تشتهر قرية «بدهل» التابعة لمركز سمسطا ببني سويف، بأنها أكبر منطقة لزراعة النباتات الطبية والعطرية على مستوى الجمهورية، وتصدر نحو 700 طن من تلك النباتات سنويًا، لدول الاتحاد الأوروبي لاستخدامها في صناعات الأدوية ومستحضرات التجميل والعطور، ويعانى مزارع تلك النباتات بالقرية من «البيروقراطية» التي تهدد بوقف التصدير، وتعرض المزارعون لدفع غرامات مخالفة التعاقدات. يقول محمد بكرى، رئيس مركز سمسطا، إن قرية «بدهل» هي أكبر قرية تزرع النباتات الطبية والعطرية على مستوى الجمهورية، بجانب قرية «منشأة أبومليح» التي تشاركها في هذا النوع من الزراعات، ويبلغ عدد سكانها 70 ألف نسمة وتشتهر بهذه الزراعة منذ أكثر من 25 عامًا. وقال عصام صابر عباس، صاحب شركة تصدير للنباتات الطبية والعطرية، إنه يزاول هذا النشاط منذ 25 عامًا كتاجر محلي لمكاتب التصدير في القاهرة والإسكندرية، وحاليا يزرع 50 فدانا ويتعاقد مع المزارعين على 300 أو 400 فدان، حيث ينتج الفدان 3 أطنان سنويًا معدة للتصدير ويتم تصدير700 طن من النباتات المختلفة. وأضاف أن النباتات تتعرض للتلوث بالأتربة والرطوبة بسبب عدم موافقة الزراعة على بناء مخازن لهذه النباتات علمًا بأن وزير الزراعة أصدر قرارا بشأن إقامة مخازن ومشاريع تخدم الأرض الزراعية عام 2007 ولم ينفذ في المحافظة خاصة أن صناعة وزراعة النباتات الطبية هي أمل بني سويف في خلق فرص عمل لأبناء المحافظة وبسبب البيروقراطية يتم إعاقة هذه الصناعة. وأشار جابر عاشور فلاح، إلى أن القرية تشتهر أيضا بزراعة النعناع والبقدونس والشيح، بالإضافة إلى أن قرى بني حلة وبدهل عموما متخصصة في هذه الزراعة وتوفر فرص عمل للشباب ولديها معوقات وهي عدم وجود أماكن ليتم فيها غربلة النباتات المجففة؛ بسبب تعنت المسئولين ومنع إقامة مناشر لتجفيف المنتجات بحجة عدم تبوير الأرض وأعطونا الموافقة على مساحة 113 مترا فقط لمخزن يخدم 7 أفدنة. ولفت إلى أنه تم توقيع اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي منذ عام 2000 م لمنع استخدام المبيدات الحشرية واستخدام المبيدات العضوية بدعم من الاتحاد الأوروبي وللأسف لم يتم تنفيذ هذه الاتفاقية وأثر ذلك فى عمليات التصدير لرفض دول الاتحاد الأوروبي قبول الصادرات الزراعية المستخدم فيها المبيدات الحشرية ونقوم حاليا بتصدير أعشاب جافة غير معاملة بالمبيدات. وقال فرج زيدان مبروك، مزارع: «أعمل في هذه المهنة وأنا عندى 7 سنوات ولم أكمل تعليمى وتعلمت هذه الزراعة وعملت بها لكى أعول أخوتى وهى مهنتى ورزقى وأنا الآن متزوج ولدى 5 أولاد أعولهم من هذه المهنة أيضًا، وأنا صنايعى غربال واشطف وأجهز النباتات الطبية والعطرية للتنظيف من الأتربة والشوائب لذا نطالب الدول بتوفير مقومات الزراعة لتعطى فرصة للعمالة المصريو وتزيد من الدخل». وقال حنا غبور حنا، مزارع: «ازرع "الشيح" منذ زمن طويل ويدر الفدان عائد قدره 7 آلاف جنيه في العام وإيجار الفدان ألفى جنيه، ومراحل الزراعة تتم بعد حرث الأرض وتجهيزها وزراعتها بالنبات ومعاملتها بالسماد حتى النضوج ثم مرحلة قطف النبات ثم مرحلة التجفيف ثم البيع للمصانع للتجفيف بالمناشر». وأشار هشام صابر، فني بشركة تصدير، إلى أن المصانع تقوم بعد ذلك بإجراء عمليات الجرش والتكسير ثم عمليات الشطف من السيقان الطويلة ثم التقطيع وتحجيم الورقة ثم عزل السيقان المتبقية من الورقة عن طريق مكتب الغربلة وعزل الأتربة المتبقية من المنتج ثم عمليات التعبئة النهائية للمنتج ثم تعبئتها للتصدير. من جانبه أكد محافظ بني سويف المهندس شريف حبيب، أن المحافظة تسعى لأكبر استفادة من هذا النوع من الزراعات، حيث اتخذت خطوات مهمة نحو إنشاء مجمع صناعي متكامل لإنتاج الأدوية والعطور ومستحضرات التجميل من النباتات الطبية والعطرية، بالإضافة إلى الصناعات الغذائية القائمة على محاصيل الخضار والفاكهة، والذي سيحدث نقلة كبيرة في مجالات عديدة أهمهما زيادة الدخل القومي من العملات الصعبة وفرص العمل والتنمية الشاملة التي ستعود على المنطقة بأكملها. وأضاف "حبيب" أن المحافظة اتخذت مجموعة من الخطوات العملية على مدى أكثر من 6 أشهر لإنشاء هذا المجمع الصناعي على مساحة 414 فدانًا غرب مركز إهناسيا بداية من الدراسة التي أعدتها المحافظة وقام المحافظ بعرضها على وزير الصناعة ثم لقائه مع رئيس هيئة التنمية الصناعية لبحث متطلبات تنفيذ المشروع، خاصة أن بنى سويف تستحوذ على نسبة 40% من إجمالى صادرات مصر من النباتات الطبية والعطرية، وتتمتع بميزات نسبية كبيرة مثل المقومات المناخية والأرض المناسبة لإنتاج الكثير من هذه المحاصيل، وقرب المحافظة من أسواق التصدير ووجود شبكة طرق إلى موانئ البحر الأحمر.