انتشرت مؤخرا العديد من القنوات التي تحمل أسماء غريبة، وتبث مئات الإعلانات الخاصة بكبار الدجالين المغاربة المتخصصين في فك السحر والعمل، وإعادة المطلقة لزوجها، وتطليق أخرى من زوج آخر، أو تزويج من فاتها القطار، فضلًا عن الادعاء بعلاج كل أنواع الأمراض المستعصية، إلا أن تلك الإعلانات بجانب قيامها بالنصب على المواطنين، تستعين أيضا بأسماء وصور مسئولين في دول أخرى للاحتيال، دون النظر إلى مكانتهم الاجتماعية، واستعد بعضهم لمقاضاة تلك القنوات، وفي هذا التقرير تستعرض «فيتو» هؤلاء المسئولين . برلماني مغربي كان البرلماني المغربي عن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، أبو زيد المقرئ الإدريسي، آخر ضحايا إعلانات الدجل، في القنوات الفضائية بالتليفزيون المصري، حيث ذكرت صحيفة "اليوم 24" المغربية بالأمس، أن البرلماني المغربي عن حزب "العدالة والتنمية"، قدم خطابا إلى وزير الشئون الخارجية والتعاون المغربي، صلاح الدين مزوار، طالبه فيه بالتدخل بشكل عاجل لدى مصر لإيقاف إعلان دجل يشهر به تبثه قناة «المولد» المصرية، يسئ إليه وإلى المغاربة جميعا. وذكر الخطاب أن القناة تستخدم صورته الشخصية، وأشارت إليه كمعالج روحاني بعدما حرفت اسمه إلى «أبو اليزيد»، مقيم في مصر، ويعالج مختلف الأمراض النفسية والعاطفية والجنسية والمالية والروحية من قبيل المس والعنوسة والإفلاس. كما أشار النائب البرلماني في خطابه إلى أن الإعلان يظهر فيها اسمه وصورته بجلبابه و"طربوشه" المغربي"، بجانب الإشارة للراغبين في حل مشكلاتهم، بالاتصال بأرقام هواتف مصرية، مطالبا «المولد» من خلال الرسالة، بوقف هذا الإعلان "المهين للمغاربة"، والمؤسسة البرلمانية، التي ينتمي إليها، و تقديمها اعتذارا رسميا للمغرب، والمغاربة عن ذلك، موضحا أنه لم يعلم بأمر هذا الإعلان إلا قبل 15 يوما. وتابع، أنه يجهز لرفع دعوى قضائية على تلك القناة، التي تبث هذا الإعلان "المنحط، أخلاقيا، والمسيئ إليه، وإلى المغاربة". داعية سلفي لم يكن النائب البرلماني هو الوحيد الذي تم استغلاله في إعلانات الدجل، فقد سبقه إلى هذا الاتهام الداعية السلفي المغربي الشيخ حسن الكتاني، ففي أكتوبر 2015، بثت قناة "ميلودي كلاسيك" المصرية، إعلانا تدعي فيه أن السلفي المغربي حسن الكتاني يفك السحر ويصرع الجن، ووضعت القناة صورة الشيخ في الإعلان مرفوقا بعدد من الأرقام الهاتفية واسم الشيخ "الكتاتني" عوض "الكتاني". واستعرض الإعلان قدرات والخدمات التي يستطيع الشيخ تقديمها، منها فك السحر وتخليص المرء من المس والرقية الشرعية وما يدخل في هذه الخدمات. الأمر الذي دفع الكتاني بالرد على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بقوله:« أبرأ إلى الله من هذه الإعلانات الكاذبة وقد حاولنا رفع دعوى قضائية عليهم، وننتظر الرد". محمد الفزازي وقد قام كل من الشيخين السلفيين المغربيين محمد الفزازي وحسن الكتاني، خلال عام 2014 برفع دعوة قضائية ضد عدد من القنوات المصرية منها شبكة قنوات "دربكة" وقناة "توب موفيز"، وذلك بسبب المتاجرة باسميهما وصورهما في ملفات ذات الصلة بالسحر والشعوذة. مشروع قانون وفي السياق ذاته، ذكر النائب أسامة هيكل، رئيس لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب في أغسطس الماضي، أن إغلاق القنوات الفضائية التي تبث محتوى عن السحر والدجل والشعوذة ضرورة. وأضاف في تصريحات صحفية أن البرلمان في انتظار تشريعات غلق قنوات الشعوذة، لمناقشتها فور ورودها إليه من الحكومة، مشيرًا إلى أن هناك مشروعًا حول مواجهة تلك القنوات، أعدته الحكومة، وقد ترسله للبرلمان في وقت قريب، مؤكدا أن تلك القنوات لا تبث من مدينة الإنتاج الإعلامي، ولكن من خلال أحد الأقمار الصناعية الأوروبية على نفس مدى النايل سات، وتظهر لدى المشاهدين. جريمة النصب ومن جهته أكد الدكتور محمود كبيش، عميد كلية حقوق القاهرة السابق، أن هذه القنوات يجب أن يطبق عليها عقوبة النصب والاحتيال في القانون الجنائي، والتي تصل إلى الحبس المؤقت لمدة 3 سنوات للقائمين عليها، بجانب دفع غرامة مالية تصل إلى 100 ألف جنيه، مع إغلاق القناة بشكل مؤقت لحين تغيير نشاطها.