استجابت الأممالمتحدة لطلب السعودية بحذف اسم التحالف العربي من لائحتها السوداء، وهو ما دفع جهات حقوقية إلى اتهامها بالتلاعب السياسي، والاستسلام إلى الضغط السعودي. أعلنت الأممالمتحدة أنها ستحذف اسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن من لائحتها السوداء على خلفية مقتل مئات الأطفال في اليمن، في انتظار إعادة النظر في الوقائع. وكانت الرياض أصدرت رد فعل غاضب على تقرير للأمم المتحدة يتهم التحالف بالمسئولية بنسبة 60 في المائة عن 785 طفلا قتلوا و1168 قاصرا جرحوا العام الماضي في اليمن. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحد ستيفان دوجاريك، إن بان كي مون وافق على المقترح السعودي بإعادة النظر في الوقائع والحالات الواردة في التقرير بمشاركة التحالف. وأضاف "في انتظار نتائج إعادة النظر المشتركة، يحذف الأمين العام اسم التحالف من اللائحة المرفقة بالتقرير". غير أن السفير السعودي لدى المنظمة الأممية عبد الله المعلمي قال للصحافيين إن التحالف يرى أنه "تمت تبرئته"، معلنا أن التغيير الذي طرأ على اللائحة "نهائي وغير مشروط". وفي وقت سابق، طلب المعلمي من الأممالمتحدة أن "تصحح على الفور" تقريرها، وألمح إلى أن نشره قد يسيء إلى مفاوضات السلام الجارية في الكويت بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين. ومنذ 21 أبريل، يخوض طرفا النزاع في مشاورات سلام في الكويت برعاية الأممالمتحدة، دون تحقيق تقدم ملموس حتى الآن. وقال السفير السعودي إن نسبة 60 في المائة "مبالغ فيها كثيرا (...) نحن نطلب أن يتم تصحيح هذا التقرير على الفور حتى لا يتضمن الاتهامات الموجهة إلى التحالف والسعودية خاصة". والتقى المعلمي مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون لمناقشة اللائحة. وكررت الأممالمتحدة تحذيرها من "كارثة إنسانية" في اليمن حيث أسفر النزاع عن مقتل أكثر من 6400 شخص منذ آذار/مارس 2015. وتعليقا على القرار الأممي، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بان كي مون بالاستسلام للضغوط السعودية، مشيرة إلى أن الأممالمتحدة نفسها قد وثقت الضربات الجوية لقوات التحالف على المدارس والمستشفيات في اليمن. وقال نائب مدير المنظمة فيليب بولوبيون "بما أن هذه اللائحة تفسح المجال أمام التلاعب السياسي، فإنها تفقد صدقيتها وتلوث إرث الأمين العام في مجال حقوق الإنسان". و.ب/ ح.ز (أ ف ب) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل