وكيل "خطة النواب": رئيس المركزى للمحاسبات لم يحضر للمجلس منذ 10 سنوات    وزير الدفاع يلتقى قائد القيادة المركزية الأمريكية    متحدث الحكومة يكشف المواعيد الجديدة لقطع الكهرباء خلال فترة الامتحانات: تبدأ غدا    وزير المالية السعودي: عجز الميزانية مقصود ولأهداف تنموية.. وسنواصل الإنفاق الاستراتيجي    نازحون يفرّون من رفح الفلسطينية تحت القصف: صرنا زي الطابة كل يوم في ملعب    نهضة بركان يستعيد مهاجمه أمام الزمالك    ضبط عاطل وراء سرقة مسجد بالشرقية    الكوميديا تسيطر على برومو فيلم بنقدر ظروفك لأحمد الفيشاوى    النيابة تصرح بدفن جثة سيدة دهسها قطار في سمالوط بالمنيا    كاتب صحفي: المقترح المصري للتهدئة في قطاع غزة حظى بردود فلسطينية إيجابية    «مهرجان التذوق».. مسابقة للطهي بين شيفات «الحلو والحادق» في الإسكندرية    نائب رئيس جامعة الأزهر السابق: تعليم وتعلم اللغات أمر شرعي    انطلاق قافلة طبية مجانية لمدة يومين في قرية الحنفي بكفر الشيخ ضمن حياة كريمة    محافظ قنا يفتتح عددا من الوحدات الطبية بقرى الرواتب والحسينات وبخانس بأبوتشت    وضع حجر أساس شاطئ النادي البحري لهيئة النيابة الإدارية ببيانكي غرب الإسكندرية    بيان عاجل.. الكهرباء: تعديل جدول تخفيف الأحمال من الغد.. اعرف المواعيد الجديدة    انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لتحلية المياه بشرم الشيخ    وزير الصحة يؤكد أهمية نشر فكر الجودة وصقل مهارات العاملين بالمجال    سب والدته.. المشدد 10 سنوات للمتهم بقتل شقيقه في القليوبية    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    الشامي: حسام حسن علمني الالتزام في الملعب.. وأخبرني أنني أذكره بنفسه وهو صغير    نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يحتلون باحة في جامعة برلين الحرة    البورصة المصرية تربح 11.9 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    كيف يقوم العبد المسلم بشكر ربه على نعمِه الكثيرة؟..د.عصام الروبي يوضح    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    الرئيس الصيني يتعهد ب"عدم نيسان" قصف الناتو للسفارة الصينية في بلجراد    للأمهات.. أخطاء تجنبي فعلها إذا تعرض طفلك لحروق الجلد    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    وزير الري يتابع موقف المشروعات المائية وتدبير الأراضي لتنفيذ مشروعات خدمية بمراكز المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    بعد الإنجاز الأخير.. سام مرسي يتحدث عن مستقبله مع منتخب مصر    75 رغبة لطلاب الثانوية العامة.. هل يتغير عدد الرغبات بتنسيق الجامعات 2024؟    حفل met gala 2024..نجمة في موقف محرج بسبب فستان الساعة الرملية (فيديو)    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    توقف حركة دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة    بحضور مجلس النقابة.. محمود بدر يعلن تخوفه من أي تعديلات بقانون الصحفيين    الضرائب: تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية ل25 ألف جنيه بدءًا من أغسطس المقبل    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض المسرحية الطويلة بجامعة القاهرة    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    جمهور السينما ينفق رقم ضخم لمشاهدة فيلم السرب في 6 أيام فقط.. (تفاصيل)    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    "تم عرضه".. ميدو يفجر مفاجأة بشأن رفض الزمالك التعاقد مع معلول    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    مدحت شلبي يعلق علي رفض الشناوي بديلًا لمصطفى شوبير    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحيل المؤسس ضربة قوية للدعوة

تعرض الإخوان المسلمون لمحن كثيرة في مسيرة الدعوة؛ منها اعتقالهم ومصادرة مجلاتهم، وممتلكاتهم، وإغلاق دورهم، وسجنهم وطردهم من وظائفهم ومحاكمتهم أمام محاكم ثورة وعسكرية، وحظر نشاطهم ومطاردتهم أينما ذهبوا وخصوصاً بعد أن اتضح للعالم فهمهم الشامل للإسلام وتجديدهم للدعوة على منهاج النبوة وانغماسهم في العمل السياسي والجهادي . كانت البدايات في آوائل الأربعينيات بالحيلولة دون وصول حسن البنا إلى البرلمان وحتى قيام الثورة الشعبية المصرية العظيمة في 25 يناير2011.
