المرادى بقى غير كل مرة.. قاعدة أنا في بيتى ولا على بالى حاجة.. وفى يوم الراحة الأسبوعية، فوجئت برنين هاتفى يعلن عن مكالمة من الباشمهندس شريف إسماعيل، رئيس وزراء مصر. شريف صديقى وحبيبى بس مش لدرجة أنه يكلمنى في يوم إجازتى.. تخيلت أن أمرًا قد وقع للرجل.. وبسرعة قلت لنفسى: يعنى هو الريس هيستنجد بيكى إنتى ياموكوسة؟! المهم رديت على الهاتف ورحبت به فقال لى: شفتى بقى أدينى خرجت للناس واتكلمت أهو وبرضه كلامى مش عاجب حد.. الشعب دا هيجننى ياست سطوطة.. وإنتى بقى اللى كاتبة عنى أنى لا بتكلم ولا بسافر ولا حد حاسس بيا.. طب آدى ياستى نتيجة نصايحك. قلت: معلش ياريس الناس معذورة برضه ومستعجلين يشوفوا أي إنجاز للحكومة. قال: من الآخر كدا الشعب دا عايز يحاسبنا بالقطعة.. ودا شيء مستفز بصراحة.. إحنا عندنا خطة لها موعد زمنى لتنفيذها.. وأنا مش هخرج تانى اتكلم للناس مهما حصل. قلت: ياباشا ماهو إحنا برضه كشعب مش شايفين أي تحسن في معيشتنا. قال: قصدى مش هتشوفوا التحسن ده إلا بعد سنتين.. وبعدها ابقوا حاسبونا قلت: بس الشعب مش هيستحمل سنتين على الحال الاقتصادى المهبب ده ياريس قال: اقتصادنا فل الفل.. وأنتم ترونه مهبب.. عموما ماحدش بيموت من الجوع.. وهذا الشعب لو علم الغيب لاختار هذا الواقع اللى إحنا بنخططه قلت: والله مانى فاهمة حاجة ياهندسة قال: شوفى ياستى.. أنا هحكيلك حكاية وانتى هتفهمى منها كل حاجة قلت: يعنى حتى لما بتكلمنى في التليفون عايز تحكيلى حكايات؟! طب قول ياسيدى منك نستفيد! قال: كان فيه راجل له أربعة أبناء.. أراد أن يعلمهم درسا رائعا في الحياة.. وهو ألا يحكموا على الأمور بسرعة ولا تكن نظرتهم سطحية.. لذلك أرسلهم إلى مكان بعيد.. حيث توجد شجرة كبيرة.. وطلب من كل منهم أن يصف الشجرة له بعد أن يعود.. فذهب الابن الأكبر في فصل الشتاء.. وذهب الثانى في الربيع.. والثالث في الصيف.. والأصغر في الخريف.. وعندما عادوا من رحلتهم البعيدة جمعهم معًا وطلب من كل منهم أن يصف ما رآه. فقال الأول: إن الشجرة كانت قبيحة وجافة.. فتعجب الابن الثانى من كلام أخيه وقال: إنها مغطاة بورود ذات رائحة جميلة وتبدو غاية في الروعة والجمال.. بينما قال الثالث: إنها كانت مليئة بالثمار والحياة.. وأنهى الابن الأصغر الكلام معلقًا: إنها كانت مصفرة وقليلة الأوراق. وهنا شرح الأب لأبنائه مفسرًا كلامهم جميعًا بأنه صحيح.. لأن كلا منهم ذهب في موسم مختلف.. لذلك لا يجب أن تحكم على شجرة أو شخص أو حتى الحكومة في موسم أو موقف بعينه.. ولا تدع الألم الذي يحدث لك في موسم معين يجعلك تخسر الفرح في الآخرين. الخلاصة: بلغى الشعب بألا يحكم على الحكومة بالقطعة ويقف لنا على الواحدة.. لا تحكموا علينا في موقف أو مظهر واحد، حاولوا أن تعبروا فوق الأزمات حتى نحقق لكم الإنجازات. قلت: وده طبعا في المشمش إن شاء الله قال: بتقولى إيه ياست إنتى؟! قلت: لا أبدا ياريس.. كلامك عين العقل.