كان هاتفى لا يكف عن الرنين أيام الانتخابات الرئاسية كى أدعمهم وأقف معهم ضد طوفان «أحمد شفيق» خاصة في مرحلة الإعادة.. لكنهم دائما كانوا يوفون بنصف عهودهم معى.. حتى أنهم أعطونى نصف ما اتفقنا عليه من أموال قبل الانتخابات وأكلوا عليا النصف الآخر عندما وصلوا للحكم.. وطبعا علشان المرء اللى زيى لا يُلدغ من جحر مرتين كنت مُصرا على أن أحصل على المبلغ كاملا عندما طلبوا منى أن أستعطف الشعب مع الشرعية بتاعة «محمد مرسي» قبل ثورة 30 يونيو.. وبالفعل حصلت على خمسة ملايين جنيه كاملة لكننى هذه المرة طلبت منهم تحويلها على رقم حسابى بأحد البنوك الأجنبية وطبعا قلت يافكيك ولم أعد إلى مصر إلا وهم في السجون لا يستطيعون حتى لقائى.. وهكذا انا وقيادات الإخوان مثل القط والفار على طول الدوام. مؤخرا وبالتحديد منذ أسبوع بدأت ألحظ من يرقب تحركاتى من مكان لمكان.. فقررت أن أبقى في منزلى لمدة ثلاثة أيام لا أبرحه وأعددت أسلحتى لمواجهة أي خطر قادم من الخارج. في صباح اليوم الرابع وقبل خروجى من البيت وجدت من يضغط على جرس الباب فنظرت إلى كاميرات المراقبة الخفية الخاصة بمنزلى فوجدته شابا نحيلا ذا لحية خفيفة وملامح هادئة ففتحت الباب وقلت له: أؤمر قال: أنا من طرف الباشمهندس خيرت الشاطر قلت: خير إن شاء الله قال: الباشمهندس بيقولك شكرا على الندالة ياعم أبو طقة.. وعموما حلال عليك الخمسة ملايين قلت: دا حقى ماهم أكلوا عليا نص فلوس الانتخابات قبل كدا قال: عموما اللى فات مات واحنا ولاد النهاردة.. الباشمهندس هيكلمك حالا من تليفون الثريا لأنه مش متراقب قلت: الثريا تااااااااانى؟! قال: اتفضل معاك أهه وكعادته خيرت الشاطر قال لى إزيك ياراجل ياندل قلت: أنتم بتستخدموا الثريا تانى برضو؟ مش خايفين من قضايا التجسس اللى جاتلكم بسببه؟! قال: دا محمد مرسي الغشيم هو اللى فضحنا.. إحنا بنستخدمه في اتصالاتنا الخاصة جدا لأنه مش متراقب قلت: لكن دا بيدخُل لغاية السجن إزاى ياهندسة؟! قال: خليك في كوزك لحد مانعوزك قلت: دا انا بسألك وأنا عارف الإجابة يا بنى آدم.. هو انت ناسى بتكلم مين ولا إيه؟! هات ما عندك علشان الشاب اللى انت باعتهولى دا شكله كدا ما أكلش من أسبوع قال: شفت النظام بتاعكم بيلعب بينا إزاى؟! قلت: أنا اللى أعرفه انكم واخدين عشروميت إعدام وماحدش منكم عايز يموت لغاية النهارده.. يعنى أنتم والنظام بتلاعبوا الشعب اللى احتار فيكم أصلا قال: هما عايزين يتصالحوا معانا وكل يوم بتجيلنا مراسيل قلت: طب إيه.. ماتتصالحوا وتخلصونا قال: ماشى ياعم إحنا موافقين على المصالحة بس بشروط قال: بصراحة ياعمنا إحنا اتقلبنا عالآخر.. أخدوا فلوسنا وقفلوا شركاتنا.. حتى المنتجعات اللى كنا بنقضى فيها الإجازات بتاعتنا أخدوها.. طب تقدر تقولى هنعيش إزاى بغد خروجنا من هنا؟! قلت: يعنى عايزين الفلوس ترجع والمشاريع والمنتجعات! قال: الله يفتح عليك.. بس أنت طبعا مش هتقول كدا.. هتقول إن قيادات الإخوان موافقون على المصالحة بشرط رجوع مرسي للحكم وإعادة الانتخابات البرلمانية والنقابات بمشاركتنا! وبعد كدا تقترح انت بقى أنهم يرجعولنا الفلوس والذي منه وإنك قال إيه هتقنعنا بكدا وإحنا هنوافق علشان بنسمع كلامك! قلت: طب ومحمد مرسي هيوافق؟! قال: يتحرق مرسي واللى جابوه ع الكرسى!