وقد كان ذلك كله بسبب الفساد والاستعمار والاحتلال الذي لم يقبل صحوة إسلامية ولا تنموية. وقد اعترف المسئولون في وزارة الداخلية للإمام حسن البنا قبل اغتياله بأن سفير بريطانيا في مصر وسفير فرنسا والقائم بأعمال السفارة الأمريكية بالقاهرة قدموا مذكرة للنقراشي بعد اجتماعهم في فايد في 6/12/1948 يطالبون فيها بحل جماعة الإخوان المسلمين، ثم تغيرت الحكومة في مصر بعد اغتيال النقراشي وحلت محلها حكومة برئاسة إبراهيم عبد الهادي التي دبرت اغتيال حسن البنا في 12 فبراير 1949،انظر كتاب الأسرار الحقيقية لاغتيال البنا للمرحوم جابر رزق.
أما اغتيال حسن البنا فيمثل ضربة قوية جداً لمسيرة الدعوة في مصر وفي العالم لأنه رحمه الله تعالى كان الرأس المفكر في الدعوة. صحيح أن هناك آلافاً ممن يفكر في الدعوة على نفس الخط والخطى، ولكن حسن البنا كان نموذجاً فريداً في التكوين والدعوة والفهم والنشاط وسعة الأفق، وكان واسع الأمل عريض الأحلام يريد أن يسير بالدعوة إلى أستاذية العالم. عمل على تحرير العقل وكان يرى"أن الإسلام يحرر العقل ويحث على النظر في الكون ويرفع قدر العلم والعلماء ويرحب بالصالح النافع في كل شيء.
سعى الإمام البنا لمواجهة التخلف في الأمة وليس في مصر وحدها كما عمل على مواجهة الاحتلال البريطاني لمصر ومواجهة الصهيونية في فلسطين إحساساً بخطورتها في وقت مبكر. يمثل اغتيال حسن البنا نكسة كبيرة للدعوة الإسلامية ولمشروع النهضة في الأمة الإسلامية. فقد الإخوان بموته الربان الماهر والقائد الفذ والمفكر الملهم والعقل الواعي الكبير. تعطلت مسيرة الدعوة بموته فترة من الزمن تخلفت الأمة فيها عن ركب الحضارة وتصحيح المسار. كان الإمام داعية وزعيماً لم يحصر نفسه في مشكلات الأمة بل امتد بصره إلى كل مكان فيه مسلم يريد أن يوقظه. كان يوازن بين الواجبات والمتطلبات، وكان يوازن بين العاطفة والعقل، ويحدد الأولويات، ويرى أن التغيير يبدأ بالفرد المسلم ثم الأسرة المسلمة وصولاً إلى المجتمع المسلم فالحكومة فالوطن فالأمة وصولاً إلى مرحلة أستاذية العالم. لم يكن يرضى بالدونية للعرب ولا المسلمين وقد وازن بين الوطنية والقومية والإسلامية. وإن كان الإخوان قد خسروا قيادة فريدة باغتياله، فقد خسرت مصر زعيماً فريداً وخسر العالم الإسلامي رجلاً كما قال الكاتب الأمريكي روبير جاكسون؛:كان من الممكن أن يغير خريطة العالم العربي والإسلامي ولكن الأحداث كانت أسرع وأكبر من كل العرب والمسلمين آنئذ.
لقد عمل الفهم والتنظيم والتخطيط الذي أرساه حسن البنا عمله بعد 62 سنة، وجنى الإخوان ثماره فجلسوا على قمة البرلمان الذي حاول الإمام البنا دخوله في آوائل الأربعينيات؛ "وتلك الأيام نداولها بين الناس". هل يحمل الإخوان نفس الآمال والتطلعات والهمة التي أرسى قواعدها في العصر الحديث الإمام البنا، وهل يحافظ الإخوان على الثوابت التي أرسى أسسها الإمام البنا وتمت البيعة في ضوئها؛ أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات واضحة.
