إذا كان عام 2016 هو عام الرئيس الروسى بوتين فإن عام 2017 سوف يكون هو عام الرئيس الأمريكى الجديد ترامب، ففى بداية عامنا الجديد سوف يبدأ ترامب ممارسة مسئولياته من مكتبه "البيضاوي" في البيت الأبيض، وسط حالة واسعة تشمل العالم كله، شرقه وغربه، لما سوف يتخذه من قرارات وينتهجه من سياسات. لقد أوضح ترامب خلال حملته الانتخابية عن بعض ما ينوى القيام به سواء بالنسبة للسياسة الداخلية أو السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة تجاه العديد من القوى والدول، وفى مقدمتها الصين وروسيا وإيران ودول الخليج العربية وأيضا مصر، وبعد أن فاز ترامب في الانتخابات على منافسته هيلارى كليتنون لم يتوقف عن التلويح بما سوف يقوم به ويفعله، وإن كان قد أجرى بعض التعديلات الطفيفة على ما كان يلوح به ويعلنه خلال الحملة الانتخابية. كما جاءت أيضا اختيارات ترامب لمسئولى إدارته لتشى بالكثير من ملامح ما يضمره ترامب من مواقف وماينتوى اتخاذه من سياسات. ومع ذلك لا يكفى ذلك كله للتنبؤ بما سيفعله ترامب بعد أن يتولى رسميا مسئوليات منصبه الجديد رئيسا للولايات المتحدة، لكن المؤكد أنه سوف يتصرف ويمارس مهام هذا المنصب بطريقة مختلفة ومغايرة تماما ليس فقط لطريقة وأسلوب سلطة أوباما الرئيس الديمقراطي، وإنما أيضا بطريقة مختلفة للعديد من الرؤساء الذين سبقوه وكانوا ينتمون لحزبه الجمهوري، وسوف يفاجأنا ترامب خلال الشهور الأولى من رئاسته بقرارات ومواقف وتصرفات بعضها سبق أن ألمح إليه من قبل وبعضها لم يفصح عنه. ولذلك سوف يكون عامنا الجديد هو عام الرئيس الأمريكى ترامب، خاصة أن ما سوف يتخذه من قرارات، حتى بالنسبة للسياسات الداخلية، سوف يكون له تأثيره على العالم كله، وسيكون تأثيره أكبر على منطقتنا العربية. ولا يكفى هنا أن نرسم سياساتنا تجاه أمريكا في ضوء العلاقة الطيبة التي تكونت بين ترامب والسيسي، أو حتى على تصريحاته الداعمة لمصر في حربها ضد الإرهاب، وإنما يجب أيضا ألا ننسى مواقفه الداعمة لإسرائيل، وأيضا مواقفه المعادية تجاه بعض الدول العربية الخليجية، في ظل ما تنتهجه مصر من سياسات ترى أن أمن الخليج من أمن مصر، وأن حقوق الفلسطينيين في دولة مستقلة مطلب مصري، أي إن هناك ما هو سلبى مثلما هناك ما هو إيجابى قد يؤثر على علاقات مصر مع أمريكا في ظل رئاسة ترامب.