أثناء اليوم وطوال الليل لا تتوقف صافرات سيارات الإسعاف عن الدوي هنا وهناك، تحمل جثث القتلى إلى مقر الطب الشرعي للتعرف على هويتها وقد تتعرض لطلقات نارية وذلك سط صراخ ونحيب الأهالي.. أنها السلفادور. تقف هيئة الطب الشرعي السلفادورية ضمن الصفوف الأمامية للحرب الدائرة هناك، والتي يعاني منها أكثر من ستة ملايين مواطن يعيشون في دمار دائم نتيجة الصراعات بين عصابات تهريب المخدرات للولايات المتحدةالأمريكية، التي نشأت في البداية بلوس انجلوس الأمريكية قبل أعوام، فضلا عن عمليات الجيش والشرطة لمكافحة تلك العصابات. "فرق الموت" التابعة لتلك العصابات المهربة للمخدرات تحترف قتل الأطفال والمراهقين، وسجلت الاحصاءات عام 2015 حدوث 104 عملية قتل بين كل 100 ألف نسمة وهو معدل يمثل زيادة بنسبة 67% مقارنة بالنسبة عام 2014 مما يجعل السلفادور ضمن تصنيف أكثر الأمم دموية. وتنفذ الشرطة هجمات ليلية على الكثير من المناطق السكنية في ظل محاولاتها ملاحقة العصابات فتعتقل العشرات من المواطنين الذين لا صلة لهم بالأمر لمجرد اشتباهها بهم، مما جعل المواطنين يفكرون كثيرا في الهروب خارج البلاد بعدما اصبحت تمثل لهم مكانا غير آمن للمعيشة. وجمعت فرق الأطباء هناك ارقاما تعد صادمة للجميع، حيث قُتِل نحو 2555 شخص في الفترة بين 1 يناير و18 مايو، إثر حوادث عنف بينهم 80% قتلوا بعد إطلاق النار عليهم وتتراوح اعمار 22% منهم ما بين 15 و19 عاما و20% آخرين بين أعمار 20 و24 عاما. وتشير التقارير إلى وجود ما يصل إلى 70 ألف فرد من أفراد العصابات النشطة في السلفادور ينتمون في الغالب لعصابة من الإثنين إما عصابة "مارا سالفاتروتشا" أو "سيلي 18" والتي نشأت في لوس انجلوس داخل السجون واسعة النطاق.