«الحياة اللندنية»: عمان تنتظر بلورة موقف أمريكى من القضية الفلسطينية قبل انعقاد القمة لا تترك الولاياتالمتحدةالأمريكية فرصة أو مناسبة للتدخل بالشأن العربي، إلا وتستغلها –وفقا لرؤيتها- أفضل استغلال لتحقيق مصالحها بالمنطقة وإشعال الحروب والفتن وتكبيل أيادى العرب فيما يخص مصالحهم، حتى بعد أن تغيرت الإدارة الأمريكية وبات دونالد ترامب، صديق قادة العرب المزيف، هو القائد الجديد. دور "ترامب" المسيطر بلغ حد تحكمه بمسيرة القمة العربية المرتقبة نهاية الشهر الجارى سرا تحت غطاء مباحثاته الثنائية مع قادة العرب المشاركين بالقمة وخاصة أصحاب النفوذ فيها وكان على رأسهم ولى ولى العهد السعودى محمد بن سلمان الذي كان أول قائد خليجى يلتقى ترامب الأسبوع الماضى بواشنطن قبل وقت قليل من بدء الفعاليات الرسمية للقمة. "تحدث بن سلمان مع ترامب فيما يخص الملف السورى بشكل أساسى واتفق الطرفان حول إيران ومكافحة الإرهاب وكيفية التصدى له بالمنطقة، بالإضافة لما أُعلِن من الاستثمارات السعودية السخية في أمريكا التي ستزيد من تحالف واشنطن مع الرياض، وهو ما يعتبر توجيها أمريكيا غير مباشر لتبنى آراء بعينها خلال القمم العربية دون إصدار أوامر للدول العربية أو للجامعة". ما سبق أكدته، الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، التي أكملت قائلة: الولاياتالمتحدة لا تتدخل بشكل متعدد الأطراف في قمم جامعة الدول العربية، لكن تدخلها يكون بطريق غير مباشر عن طريق علاقاتها الثنائية بالدول، وخير دليل على هذا الأمر مباحثات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الثنائية مع كل الأطراف تقريبا المشاركة بالقمة المرتقبة سواء بلقائهم أو في مباحثات هاتفية. تجدر الإشارة هنا إلى أن ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان التقى الرئيس ترامب، الأسبوع قبل الماضي، في واشنطن خلال زيارته لها وهو ما جرى خلاله الاتفاق حول رؤى عديدة، كما أنه تحدث مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن هاتفيا لمدة 20 دقيقة،، وهو ما يوضح أن العلاقات الثنائية بين واشنطن والدول العربية تؤدى لنتائج تؤثر في مخرجات قمم جامعة الدول العربية. كما أن مكالمة ترامب للرئيس الفلسطينى أبو مازن قبيل القمة لم تكن من باب المصادفة، ولكنها كانت ضمن محاولة أمريكية لوضع إطار معين لملف الصراع الإسرائيلى الفلسطيني، مع المحافظة على حق إسرائيل التي تعتبر الولاياتالمتحدة المدافع الأول عنها بالمنطقة وتسعى دائما لتطبيق الحلول التي تلائمها بالمقام الأول مدعية غير ذلك. كما أنه كان من المقرر أن يتوجه العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى قبيل القمة المقرر انعقادها بعمان إلى واشنطن للقاء ترامب أيضا وبحث ملفات عربية مهمة، وهو ما يعنى بشكل مؤكد وضع واشنطن بصمتها أيضًا على موقف الأردن المرتقب بالقمة العربية بعد أن يبحث الرئيسان عددًا من ملفات المنطقة على رأسها القضية الفلسطينية بعد أن كان قد التقاه بشكل غير رسمى خلال زيارته الأخيرة لواشنطن ولقائه عددًا من المسئولين في الإدارة الجديدة في وقت قريب، وهو ما يعنى أن الزيارة القادمة لا هدف منها سوى مناقشة رؤى أمريكا بالقضايا العربية مع الأردن للتأثير في قراراتها الصادرة بالقمة. ووفق تقرير سابق لصحيفة الحياة اللندنية فإن عمان تنتظر بلورة موقف أمريكى واضح من ملف القضية الفلسطينية بعد استقرار عناصر إدارة ترامب، خصوصًا أن تعارضًا قد ينشأ بين جهود الحرب على الإرهاب التي تقودها الولاياتالمتحدة وخطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وبالعودة للدكتورة نهى بكر، أكدت أن الكثير من قرارات الجامعة ستأتى هذه المرة مكررة فيما يخص إيرانوسوريا وفلسطين، حسبما أكدته بكر خلال تصريحاتها ل«فيتو» قائلة: "علينا أن ننتظر حتى نرى تحرك الولاياتالمتحدة فيما يخص الملف الفلسطينى إن كان سيكون هناك تحرك". وتابعت: "أعتقد أن جامعة الدول العربية ستؤكد ضرورة حل الدولتين وأهمية حل القضية الفلسطينية وسيتم طرح ملف سورياوإيران والتهديدات التي تمثلها للبحرين وخلافها على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى مع الإمارات وبعض مشكلات دول الخليج بشكل عام، كما سيتم طرح ملف ليبيا واليمن والصومال". وأنهت حديثها بقولها: ستتميز هذه القمة عن سابقتها أنها ستشهد حضورا أعلى وربما جدية أكثر في محاولة تقديم وجهات النظر، على أن تكون هناك لقاءات ثنائية كثيرة على هامش هذه القمة، وهى ما تكون أكثر فائدة من القمة نفسها، وفق بكر.