منذ أيام، وبالتحديد عقب صلاة الجمعة الماضية جاءتنى مكالمة هاتفية من رقم خاص، وكان على الطرف الآخر صوت يقول لى "ماكانش العشم ياعم أبو طقة".. قلت "وإنت مين ياسيد عمك أبو طقة؟!" فقال لي: أنا اللى كنت حبيبك، وأنت خليت بى في عز الأزمة! قلت: طب وحياة أبوك هات من الآخر، وقول إنت مين علشان أنا خارج من صلاة الجمعة، وجعان طحن! قال: يعنى إنت عايزنى أصدق إنك بتصلى ياعم أبو طقة.. دا إحنا دافنينوا سوا ياراجل يافشار! قلت: طب ربنا يسامحك.. هتقول إنت مين، ولا أقفل السكة ؟! قال: أنا بكلمك من تليفون "الثريا" والمفروض إنك عارف إن مش أي حد معاه تليفون الثريا ياعم الشيخ ! قلت: آه أنا كدا هرشت مين معاى.. أكيد إنت واحد من قيادات حماس أو واحد من قيادات الإخوان ! قال: حماس والإخوان لا ينفصلون عن بعض.. كلنا أبناء جماعة واحدة وإنت عارف كدا ياعمنا ! قلت: طب ها.. مين معاى بقى ؟! قال: أنا الباشمهندس خيرت الشاطر يابنى آدم ! قلت: يوووووووه.. حبيبى الغالى.. هو إنت لسه عايش؟! قال: عايش ياسيدى للأسف.. شفت البهدلة اللى إحنا فيها ياعمنا.. نهون عليك تسيبنا كده في الوقت الذي نعتبرك فيه كبير المصريين ؟! قلت: ما باليد حيلة ياصاحبي.. الولاد اللى بيحكموا مصر حاليا ملهمش كبير يابا ! قال: علشان تعرف الفرق بين حكم الإخوان المسلمين وحكم العسكر الكفرة الفجرة ! قلت: عيب ياباشمهندس تكفر الناس، وثانيا العسكر اللى مش عاجبينك هما اللى حمونا من أطماعكم.. هو إنت ناسى إنكم كنتم ناويين تسرقوا البلد ولا إيه ؟! قال: عموما مش موضوعنا ياعمنا ! قلت: لا ياسيدى هو دا موضوعنا.. أنا ليا عندكم نص مليون جنيه بتاعة الحملة الانتخابية ل"مرسي" أكلتوها عليا.. ولا إنت نسيت ؟! قال: أنا كنت ناوى أديهالك وحياة الأخوة اللى بيننا.. لكن الانقلاب اللى حصل هو اللى منعنى ! قلت: ياراجل حرام عليك.. دا أنا طلبتها منك 200 مرة وإنت تقولى مرسي نجح بحب الناس مش بحملتى الانتخابية.. عموما آدى الناس حبستك إنت ومرسي والمرشد مع بعض علشان ترتاح ! قال: عموما ياعمنا اللى فات مات.. ونحن نريد أن نبدأ صفحة جديدة معك ومع الشعب كله ! قلت: ياسيدى عندما تتخلصون من أحكام الإعدام التي تحيط بكم ساعتها نتكلم معا في موضوع الصفحة الجديدة ده ! قال: ماهو البركة فيك ياعمنا! قلت: إزاى يعنى؟! قال: كلنا نعرف إن علاقتك ب"السيسي" حلوة، وأن أعضاء المجلس العسكري يكنون لك كل الاحترام والتقدير منذ أن كنت تناضل على الجبهة في حرب الاستنزاف، وتأتيهم كل يوم برأس جندى إسرائيلى.. دا تاريخ بطولى لك ياعمنا لا أحد يستطيع أن ينكره في مصر والعالم العربى ! قلت: طيب هات من الآخر وبلاش شغل الألابنده بتاع المشايخ ده ! قال: الزند ياعمنا ! قالت: ماله الزند.. دا لسه ماسك مالوش أسبوع ! قال: الزند هيشنقنا واحد واحد.. أنا عارف ! قلت: لكنكم حصلتم على أحكام بالإعدام قبل أن يأتى الزند وزيرا للعدل ! قال: هذه الأحكام لن تنفذ زى ما إنت عارف.. لكن وجود الزند وزيرا للعدل في ظل وجود أحكام مسبقة بالإعدام ستجعله