لم يخطر ببال دولة الاحتلال قط أنها ستخرج من أرض سيناء التي احتلتها، واعتبرت أنها ستظل بها إلى الأبد، إلا أن معاهدة السلام قلبت الموازين وأجبرت الصهاينة على الانصياع لمصر والخروج منها غصبًا بلا عودة. 1- تدمير المنشآت الغل والحقد الإسرائيلي جعل الصهاينة يدمرون كل ما تقع عليه أعينهم في سيناء قبل الخروج منها باستثناء بعض المنشآت التي سلمتها لمصر بحالة جيدة بموجب اتفاقية السلام بين البلدين. وخلال الاحتلال أسست إسرائيل عددا من المستوطنات التي كان الخروج منها له شعور المرارة والأسى من قبل الإسرائيليين الذين عاصروا تلك اللحظات وما زالوا يتذكرونها حتى اليوم. 2- إخلاء المستوطنات ومن بين تلك المستعمرات مستعمرة "عوفيرا" في شرم الشيخ في جنوب شبه جزيرة سيناء، وهي أراضٍ مصرية كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي من 1967-1982 وكان استيطان عوفيرا قد بدأ عام 1969. وكذلك مستوطنة "ياميت" كانت قرب رفح في شمال سيناء، أجلي منها سكانها من بدو سيناء لإنشاء مستوطنة إسرائيلية أخليت لاحقًا، وتقع اليوم قرب قرية أبو شنار، وكانت هناك مبادرة لإنشاء مدينة الفيروز تبنتها جريدة الأهرام في الثمانينيات. 3- صراع عنيف وأخلت إسرائيل جميع المستوطنات التي أسستها في سيناء وأبرزها "ياميت" وتم إخلاء المدينة وهدمها، وأخلى معظم سكان المكان مساكنهم بإرادتهم قبل موعد الإخلاء، إلا أنه على إثر تحصن نشطاء من اليمين داخل بيوتهم، دخلت عملية الإخلاء إلى صراع عنيف بين قوات الإخلاء وبين المتحصنين، وقاد عملية الإخلاء حينها من كان يشغل منصب وزير الدفاع، آرئيل شارون. 4- حرق المحاصيل وفي ضوء رد الفعل العنيف من جانب المستوطنين، فقد دمروا كل المنازل المقامة والبنية التحتية في المستوطنة، وأحرقوا كل المحاصيل الزراعية التي كانت موجودة هناك، بعد قرار تسليمها إلى السلطات المصرية بموجب اتفاق السلام. 5- بكاء وعويل من فرط الصدمة التي أصابت الإسرائيليين نتيجة قرار طردهم من سيناء، انتاب الإسرائيليون حالة من البكاء والعويل بشكل هيستيري، وأقاموا الصلاة هناك بعد علمهم بالقرار، وبعضهم كان يكتب على الأنقاض عبارات تعبر عن الحسرة.