سادت حالة من الجدل الشديد والتخوف لدى الكثيرين من محصلي شركات الكهرباء، وخصوصًا بعد توعد عدد كبير من المواطنين لهم حال مرورهم على المنازل لطلب قيمة فواتير الكهرباء وذلك بعد ارتفاع أسعارها مؤخرًا، وما زاد من تخوفهم سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي منهم وتوجيه بعض النقد لعملهم. التقت «فيتو» بعدد من محصلي الكهرباء بشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، للوقوف على كيفية تعاملهم مع المواطنين نهاية الشهر الجارى أثناء التحصيل بعد الزيادة، وخطتهم للتعامل مع المواطنين لحظة انفعال أي شخص ورفضه دفع الفاتورة. التعريفة الجديدة وأكد أحمد كمال محصل بالشركة بمنطقة الشروق، أن قرار رفع الشرائح ليس له علاقة بشركة أو بوزارة ولكن سياسة دولة وضعتها لهيكلة الدعم ويجب على المواطنين أن يدركوا ذلك جيدًا، قائلًا: «ليس لنا ذنب لكي نحصد الاضطهاد أو الانفعال من قبل المواطنين، شغلتنا التحصيل والمواطن لازم يتعامل على أنني أخ له وأقوم بواجبي في عملي». أضاف: «ثقافة كل منطقة تختلف عن أخرى في التحصيل، فهناك مناطق ذات طبقة عالية ومستوى عال من الفهم والتعليم وبالتالي لم أواجه فيها مشكلات فالمشتركون في تلك المناطق يدركون حساب الشرائح وحجم ما يستهلك وتعاملهم رقيق في حين تصل المشكلات ذورتها أحيانًا في المناطق الشعبية لطبيعة تعليمهم وظروفهم الاجتماعية». بلاش تربية الكلاب ولم تفارق المواقف الكوميدية المحصل أثناء عمله في التحصيل فيقول محصل آخر: «في يوم من الأيام توجهت إلى أحد العمارات السكنية في الحي العاشر دور أول لتحصيل قيمة الفاتورة من أحد المواطنين وفجأة رأيت كلبًا داخل منزله وهو ما أصابني بالذهول وكنت حريصًا مع المشترك في التعامل»، قائلًا: «بلاش تربية كلاب في الشقة أو إبعادهم بعيدًا حتى نتمكن من العمل». وتابع: «لم أتوقع أن مهنتي ستتحول إلى مشقة بعد ثورة يناير وزادت صعوبتها بعد تطبيق خطة رفع الدعم عن الشرائح والتي بدأت في 2014 والتي حولتها إلى شبه حيطة ثقليه غير قادرين على إزاحتها». احنا اخواتكم وتركت الأفيهات الساخرة المتدوالة على مواقع التواصل الاجتماعي أثرًا نفسيًا على محصلي الكهرباء فيقول محصل آخر: «حرام احنا زي اخواتكم فلما كل هذا.. احنا زيكم على فكرة وبندفع زي ما انتوا بتدفعوا». مش بنلعب كاراتيه وعبر المحصلون عن اندهاشهم عما يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي عن لجوئهم إلى تدريب الكاراتيه للدفاع عن أنفسهم من المواطنين أثناء تحصيل الفواتير قائلين «مش بنلعب كاراتيه.. وهناك تعليمات بضبط النفس والبال الطويل مع المواطن الرافض للفاتورة.. فإذا اعترض على سدادها نحاول دائمًا بأقصى الطرق إفهامه بأن القيمة جاءت عالية لاستهلاكه العالي وإذا رفض ننصحه بالتوجه إلى الشركة التابع لها لمعرفة قراءته الصحيحة إذا كان غير مقتنع بالفاتورة، مستطردين «أخذ الحق حرفة.. ولو مش عملنا كدا التحصيل هيكون ضعيف وهيؤثر على نسبتي في التحصيل والحافز». وطالب المحصلون وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، بإعلان الزيادة المقبلة في فصل الشتاء وليس صيفًا لقلة الاستهلاك وذلك حتى لا نتعرض إلى مشادات كلامية مع المشتركين. روح للشركة ووجه المحصلون في نهاية الحديث رسالة إلى كل مشترك نصها «لو فاتورتك جاءت مرتفعة روح الشركة التابعة وهيجليك فني يشوف العداد بيقرا صح ولا لا.. لو صح هتدفع ولو فيه عيب فني هتعرف استهلاكك من الفرع التابع له.. وادفع فاتورك أول كل شهر بلاش تتراكم».
