استولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على 500 دونم من الأراضي الفلسطينية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية في القدسالمحتلة، وفق صفقة "بيع" أبرمتها، مؤخرا، مع البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال الأردنوفلسطين، بقيمة تقدر بنحو 40 مليون دولار. وتسمح "الصفقة"، الأحدث في سجل بيوعات الأوقاف والأملاك الكنسية في فلسطينالمحتلة، وفق حديث عضو المجلس المركزي الأرثوذكسي، عدي بجالي، ل"الغد الأردنية" من فلسطينالمحتلة، بأن "يمضي الاحتلال في تنفيذ مخطط تهويد القدس واستلاب أرضها وتاريخها". بينما "تسمح للاحتلال ببسط سيطرته على إرث تاريخي ديني وحضاري وأثري تضمه تلك الأرض، الواقعة ضمن منطقتي الطالبية ودير المصلبة في القدسالمحتلة"، بحسب بجالي، الذي بين "قيام الاحتلال بالاستيلاء على تلك الأراضي من خلال شركة إسرائيلية لا يُعرف مالكوها". وأوضح بأن "ما كشف "صفقة البيع" الأخيرة قيام البطريركية الأرثوذكسية بتقديم دعوى أمام المحكمة المركزية الإسرائيلية للشئون الإدارية بالقدسالمحتلة بهدف استصدار مستند بخلو العقار من أي دين مستحق من البطريركية للبلدية لأجل إتمام صفقة البيع". وتابع قائلا "لقد كان من المفترض تحديد جلسة في المحكمة المعنية، ظهر اليوم، حيث تم العلم بها لدى مراجعة جدول أعمال المحاكم بالقدسالمحتلة وانتداب محامٍ لحضورها والاستماع إلى مداولتها". وأشار إلى أن "البطريرك ثيوفيلوس طلب رسميا، لدى علمه بذلك التحرك، تأجيل جلسة المحكمة، بموافقة البطريركية وما يسمى بلدية الاحتلال في القدس، وهو ما تم فعلا حتى تاريخ 14 من شهر سبتمبر المقبل". وأضاف إن "السلطات الإسرائيلية لا تستطيع، قانونيا ودوليا، مصادرة أي وقف فلسطيني مسيحي إلا من خلال صفقات البيع الخطيرة، التي لا تستهدف الكيان الأرثوذكسي أو المسيحي فقط، وإنما الأراضي الفلسطينيةالمحتلة برمتها". وأوضح أن "هناك تماديا بات ملحوظا، خلال الفترة الأخيرة، في بيع الأوقاف والأملاك الكنسية، التي يمنع بيعها أساسا، كونها أراضٍ وقفية، بما يشكل حملة واسعة لتصفية الأملاك والأوقاف الأرثوذكسية، في فلسطينالمحتلة، لاسيما القدس". وأشار إلى "تجاوز الصفقة "للتأجير طويل الأمد" صوب تنفيذ عمليات نقل ملكية بالكامل، حيث جرى تقدير القيمة الفعلية "لتلك الصفقة" بنحو 20 مليار دولار باستثناء ما تضمه من منشآت وأبنية ذات قيمة مرتفعة، بينما لم تحصل البطريركية سوى نحو 40 مليون دولار، التي تشكل قيمة الإيجارات"، بحسبه. وأصدر مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة في فلسطينالمحتلة بيانًا ندد فيه بتلك "الصفقة المرفوضة"، مطالبا البطريرك "بإلغائها حالا واسترجاع مساحة ال 500 دونم، وغيرها، ووضعها في خدمة الصالح العام للشعب العربي الفلسطيني". واعتبر المجلس أن "التفريط بأوقاف الطائفة العربية الأرذوكسية في فلسطينالمحتلة يعتبر جرما بحق الإرث التاريخي والوطني". وكانت سلطات الاحتلال قد استولت سابقا على 900 دونم من الأراضي الفلسطينية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية، والواقعة في مدينة قيسارية، جنوب حيفا، التاريخية، وفق صفقة "بيع" أبرمتها مع البطريرك ثيوفيلوس بقيمة مليون دولار. بينما يستهدف الاحتلال زهاء 7500 دونم من حجم الأملاك والأوقاف الأرثوذكسية في القدسالمحتلة، والتي بات "مصيرها قريبا من القبضة الإسرائيلية"، وفق بجالي.