خلال جولة ل « فيتو» بعربات مترو الانفاق بخط حلوان- المرج لاحظنا تباينا شديدا فى الآراء.. يقول سيد إبراهيم- موظف بالشهر العقارى: يجب على كل المصريين التصويت ب «لا» على الدستور المقبل, لأنه لم يضع حدا أدنى أوأقصى للأجور,بل على العكس ,هذا الدستور يعصف بحقوق وحريات المواطنين, ويجعلنا أمام رئيس يؤسس لدولة بوليسية، كما فعل المخلوع مبارك, وأيضا هذا الدستور لم يشارك فيه فقهاء الدستور كالدكتور إبراهيم درويش الذى شارك فى وضع دستور تركيا. ويختلف معه الشيخ محمد يحيى - إمام مسجد - مؤكدا أن هذا الكلام يتشدق به الليبراليون الكفرة، الذين يحاولون إغراق المجتمع فى المعاصى والفجور، ولا يريدون للرئيس مرسى أن يتحرك قدما واحدة , وهم عازمون على إسقاط الرئيس, ولكننا سنتصدى لهم بكل ما أوتينا من قوة , واصفا الدستور المقبل بأنه أفضل الدساتير التى كتبت فى تاريخ مصر ويؤسس لوجود الأسرة والجماعة المسلمة ويقى المجتمع من شرور الفتنة والمعاصى ,مشيرا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تحمل الخير لمصر ولا تريد لها أن تغرق فى الفتن والذنوب , ولهذا فالدستور المقبل يجب أن يمر حتى نقى الرئيس مرسى من الحرج الذى هو فيه الآن جراء الإعلان الدستورى الذى أصدره,ليحمى البلاد من المتلاعبين بمستقبلها, وعلى رأسهم المحكمة الدستورية العليا . غير أن سميرة عبدالعال - موظفة بوزارة المالية - ترى عكس ذلك قائلة : إن الدستور المقبل يحول مصر لإمارة إخوانية, يكون الرئيس مرسى فيها الآمر الناهى دون رد لقراراته, ومن المستحيل ان يقبل الشعب بهذا, وأيضا لا أقبل بدستور يبيح تزويج الفتيات فى سن التاسعة من عمرهن , ويحدد لنا ما نرتديه وما نأكله , فهذه حرية شخصية وأرفض الدستور المقبل , لأنه لم يضع قانونا للتأمين الصحى حتى يعالج الناس على نفقة الدولة, وأصبحنا أمام نفس سيناريو مبارك من الفقر والجوع والمرض, ولا أر خيراً فى مرسى أبدا ما دام تابعا لمرشد جماعة الإخوان المسلمين . أحمد على - ذو لحية كثيفة , يدرس بكلية التجارة جامعة القاهرة- يري أنه يجب على كل المواطنين التصويت بنعم على الدستور المقبل،لأنه يعد أفضل الدساتير فى العالم ، حتى تنتهى المرحلة الانتقالية، ويستطيع الرئيس إدارة شئون البلاد دون وصاية من أحد , فهذا الدستور هو ما سيؤرخ لفترة بناء الدولة الإسلامية، وسيجعل مصر فخراً للعالم أجمع . وفاء شكرى - سيدة فى الأربعين من عمرها – تقول : سوف اصوت ب« نعم » للدستور المقبل حتى تستقر البلاد، ونجد لقمة العيش ونعيش فى أمان, فمظاهرات ميدان التحرير تجعلنا لا نخرج من بيوتنا ولا نكسب قوت يومنا, ولذلك سأقول نعم للإسلام والشريعة التى ينص عليها الدستور المقبل حتى نجد قوت يومنا . واختلفت معها نهى سعيد - طبيبة باحد المستشفيات الخاصة - بقولها : يجب على كل المصريين رفض الدستور المقبل والتصويت بلا فى الإستفتاء عليه وإلا فنحن نصنع ديكتاتورا جديدا, ونعطى لمرسى صلاحيات تفوق الحد وتجعله إلها على هذه الأرض, فكيف نصوت بنعم على دستور يجعل الرئيس يتولى كل شئون البلاد ويترأس كل مناصبها .. نحن لم نقم بثورة ونسقط نظام مبارك حتى يأتى مرسى وينفذ نفس سيناريو المخلوع. وأضافت: أرفض الدستور المقبل لأنه يعصف بحقوق المرأة وحريتها فى العمل,بل ويكبلها بقيود كثيرة تجعلنا نعود لعصور الظلام, فالإسلام كرم المرأة ولم يامر بتكبيلها والتنكيل بها,والدستورالمقبل لم ينص على حق المواطن فى العلاج على نفقة الدولة,فقد تضمن فى أحد مواده كفالة العلاج وليس إلزام الدولة به, بالإضافة لخلوه من مواد للعدالة الإجتماعية وتوزيع الأجور بالعدل وتوفير وظائف للشباب,كل هذا لم ينص عليه الدستور, فكيف نقبل بهذا الدستور بعد كل هذه العيوب ؟