هاجم المفكر الإسلامى الدكتور عبدالفتاح عساكر مروجى الفتاوى الشاذة والمثيرة للجدل والخلاف.. مؤكدا أنه لا أساس لها من الصحة، وأنه قد حقق بعضها وتأكد من أنها مطعون فيها، وتحدث فى حواره مع «فيتو» عن فتاوى «إرضاع الكبير» «ورجم الزانى» وشرب «أم أيمن» لبول الرسول «وقتل المرتد» واستند فى براهينه على القرآن الكريم مؤكدا أن كل ما يخالف السنة كذب وافتراء على رسول الله.. وإلى نص الحوار: ما هى أهم الفتاوى التى تسبب في الجدل بين الشيوخ؟ - فتوى قتل المرتد فهى بدعة فى دين الله، واعترف الأزهر الشريف،وهو أعلى مؤسسة دينية إسلامية فى العالم بأن المرتد لا يقتل، وأقرت بذلك لجنة العقيدة والفلسفة لأن أعظم ليبرالية هى ليبرالية الإسلام والتى تدعم حرية العقيدة.. قال تعالى «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، إنك لاتهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء»، .. أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم .. فلو تدبرت هذه النصوص القرآنية ستعلم أن الدين الإسلامى أعطى للخلق الحرية فى اختيار عقائدهم. ما رأيك فى فتوى إرضاع الكبير التى أثارت جدلا واسعا بين شيوخ الأزهر والفضائيات؟ - أعارضها بشدة، وكنت أول من هدم صنم إرضاع الكبير هذا الذى أعاده شيوخ السلفية أبو اسحاق الحوينى ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب ،ورددت عليهم فى كتابى لا رضاعة الكبيربدعة فى دين الله، كما ذكرت ذلك فى لقاءات تليفزيونية كثيرة، فيكف يعيدنا هؤلاء إلى الجاهلية؟ من أين جاء المنادون والمؤيدون للفتوى بصحة فتواهم؟ - إذا وجهنا سؤالا إلى بواب أو إلى استاذ جامعى نصه..هل تعتقد أن الرسول يخالف كتاب الله، فستكون إجاباتهم بالقطع واحدة وهى نفى مخالفته لكتاب الله، والرسول يبلغ الدعوة الإسلامية عن ربه بكل أمانة، وأبلغه الوحى بأن الرضاع يكون فى الحولين لمن أراد أن يتم الرضاعة ولم يأت بنص يفيد أن ترضع المرأة زميلها فى العمل ما يسمى بإرضاع الكبير. شيوخ السلفيين الذين ذكرت أسماءهم لهم أتباع كثيرون ويتأثرون بآرائهم وفتاويهم كيف ترى الأمر؟ - هذا خطر كبير على الأمة، وهم يجاهرون بذلك حتى أن الحوينى له حلقة منشورة على موقع يوتيوب يؤكد فيها أن فتوى إرضاع الكبير هى من حديث صحيح، وهى تمثل حالة خاصة، فكيف يذكر ذلك؟، وماذا تعنى حالة خاصة فى وجهة نظره؟ أذكر لنا مثلا لهذا الكلام المخجل؟ - شرح حديث من تعزى بعزاء الجاهلية فأعصفوه ولا تكفوا .. قائلا بأن الرسول الكريم يعلمنا ماذا نفعل مع من يفعل أفعال الجاهلية.. قائلا بأن نسبه ونشتمه بغير كناية، ويقول بأن معنى فأعضوه أى .. اذهب فأعرض ذكر أبيك.. فكيف يقول ذلك فى كتاب يدرس للطلبة فى جامعة الأزهر بل ويباع فيها؟ هل توجد فتاوى أخرى تنتقدها لأنها غير مستساغة أو تعتمد على سند ضعيف؟ - الكثير والكثير، ومنها شرب أم أيمن لبول النبى صلى الله عليه وسلم والتى قالها مفتى الديار المصرية الدكتور على جمعة، وهذا كذب وافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن النبى صلى الله عليه وسلم جاء ليحل الطيبات ويحرم الخبائث، وأقول له «ياشيخ على لو لم يكن بول النبى صلى الله عليه وسلم غير سام فإن هذا يعنى بأن كليتيه غير صالحتين لأداء وظائفهما.. وهذا حديث مزعوم وروايته لم تذكر فى كتب الحديث التسعة للبخارى ومسلم والترمذى والتلمسانى وابن ماجة وابن حنبل وغيرهم. ماذا تقول فى فتوى «رجم الزوانى» ولك رأى خاص فيها؟ - هى من ضمن الفتاوى المزعومة والمختلقة والتى ليس لها أساس من الصحة، فهى ليست من الإسلام فى شىء لأن عقوبة الزانى هى الجلد وليس الرجم كما جاء فى القرآن الكريم والذى لا تخالفه السنة النبوية الشريفة.