بعد غلق عدد كبير من الصحف الورقية العالمية والمصرية، نظرا لتزايد الأعباء الاقتصادية ونقص أعداد توزيعها، تزايدت المخاوف على مستقبل المهنة، وتوالت التنبؤات بأن النسخ الورقية مهددة بالانقراض، وإحلال المواقع الإلكترونية محلها، وانهالت التساؤلات عن «ماذا لو جاء يوم ما وأصبح العالم وعلى رأسه مصر بلا صحافة ورقية؟» لكن الخبراء كان لهم رأي مختلف في ذلك. صعب الحدوث تقول "حنان يوسف" عميدة كلية الإعلام بالقرية الذكية إن توقع اختفاء الصحافة الورقية في مصر تخيل صعب حدوثه، مشيرا إلى أن الصحافة الورقية ستظل وسيلة إعلامية، لكنها ستتأثر مبيعاتها بما يواجه العالم من تطور تكنولوجي حديث، موضحة أنه ستوقف صحف ورقية إصدارتها، لكنها لن تختفي نهائيا. وتابعت "يوسف": للصحافة الورقية جمهورها الخاص، فالوسائل الإعلامية الحديثة لم تلغ الوسائل السابقة لكنها تتأثر، كما حدث مع الراديو عند ظهور التليفزيون، وكذلك التليفزيون مع ظهور السوشيال ميديا، فكل وسيلة تتأثر ويقل عدد جمهورها بالوسائل الحديثة، ولكنها لم تختف، وسيظل لها جمهورها الخاص. مصير الصحافة الورقية وعن مصير الصحافة الورقية المصرية، تقول عميدة الإعلام الأمر أكثر صعوبة وتعقيدا في مصر، نظرا للظروف الاقتصادية التي تواجه البلاد، وارتفاع سعر الدولار، وبالتالي ارتفاع تكلفة أدوات المهنة، منوهه إلى أنه ستواجه عدد كبير من الصحف أزمة الإفلاس ثم التوقف نهائيا، وستتراجع الصحافة الورقية بشكل كبير لكن لن تختفي كوسيلة. نصائح ووجهت أستاذة الإعلام عدة نصائح لصناع المهنة، بالانتباه وطرح آليات جديدة للعمل، والبحث عن قراء جدد، ووضع أطر مختلفة لشكل الصحافة الحديثة، إلى جانب تطوير الأداء لتقليل الخطورة، فضلا عن تحقيق الجدوى الاقتصادية، على أن يراعي أن تكون مؤسسات الصحافة الورقية اقتصادية لها جدوى. تكتلات وتجمعات واستبعد حسن علي، رئيس قسم الإعلام بآداب المنيا، اختفاء الصحافة الورقية في العالم بصفة عامة ومصر خاصة، موضحا: هناك اتجاهات لمنع اختفاء الصحافة الورقية في مصر والعالم، على رأسها تفعيل تكتلات واندماجات بين عدد من الصحف الورقية كشركة مساهمة تصدر جريدة قوية قادرة على المنافسة الشرسة للمواقع الإلكترونية، بتكلفة وشبكة توزيع جيدة، كما حدث في القنوات الفضائية، إلى جانب تدريب عدد كبير من الصحفيين على تحويل مهاراتهم الإلكترونية والفصل بين المحتوى الإلكتروني والورقي، وبالفعل بدأت أمريكا وإنجلترا الاتجاه بشكل كبير لذلك. تناقص الأعداد وتابع: تناقص أعداد توزيع الصحف من 4.5 ملايين نسخة يوميا إلى 700 ألف فقط نكسة كبرى على الصحافة الورقية، وعلى رأسها الصحف الحكومية بعد أن قل أعداد توزيع الأم الكبرى لها "الأهرام" من 1.5 مليون إلى 200 ألف فقط، كل ذلك يمثل نكسة على الصحافة الورقية، معللا ذلك بسببين أحدهما عالمي بانتشار مواقع السوشيال ميديا، وآخر مصري لظروف اقتصادية تمر بها البلاد كان لها دور في رفع أسعار الورق والأحبار.