تقف غالبية القنوات الفضائية على أبواب العام الجديد 2017، وهي تدرك حتمية التغيير بعدما أنهكتها 2016 بأزماتها المالية الطاحنة، وجملة التغييرات التي طرأت على الساحة، حيث أفلت شمس وجوه، فيما سطعت وجوه أخرى أضحت هي الفاعل واللاعب الرئيسي في المشهد الإعلامي. غير أن العام لم يكن سيئًا في مجمله، بالنظر إلى الأشهر الثلاثة الأخيرة من عمره، خاصة مع الانطلاقة الجديدة لشبكة قنوات "أون" تحت قيادة مالكها الجديد رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، وفي وجود نجمها الأول عمرو أديب الذي نجح في إعادة الحياة مرة أخرى لبرامج "التوك شو"، ما رفع من درجة حرارة القنوات المنافسة ودفعها دفعًا لطريق التجديد. وتدخل غالبية القنوات عامها الجديد بحزمة من التغييرات، وعلى رأسها مجموعة "النهار وسي بي سي" اللتان أصبحتا تعملان تحت مظلة واحدة، وفقًا لاتفاقية الدمج التي أبرمت بينهما، ونتج عنها مؤخرًا قناة "إكسترا نيوز" التي وحدت قناتي "النهار اليوم" و"سي بي سي إكسترا" في قناة إخبارية واحدة. دمج القناتين الإخباريتين تسبب في الاستغناء عن مجموعة كبيرة من المذيعين جميعهم من "النهار اليوم"، ودفع إدارة المجموعة لوضع خطة جديدة تتضمن وجود برنامج "توك شو" موحد وقوي، يستطيع أن يدخل دائرة المنافسة مع البرامج الأكثر نفاذًا وتأثيرًا وعلى رأسها برنامج "كل يوم" لعمرو أديب، فاستقرت المجموعة على إعادة إطلاق برنامج "آخر النهار"، على شاشة "النهار وان"، وإلغاء برنامجي "على هوى مصر" للإعلامي خالد صلاح، و"قصر الكلام" لمحمد الدسوقي رشدي.. مصادر من داخل المجموعة كشفت أن هناك أزمة حالية في ظل الصراع بين الأربعة الكبار من مذيعي القناتين على حجز مقعد أساسي في "آخر النهار"، الذي لن يستوعب البرنامج أكثر من ثلاثة مذيعين فقط على أن يغادر الرابع، أو يتم ترضيته ببرنامج أسبوعي، والأسماء الأربعة هم "خيري رمضان، وخالد صلاح، ومحمد شردي، ومحمد الدسوقي رشدي"، مع الوضع في الاعتبار أن الأمور ستصبح أكثر تعقيدًا في حال تم استعادة الإعلامي المخضرم محمود سعد، والذي تجرى مفاوضات مكثفة معه منذ فترة لعودته مرة أخرى لشاشة "النهار". المصادر أكدت أن الإعلامي خالد صلاح حجز مقعده مبكرًا في البرنامج، حيث طلب تقديم حلقتين فقط في الأسبوع بناءً على رغبته الخاصة، وإلغاء برنامجه الحالي "على هوى مصر". وأشارت المصادر إلى أن ثاني الأسماء المرشحة بقوة لحجز المقعد الثاني الإعلامي خيري رمضان، فيما يحتدم الصراع الثنائي بين «شردي» و«رشدي» على المقعد الأخير، والأقرب له وفقًا لحديث المصادر هو محمد شردي على أن تتم ترضية "الدسوقي" ببرنامج أسبوعي أو استمرار برنامجه "قصر الكلام" الذي يقدمه حاليًا مع خفض عدد حلقاته من ثلاث حلقات إلى حلقة واحدة في الأسبوع. في السياق نفسه ذكرت المصادر، أنه سيتم إلغاء برنامج "أهل المحبة" للإعلامية منى عبد الوهاب والذي تحضر له الشبكة منذ فترة، وكان من المقرر أن ينطلق خلال الفترة المقبلة، كما سيتم إلغاء برنامج "المتوحشة" لسالي عبد السلام فور انتهاء موسمه الحالي، على أن يتم ترضية المذيعتين ببرنامج واحد تقدمانه بالاشتراك فيما بينهما، وينضم إليهما المذيع خالد عليش الذي تم إلغاء برنامجه "نهار جديد" ليتوزع الثلاثي على برنامج واحد فقط، يذاع وقت الظهيرة. حُمي عمرو أديب يبدو أنها أصابت أيضًا الإعلامي وائل الإبراشي مقدم برنامج "العاشرة مساءً"، حيث قرر "الإبراشي" إعادة ضخ دماء جديدة في البرنامج بعد شعوره أن زمام الأمور لم يعد في قبضته، وأن قطاعًا لا بأس به من جمهور "العاشرة" حول قبلته ناحية برنامج "أديب". وكشفت مصادر أن "الإبراشي" قرر مؤخرًا الاستعانة بخدمات محمد فتحي يونس، ليتولى مهمة رئاسة تحرير البرنامج، بهدف التطوير، كما استعان أيضًا بالصحفيين هاني رزق، ونشوى سويدان، ضمن فريق إعداد البرنامج مع وضع خطة جديدة ابتداءً من يناير 2017. أما شبكة قنوات "دي إم سي" والتي لم تسلم من سهام الانتقادات وعلامات الاستفهام على إصدارها الأول "دي إم سي سبورت"، فقد قررت هي الأخرى إجراء عملية ترميم في هيكل الشبكة، على أمل أن تتفادى أخطاء القناة الرياضية في الإصدارين المقبلين، حيث تستعد لإطلاق قناتيها العامة والإخبارية خلال الفترة القليلة المقبلة. ووفقًا لحديث المصادر فإن مسئولي الشبكة استقروا على تشكيل مكتب تنفيذي جديد للإشراف على المحطتين بعدما أيقنوا عدم قدرة عماد ربيع، المدير التنفيذي للشبكة، على تسيير الأمور بمفرده. ويضم المكتب التنفيذي الجديد كلا من الكاتب الصحفي والإعلامي يسري الفخراني، ومحمود التميمي، رئيس تحرير برنامج "البيت بيتك" سابقًا، والمخرج محمد السعدي. وأضافت المصادر أن مهام الأسماء الجديدة رسم الخطط الاستراتيجة للقناة، والإشراف على صناعة المحتوى وتطويره بقناتي "دي إم سي العامة"، و"دي إم سي نيوز".