وجاء اغتيال البنا في وقت كان العالم قد خرج من الحرب العالمية الثانية، وما أعقبها من تقسيم جديد للعالم، ونظام عالمي جديد يحدث أو يفرض نفسه بعد كل حدث عالمي كبير. نظام ثنائي تقوده كل من الولايات المتحدة الأمريكية والكتلة الغربية في جانب، والاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية ممثلة في حلف وارسو من جانب آخر. وكان الخاسر الأكبر من الحرب والتقسيم هو العالم العربي والإسلامي الذي لم يحظ بأي دور في القيادة الجديدة بل كان محط أنظار أمريكا والاتحاد السوفييتي، وكان ولا يزال، بدرجة أقل محط صراع بين الكتلتين أو الفكرتين أو المشروعين الرأسمالي والاشتراكي استمر هذا الصراع قوياً إلى أن جاءت هزيمة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان في آواخر الثمانبنات من القرن العشرين، فاستأثرت أمريكا بالسيطرة والقيادة في العالم العربي كله بما في ذلك طبعاً العالم العربي والإسلامي.
جاء اغتيال حسن البنا في أعقاب الإعلان عن قيام دولة إسرائيل على حساب دولة فلسطين العربية الإسلامية وكان الإمام البنا قد جهز جيشاً من المتطوعين للمشاركة في حرب 1948 لتحرير فلسطين، ولم يفعل ذلك أي حزب آخر أو هيئة من الهيئات السياسية أو الدعوية. جاء اغتيال الإمام البنا، والإنجليز لا يزالون يحتلون مصر ومعظم العالم العربي، والصهاينة أقاموا دولتهم والفرنسيون يدمرون قناة السويس لمصر، والأمريكان يحاولون أن يحلوا محل البريطانيين في مناطق نفوذهم الواسعة جداً والاتحاد السوفييتي يحاول أن يخرج من وراء الأسوار الحديدية إلى مناطق جديدة في المشرق العربي لنشر أيديولوجية الشيوعية والاشتراكية. كانت مصر إحدى ساحات الصراع في الحرب العالمية الثانية بين الحلفاء والمحور، ولا تزال مصر تعاني من الألغام التي زرعها المتحاربون في الصحراء الغربية حتى اليوم.
كان الاحتلال البريطاني قائماً وقد نشر في مصر كل أوجه الفساد التي تصاحب الاحتلال أينما كان وجاء إنشاء الجامعة العربية كحلقة أو كجزء من منظومة النظام العالمي الجديد آنئذ كذلك.
هذه كانت خاطرة استرجعت فيها معكم سيرة هذا الرجل العظيم الإمام المجدد حسن البنا والظروف التي واكبت وأعقبت اغتياله رحمه الله. أسأل الله تعال لمصر وللعرب والمسلمين مستقبلاً أفضل وحكماً راشداً ونهضة تعيد للإسلام دوره الذي يجب أن يكون.
أن نعمل للناس في سبيل الله أكثر مما نعمل لأنفسنا، فنحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب، ولن نكون عليكم في يوم من الأيام .
فيتو : أنتم علينا فعلا يا إمام ، تشهرون في وجوهنا حاليا سيوف البطش ، يبدو أن الأموات لا يعرفون ما الذي يحدث في عالم الناس !!
حسن البنا : ثق يا أخي الكريم أن من يفعلون ذلك ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين ، وإن أقسموا لك ألف مرة أنهم منا ، فكم منا وليس فينا وكم فينا وليس منا .
فيتو : مكتب الإرشاد حاليا ومرشد الجماعة والمتحدث الإعلامي باسمها ليسوا إخوانا !! .
حسن البنا : لا تعنيني الأجسام والأسماء ولكن تعنيني الفكرة ، لو حمل الفكرة فردا واحدا فهو من الإخوان ، وإن لم تحملها جماعة تسمت باسمنا فهم ليسوا إخوانا .
فيتو : وعلام تقوم فكرتكم .
حسن البنا : على الحب .. ، أسمع يا أخي الحبيب جاء لي في يوم من الأيام شاب أغلق قلبه دوني وقال لي يا حسن أفندي إني أكرهك، فابتسمت له وقلت في هدوء وبشاشة: وإني والله أحبك، فقال الشاب: ولكني أكرهك في الله، وبالبشاشة نفسها والهدوء قلت مخلصاً: هذا يزيدني حبا فيك.
