سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تاريخ مكتبة الأزهر في أرقام.. أنشئت قبل ألف و60 عامًا.. تحوي 52 ألف مخطوط و300 ألف مطبوع نادر.. و3 مشروعات جعلتها إحدى أدوات الأزهر الفعالة في الحفاظ على التراث العربي والإسلامي
منذ إنشائها قبل ألف وستين عامًا مرت مكتبة الأزهر الشريف، بالعديد من مراحل التطور سواء من ناحية التنقية من قبل أداء القائمين عليها أو في تضخم عدد ما تحويه من مخطوطات ووثائق وخرائط ومطبوعات نادرة، وهو ما أهلها لأن تصبح إحدى أدوات الأزهر الفعالة في الحفاظ على التراث العربي والإسلامي ونشر الثقافة الإسلامية الوسيطة. وفي السطور التالية، نستعرض مراحل تطور العمل بمكتبة الأزهر الشريف، والطرق التي مكنتها من جمع هذا العدد الضخم من المخطوطات والوثائق والخرائط والمطبوعات نادرة. التقنيات الحديثة أكد أحمد كامل، مدير العلاقات العامة بمكتبة الأزهر الشريف؛ أن المكتبة شهدت بداية من عام 1997 ميلادية، تطورًا كبيرًا في أداء خدماتها وأنشطتها المختلفة من خلال استخدام التقنيات الحديثة، وقامت بتنفيذ العديد من المشروعات التكنولوجية مثل: تحويل الفهرس القديم المطبوع إلى فهرس آلى، وذلك بالتعاون مع مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء، وكذلك "رقمنة مخطوطات المكتبة" عن طريق تحويل مقتنياتها من الصورة الورقية إلى الصورة الرقمية المتداولة على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" بالتعاون مع مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. رقمنة المخطوطات كامل.. وصف مشروع "رقمنة مخطوطات" مكتبة الأزهر الذي ينفذ بالتعاون مع مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ب "العالمي"؛ قائلًا: "هذا المشروع يهدف إلى حفظ مخطوطات مكتبة الأزهر الشريف التي يزيد عددها على 52 ألف مخطوط، وتحويلها من الصورة الورقية غير المتاحة إلا للباحثين الذين يزورون مقر المكتبة، إلى الصورة الرقمية والذي يتمثل في عمل ما يسمى ب «الرقمنة» أو تصوير كل مخطوط فوتوغرافيًا بتقنية معينة، ثم نشرها جميعًا على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" ليستفيد الباحثون في شتى أنحاء العالم من هذه الكنوز. مدير العلاقات العامة بمكتبة الأزهر الشريف.. أشار إلى أن "العمل بهذا المشروع بدأ في أواخر تسعينيات القرن الماضي، وبالفعل قطعنا في الانتهاء منه خطوات كبيرة، وقمنا بتصوير عدد ضخم من المخطوطات الموجودة لدينا بلغ 16 ألف مخطوطة تحتوي على ما يقارب مليونين ونصف المليون ورقة، ولكن العمل به توقف فجأة نظرًا لوجود بعض المشكلات البسيطة والمتعلقة بالصيانة وما شابهها بين مؤسسة الشيخ محمد بن راشد، وبين شركة «أي بي إم» المنفذة للمشروع، وهو ما جعل العمل يتوقف بصفة مؤقتة، وقريبًا سنواصل العمل ليخرج هذا المشروع العالمي إلى النور وتصبح كنوز الأزهر التراثية متاحة لكل باحثي العالم على الشبكة العنكبوتية". فنون كثيرة كامل.. أوضح أن مقر المكتبة الحالي بحديقة الخالدين في الدراسة يتكون من 14 طابقًا منها 5 طوابق تحفظ فيها المطبوعات و4 أخرى لحفظ المخطوطات؛ مضيفًا أن مكتبة الأزهر نشأت كغيرها من المؤسسات العلمية صغيرة ثم نمت مع الزمن وتكاثرت فنونها وكتبها، ولعل من أهم أسباب هذا النماء هو تقدم فنون الطباعة ونشاط حركة التأليف اللذين عملا على زيادة رصيدها من الكتب عن طريق الإهداء أو الشراء، بالإضافة إلى ما كان محفوظًا في المكتبة من مطبوعات نادرة في فنون عدة، أبرزها: المصاحف والربعات، وعلوم القراءات والحديث ومصطلحه وأصول الفقه وفقه الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل والفقه العام والنحو والصرف والفلك والميقات والحساب والهندسة والطب وغير ذلك من مختلف العلوم. مدير العلاقات العامة بمكتبة الأزهر الشريف.. أشار إلى أنه جارٍ العمل الآن في الانتهاء من مشروع "سقيفة الصفا العلمية"، والذي يهدف إلى عمل طبعة فريدة ومنقحة من المخطوطات المحفوظة بالمكتبة، وسيكون نقلة في مجال البحث العلمي؛ وكذلك جارٍ الانتهاء من مشروع ذاكرة الأزهر الشريف، وهو الأول من نوعه الذي يعمل على توثيق تراث وجهود الأزهر في الحفاظ على الهوية الإسلامية بمختلف ربوع العالم على مر العصور، وأيضًا تقديم مصدر معلوماتي موثق عن تاريخ هذا الصرح العريق، وهذا المشروع هو إحدى ثمار التعاون بين مكتبة الأزهر من جانب، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري بمكتبة الإسكندرية من جانب آخر. الروائع المعمارية مجدي حامد، مدير إدارة الترميم بمكتبة الأزهر الشريف.. أوضح أن مشروع ذاكرة الأزهر الشريف يهدف إلى عرض تراث وتاريخ الأزهر من خلال وثائقه ومسيرة أعلامه وشيوخه، وكذلك توثيق الروائع المعمارية لهذا الصرح العريق، وذلك عن طريق استخدام أحدث التقنيات، مؤكدًا أن هذا المشروع المعلوماتي سيعرض باللغة العربية، بالإضافة إلى ترجمته إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ويتضمن مجموعة كبيرة من الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية النادرة لعلماء الأزهر، وعرضا للتطور المعماري الذي شهده الجامع على مر السنين، وبه أيضًا خط زمنى يستعرض الشخصيات والأماكن والأحداث. مدير إدارة الترميم بمكتبة الأزهر الشريف.. أشار إلى أن مكتبة الأزهر بها قاعدتا بيانات بدأ العمل في إعدادهما عام 2001 ميلادية، الأولى للمطبوعات والثانية للمخطوطات؛ موضحًا: "عدد العناوين المطبوعة والمحفوظة بالمكتبة 120 ألف عنوان تقع في 300 ألف مجلد، وعدد المخطوطات يزيد على 52 ألف مخطوط"؛ مضيفًا أن عام 2005 ميلادية، شهد بدء العمل في مشروع ترميم مخطوطات مكتبة الأزهر، وذلك بعد إمداد المكتبة بمستلزمات الترميم من أجهزة وألياف صناعية وغير ذلك من الإمكانيات اللازمة لهذا المشروع الهام، مؤكدًا: "منذ عام 2005 وحتى الآن انتهينا من ترميم 3 آلاف مخطوط نادر".