يسارع بتنفيذها.. دا هو السبب في اللى إحنا فيه ياعمنا ! قلت: طب وما هو المطلوب منى حاليا ؟! قال: تجيب لنا رأس الزند مقابل خمسة ملايين جنيه ! قلت: أنا بطلت شغل الشقاوة من زمان وإنت تعلم ذلك.. وثانيا المستشار الزند دا صديقى يابنى آدم.. يعنى لا أبيعه لك ولو دفعت 5 مليار ! قال: أنا كنت عارف إنك هتقول كده لأنك صاحب صاحبك دائما ياعمنا ! قلت: طب هات من الآخر وماتاكلش بعقلى حلاوة ! قال: إحنا فكرنا كتير.. ووجدنا أنه لا مفر من قبول المصالحة مع النظام الجديد.. واتفقنا أن تقوم إنت بتلك المهمة لتعرض عليهم طلباتنا باعتبارك صديقًا للطرفين وكل المصريين يقدرونك ويحترمون كلامك ! قلت: لاااااا ياااااااراااااجل.. بقى أنتم اللى ليكم طلبات.. طب اعتبر إن النظام مش موافق.. وأنا اللى بقولك كدا لأننى عارف رد السيسي على أي مساومات من هذا النوع ! قال: أنا كنت عارف الرد ده بس بستهبل معاك شوية ياعمنا ياحبيب الكل.. إذا فلتعتبر إننا قبلنا المصالحة دون شروط..المهم أن نخرج من هنا قبل أن يبدأ الزند عمله ! قلت: أنا أعلم أن النظام لم يعرض عليكم المصالحة ولن يعرض.. والشعب أيضا يرفض ذلك بقوة ! قال: من الآخر ياعمنا إحنا عايزين نخرج من هنا لأن كل حيلنا قد انتهت ولم يتبق أمامنا سواك فأنت عم الكل ياعمنا ! قلت: 5 مليون دولار.. علشان أبدأ التفكير في خطة تجعل النظام يعفو عنكم بقرار رئاسي.. لأن القضاء لن يرحمكم وهكذا قال المستشار الزند ! قال: دا كتير ياعمنا.. هندفع 5 ملايين لكن بالجنيه المصري.. وسيكونون في منزلك بعد غد الأحد بشرط أن تأتينا بخبر يقين ! قلت: أنا لا أضمنكم.. الفلوس أولا ثم يبدأ التنفيذ.. وتوضع في حسابى ببنك ألمانيا الدولى حيث سأسافر غدا لاستلامها ثم ألتقى بالرئيس السيسي هناك على انفراد قبل أن يعود لمصر.. فهو عندما سيعلم أننى بألمانيا سيصر على لقائى خاصة أن المستشارة "ميركل" صديقتى وأنت تعلم ذلك ! قال: ونحن موافقون ياعمنا سيكون المبلغ موجودا بالبنك بعد غد.. لكن هل يقبل الزند ذلك ؟! قلت لا تقلق.. سأتحدث أنا مع المستشار الزند غدا قبل سفرى لألمانيا للقاء السيسي.. حط في بطنك بطيخة صيفى ! قال: ياعم أبو طقة إحنا عارفين إن كل اللى حصل فينا "حمادة" واللى هيعمله الزند فينا "حمادة" تانى خالص ! قلت: لا تقلق ياصديقى وبلغ سلامى ل"محمد مرسي" ! قال: هو حد ودانا في داهية غير محمد مرسي الله يحرقه ! قلت: طب يلا بقى سلام ! قال: وحياة أبوك ياعمنا.. لا تنسى أن تلهى الزند عنا حتى تنتهى من مهمتك.. مش هوصيك ! قلت: أوك يامان يللا باى ! بعد أن أنهيت المكالمة أعددت حقائبى وسافرت إلى ألمانيا ويوم الإثنين السابق استلمت الخمسة ملايين حنيه وقمت بتحويلهم لفرع البنك في "الكونغو" حيث ركبت أول طائرة متجهة إلى هناك؛ لأقضى شهور الصيف في قصرى بجوار شلالات "النياباها" وأكتب لكم مادار.. وأعرفكم أن حق أبو طقة لا يذهب هدرا.. فكما نصب عليا الإخوان في نص مليون جنيه أثناء الانتخابات الرئاسية نصبت عليهم أنا في خمسة ملايين جنيه والبادى أظلم !