5 أكتوبر 1973..يوم تجلت فية مصر بثقلها علي العالم..وتجمعت علي أرضها خيوط الشمس تطهرها من دنس الهزيمة ..أجواء الأيام المباركة كانت تظلل ليلها، ودعاء الصائمين نهارا كان يتبتل إلي الخالق أن يتقبل الصوم ويحرر الارض. في هذا اليوم كانت مصر علي موعد مع أصعب الأيام وأثقلها علي قلوب الرجال علي الجبهة، وفي مقر القيادة العامة للقوات المسلحة..وأجهزة المخابرات ..ففي هذا اليوم كانت نتيجة الاختبار الصعب ليكشف عن نتيجة السؤال الأصعب في تاريخ مصر .هل ابتلع العالم خطة الخداع ام أن هناك شيئا في الأفق يمكن ان يفسدها ؟؟ 5يونيو 1967 ..هزيمة وقعت علي الشعب المصري كالصاعقة، وخرج الرئيس عبد الناصر ليعلن تحمله المسئولية ..ومع مرحلة الصمود ..كان الشعب لايقبل إلا الثأر والكرامة ..دفعنا الغالي من الأرواح الطاهرة علي الجبهة في معارك الاستنزاف ..ورحل ناصر لتدخل مصر مرحلة جديدة من المواجهة، كان الشعب ينتظر لحظة العبور إلي الضفة الشرقية، ويري أن أي قرار بخلاف الانتصار هو انتحار ..كان الجيش يعلم جيدا أنه ضحية قرار سياسي ومؤامرة دولية ..ولكن الجماهير التي تغلي من مرارة الهزيمة كانت تريد أن تري سيناء حرة ..عاشت مصر سنوات تغطيها سحب العار ..وكانت القيادة العسكرية والسياسية تدير معركة من أشرس المعارك في الاستعداد ليوم الحسم. وجاءت لحظة استرداد الكرامة وعبر جنودنا القناة وسجلوا أروع وأهم انتصار عسكري في تاريخ العسكرية المصرية في السادس من اكتوبر 1973، ومابين الأمس واليوم وقعت أحداث وتكشفت أسرار ..لم يكن أحد يعلم أن مصر كانت غارقة في سبات عميق، ولا أحد كان يتوقع ان تقوم الحرب ..ونظرة الي يوم 5 اكتوبر 1973 تعطيك احساسا بل يقينا بان مصر لن تدخل الحرب ابدا وان كل البيانات التي تخرج من القيادة السياسية لم تكن سوي استهلاك محلي لتهدئة الجماهير . كان المطلوب إظهار ضعف مصر اقتصاديا وعدم قدرتها على الهجوم وان حل الأزمة يجب ان يكون سلميا..وذلك من خلال اظهار الازمات في السلع الاستهلاكية مثل نقص اللحوم في الاسواق . استطاعت خطة الخداع الاستراتيجي التي وضعها جهاز المخابرات العامة والمخابرات الحربية ..ان تجعل من يوم 5 اكتوبر يوما نموذجيا لتدرسه كل اجهزة المخابرات العالمية ..كيف يمكن ان يخفي جيش يجهز آلاف الجنود للعبور ..ويكون يوم 5 اكتوبر هو البروفة النهائية فقد كان الجيش يقوم بمناورة علي الجبهة اعتاد ان يقوم بها كل فترة قبل ان يقوم بفض التعبئة علي الجبهة لتظهر صور الجنود حتي ظهر يوم المعركة وهم يتسامرون . يوم صعب كان جهاز المخابرات العامة يدشن لأن تكون مصر في موات تام ..السينما لاتتحدث عن الحرب بل تعرض افلاما ساذجة مسلية ..الاغاني تتحدث عن الحب واللوعة والبكاء علي الحبيب . كانت الخطة تقضي بأن يبتلع العالم الطعم وقد كان ..فكيف يمكن ان تقوم بلد بالحرب ووزير خارجيتها يحدد ميعادا مع الرئيس الامريكي ..وكيف تقوم بلد بالحرب وجنودها يستعدون لاداء العمرة ..كيف يمكن ان تقوم بالهجوم علي العدو وكل الاهتمام ينصب علي صناعة الزبيب من العنب والرشاقة وازمة الاهلي المالية . 5 اكتوبر هو يوم الانتصار الاول ..هو يوم الانتصار علي اقوي اجهزة المخابرات في العالم ...عندما غرق العدو الي اذنيه في اوهام القوة وغطرستها ويوم ان خرج المارد المصري الي الضفة الشرقية من عباءة السكون والضعف واللامبالاة ..مصر انتصرت علي الجبهة بدماء الشهداء الابرار ،وانتصرت علي هزيمتها باروع خطة خداع استراتيجي ..كان المطلوب ان تري الاقمار الصناعية الامريكية وطائرات الاستطلاع مصر جثة هامدة ..وقد كان ..وعندما تحركت اطاحت بغطرسة العدو و»مرمغت» كبرياءه الزائف تحت اقدام جنودها . وما بين 5 اكتوبر 1973 و5 اكتوبر 2012 تسع وثلاثون عاما ..رجال ضحوا بارواحهم لتحريرها وإخوان لايرون اي غضاضة او خزي في توطين الآخرين فيها او بيع اراضيها الي اي جنسية اخري .. فبدلا من ان تكون سيناء بوابة الحماية حولوها الي بوابة المقايضة والمجاملة لجماعة حماس واخواتها ..جاء الاخوان الي الحكم وتحولت المعابر والانفاق الي هبة او منحة الي الاخوة الحمساوية ..وخرجت تصريحات مكتب الارشاد وتوابعه لتؤكد ان سيناءوغزة» ايد واحدة»..فليس لدي مكتب الارشاد أي مانع من ان يتملك الاخوة في حماس اراضي سيناء وليذهب الامن القومي الي الجحيم ..وليس لدي خيرت الشاطر مانع ان تفتتح قطر منطقة حرة بين غزةوسيناء ليتم توطين الفلسطينيين فيها ..وليس لدي اسماعيل هنية مانع في ان تقوم ميليشيات حماس باقتحام بوابة رفح لتكون سيناء هي الوطن البديل وليس لدي وجدي غنيم أي غضاضة في ان تكون سيناء واحة خلفية للاخوة في حماس فالارض ارض الاخوان والبلد بلد مكتب الارشاد. 5 اكتوبر 1973 ..يناديكم ان تتذكروا دماء الشهداء علي ارض سيناء ..فطوبي لمن حررنا من خزي الهزيمة ..والف عار لمن يريدونها اسيرة علي شريعة مكتب الارشاد .