية وهي ايران تحلم بعودة الامبراطورية الفارسية والسيطرة علي الشرق الأوسط وبالتالي لن يجتمعا علي هدف واحد فكلاهما يسعي لتنفيذ اجندته الخاصة ولا يهمهما من قريب او بعيد الحفاظ علي تميم بل علي العكس يمكن ان يكونا في مقدمة المطيحين به اذا تعارض بقاؤه مع تحقيق مصالحها الخاصة.
الحل الوحيد
* قلت ان المقاطعة لن تؤدي إلي نتائج إيجابية علي المدي القريب فما هو البديل من وجهة نظرك؟
** الحل الوحيد من وجهة نظري لكي يرضخ أمير قطر ويعود الي الصواب هو ان تتخذ مصر قراراً بمنع مرور الغاز القطري من قناة السويس سواء كان علي سفن قطرية أو سفن ترفع علم دولة أخري فهذا سيجعلها تتوقف فوراً عن دعم الإرهاب والإرهابيين لأن هذا المنع سيقتل صناعة الغاز لديها فمن المعروف علمياً ان الغاز لا يمكن تخزينه بل يجب التعامل معه فور استخراجه سواء محلياً أو تصديره وحرمان قطر من مواردها المالية الضخمة المتمثلة في عوائد بيع الغاز سيجعلها ترتدع وتستمع لصوت العقل بدلاً من ان تظل مصدر قلاقل لكل الوطن العربي من خلال تبنيها للجماعات الإرهابية وتقديم كل ما تمتلكه من امكانيات لدعمها لكي تستمر في قتل وترويع الآمنين.
القانون معنا
* لكن قناة السويس ممر ملاحي عالمي ومصر لا تملك هذا الحق ويعد مخالفة للقانون الدولي فكيف نقدم علي هذا الأمر؟
** اختلف معكم في هذا الشأن فاتفاقية القسطنطينية التي تحدد كيفية التعامل مع هذا الممر الملاحي تعطي مصر الحق في ان تمنع مرور السفن التابعة للدول التي تكون في حالة حرب معها واعتقد ان هذا لا يستلزم إعلان حالة الحرب بشكل مباشر فقطر تمارس ضدنا حرباً لا هوادة فيها ولا تحترم القانون الدولي أو التزاماتها العربية فهي تدعم الإرهاب القادم لنا من الجنوب أو الشمال وحتي من الشرق من خلال دعمها لحركة حماس التي تتآمر ضد مصر بسبب الاطاحة بحكم الإخوان كما انها تدعم كل الفصائل الإرهابية في سيناء ولا يقتصر الأمر علي حدودنا الدولية فقط بل يمتد الي عمق الأراضي المصرية فما يحدث في اي مكان من أعمال إرهابية تثبت الأدلة والقرائن تورط قطر فيها سواء من خلال الدعم المباشر أو غير المباشر فقد أثبتت التحقيقات في العديد من الجرائم ان منفذيها كانوا قادمين من قطر مثلما حدث في تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية.. فماذا ننتظر بعد كل هذه الممارسات التي تتنافي مع كل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تعطي لمصر في نفس الوقت الحق في حماية مصالحها وأمنها واستقرارها وحياة مواطنيها.
آلية القرار
* يتسم الموقف الأمريكي من قطر بالتناقض.. فمرة هي راعية للإرهاب علي لسان رئيسها وفي مرات أخري بريئة فما تفسيرك؟
** في أمريكا هناك آلية محددة لاتخاذ القرار ولا يملك رئيس الجمهورية وحده هذا الحق حيث يتشارك في ذلك 4 جهات هي البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع والجهة الرابعة وهي الأكثر تأثيرا ما يطلق عليه جهات التفكير في القرار وهي تابعة لكبري الجامعات الأمريكية مثل جامعتي كولومبيا وهارفارد حيث يتم إجراء دراسة شاملة للقضية المعروضة عليهم ثم يعرض الرأي بعد ذلك علي الأجهزة المخابراتية لديهم لكي يتم الاتفاق علي قرار نهائي وهذا ما يفسر هذا التناقض فترامب أعلن مرارا ان قطر راعية للإرهاب ولكن القرار ليس له بمفرده وهناك اعتبارات أخري تضعها هذه الجهات قبل اتخاذ أي قرار يأتي في مقدمتها سلامة وأمن المواطن الأمريكي كما حدث مثلاً في موضوع نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلي القدس حيث أعلن ترامب عن ذلك خلال حملته الانتخابية ثم تراجع خوفاً من اثارة الرأي العام الإسلامي في العالم علي أمريكا.. كذلك من الممكن أن تكون هناك مخاوف من تعرض أمريكا لهجمات ارهابية من الجماعات التي تراعي قطر.
تحالف مخابراتي
* تلعب قناة "الجزيرة" دورا خطيرا في تأجيج الخلافات العربية فكيف ترصد هذا الدور؟
** لقد عشت نشأة الجزيرة لحظة بلحظة حيث كنت في هذا التوقيت سفيرا لمصر في الدوحة وأعرف خلفيتها تماما فالتفكير فيها بدأ أولاً بقيادة المخابرات الأمريكية عقب انتهاء حرب تحرير الكويت والدور الذي لعبته ال C.N.N الأمريكية لتهيئة العالم العربي لهذه الخطوة ومن ثم أدركت تأثيرها الخطير في المنطقة لكن واجهتهم مشكلة تعوق استمرار هذا الدور وهي انها ناطقة باللغة الانجليزية ففكرت أمريكا في انشائها بالبحرين التي وافقت بشرط ألا تقوم القناة المنتظرة بأي هجوم علي الدول العربية فتم صرف النظر عن البحرين.. ثم فكروا في قبرص لكنهم أيقنوا ان البث من خارج الوطن العربي سيثير الشكوك حولهم ففكروا في اللجوء إلي حمد بن جاسم بن جبر وزير الخارجية في ذلك الوقت وتحديداً في أكتوبر 1995 وتزامن هذا التاريخ مع انتهاء قطر من بناء محطة فضائية بواسطة فنيين مصريين ويشرف عليهم 8 مهندسين مصريين وطلبت قطر من السفارة المصرية أن تسهل لهم مهمة الحضور إلي مصر لاختيار مذيعين ومعدين للقناة وفجأة توقف كل شيء لتحل قناة الجزيرة محل الفضائية القطرية من خلال اتفاق مخابراتي بين اسرائيل وأمريكا وحمد بن جاسم لتكون بمثابة C.N.N باللغة العربية تابعة لهم وتمارس دورها الذي يعرفه الجميع لتأجيج الصراعات العربية.
شواهد عديدة
* وما الذي يجعلك تجزم ان الجزيرة نتاج تحالف مخابراتي كما ذكرت؟
** الشواهد علي ذلك عديدة فقد تأكدت أثناء وجودي في قطر انه تمت زيارات من فنيين إسرائيليين إلي موقع القناة الفضائية التي أقامتها مصر ثم تم بعدها الاستغناء عن الفنيين والمهندسين المصريين.. أيضاً تم بعد إنشاء الجزيرة إنشاء المكتب التجاري الاسرائيلي في الدوحة وهو مجرد غطاء للتعاون الوثيق بينهما في جميع المجالات ومن بينها الإعلام حيث تبين ان رئيس المكتب التجاري الذي من المفترض انه مسئول عن أمور تجارية وهو سامي روفائيل حيث تأكدت من خلال اطلاعي علي سيرته الشخصية ان شهادته الجامعية في الإعلام وكل خبراته السابقة في الإعلام ومتزوج من إحدي سيدات عرب اسرائيل وتتحدث العربية بطلاقة وهو ما مكنها من إقامة علاقات قوية مع مسئولين قطريين ودخول الكثير من البيوت القطرية وبالإضافة إلي ذلك فالخط الذي سار فيه مذيعي الجزيرة والدور الذي لعبوه مثل فيصل القاسم وسامي ميشيل حداد وأحمد منصور فضح اللعبة بأكملها وأوضح بما لا يدع مجالاً للشك انهم ينفذون أجندة سياسات محددة تضعها مخابرات أمريكا واسرائيل بالتعاون مع حمد بن جاسم بن جبر.
المحرض الأكبر
* هل قابلت الشيخ القرضاوي أثناء عملك في قطر؟
** مرات عديدة حيث كان يتردد علي السفارة المصرية باستمرار لكي تساعده في العودة إلي مصر لأنه يرغب كما قال وقتها أن يموت فيها ويدفن في ترابها وكان في البداية يقدم نفسه علي انه صوت الاعتدال ويفتي بفتاوي فيها الكثير من التخفيف عن المسلمين ولكنه في حقيقة الأمر كان إخوانياً حتي النخاع ومنتمياً لهم بكل جوارحه ولهذا فقد أصيب "بلوثة" وأصبح من أكبر المحرضين بل أكبرهم علي أمن مصر وسلامتها بعد قيام ثورة 30 يونيو وإزاحة محمد مرسي عن الحكم وبالتالي ضياع حلم الإخوان في حكم العالم العربي حيث كانوا يتصورون انهم سيبقون في الحكم طويلاً وطالما استولوا علي البلد الأكبر حجماً والأكثر تأثيراً وهي مصر فمن السهل أن يحكموا باقي بلدان العالم العربي وعندما تحول حلمهم إلي كابوس كانت حربهم ضد الوطن والمواطنين بلا تفرقة فيما نعيشه من عمليات إرهابية سواء بالفعل أو من خلال التحريض.
مرات عديدة
* وهل تعتقد انه كان جاداً في العودة إلي مصر؟
** هذا ما قاله لي أثناء اللقاء بي مرات عديدة ولكن أن يكون الأمر لأسباب أخري فقد حدث ان الشيخ القرضاوي كان في زيارة إلي الإمارات العربية المتحدة أثناء وجود الأمير الجد المعزول خليفة جد تميم بها وقام بزيارة له وعندما عاد القرضاوي إلي الدوحة عرف الأمير السابق حمد بهذا الأمر وعنفه عليه بشدة وقام بسحب الجواز القطري منه ويمكن أن يكون ساعتها شعر بخطورة بقائه في قطر ففكر في العودة إلي مصر وعندما تحسنت العلاقات بينهما تراجع عن هذه الخطوة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.