فيتو : هذا كلامك يا سيدي في بداية تأسيس الجماعة ، ولكن هذا الكلام لم يدم بعد أن دخلتم إلى السياسة .
- حسن البنا: دعوتنا تقوم على الحب يا أخي سأظل أردد ذلك، فلو أتيتني بقِرَابِ الأرض كراهية لأتيتك بقِرَاب الأرض حبا .
فيتو : أنتم حاليا يا فضيلة الإمام تقاتلون الناس بالكراهية .
حسن البنا: لا حول ولا قوة إلا بالله، إن كانوا يكرهونكم فهم ليسوا على شيء، لقد قلت لهم ذات يوم سنقاتل الناس بالحب أنا أحبكم يا أخي الحبيب ولو اختلفتم معي .
فيتو : ألاحظ أن فضيلتكم دقيق في تعبيراتك ، فلم تقل لي «ولو اختلفت معكم» ولكن قلت « ولو اختلفتم معي» .
حسن البنا : لأنني لا أبحث عن الاختلاف، فقد عشت عمري كله أبحث عن الاتفاق
فيتو :على ذكر الاختلاف أظنك كنت تتبنى شعار " فلنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه "
حسن البنا : نعم يا أخي الفاضل هذا هو شعار أستاذي رشيد رضا وهذا هو منهجي ، وإن كان هذا لا يمنعني من أن آتي إليكم وإن تحاملتم علينا .
فيتو : ولكننا لا نتحامل عليك يا سيدي ولا على جماعتك ، نحن صحافة والصحافة لا تكون إلا مع القارئ والخبر ، فحيثما كان الخبر كانت فيتو .
حسن البنا : أنا معك في ذلك ولا تنسى أنني صحفي بالسليقة وسبق وأن أنشأت العديد من الصحف ، وأظن أن جماعتي تسير على ذات النهج ، فقد بلغني بعد موتي أن جريدة أخبار اليوم في الثمانينيات كانت قد نشرت أمرا ضد الإخوان ، فذهب في اليوم التالي تلميذي النجيب عمر التلمساني الذي كان هو المرشد وقتئذ لرئيس تحرير الجريدة إبراهيم سعدة وتحاور معه ساعتين .
فيتو : نعم حدث هذا يا سيدي وقد كتب إبراهيم سعدة على صفحة كاملة موضوع هذه الزيارة .
ابتسم حسن البنا ابتسامة الرضا وسكت .
فيتو : بمناسبة الأحداث التي لم تعاصرها هل تابعت ما حدث في مصر مؤخرا من تطورات؟
حسن البنا : نعم عرفتُ عن الثورة التي قضت علي حسني مبارك.
فيتو : وما رأيك في هذه الثورة؟
حسن البنا : هذه هي إرادة الله واعلم أخي الحبيب أن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، ولكن ثورتكم لم تكتمل بعد .
فيتو : كيف ؟
حسن البنا: ما زال النظام المباركي كما هو، و أظنكم قد عبرتم عن ذلك في جريدتكم الغراء فقد شاهدت رسما كاريكاتيريا لرسامكم النابه محمد حسن عبارة عن تمثالين أحدهما لمبارك والثاني لنظامه ، تهاوى مبارك ، ولكن نظامه لا زال قائما .
فيتو : بمناسبة الثورة يا سيدي هل كنت ستشارك فيها لو قامت في عصرك ، قال كمال الهلباوي إنك لو كنت حيا لذهبت إلى شباب الثورة وجلست معهم و لضحيت بنفسك في سبيل الثورة ؟
حسن البنا : بارك الله في كمال الهلباوي ، يا أخي الحبيب أنا سائح يطلب الحقيقة ، وإنسان يبحث عن مدلول الإنسانية بين الناس ، ومواطن ينشد لوطنه الكرامة والحرية والاستقرار والحياة الطيبة فى ظل الإسلام الحنيف، والثورة قامت من أجل الحرية ، ومن أجل الحرية نضحي بأرواحنا .
فيتو : ولكن جماعتك لم تبذل الأرواح وكانت أول من استفاد من الثورة ، وسيطرت على البرلمان وهي في طريقها الآن للحكم .
حسن البنا : اعلم يا أخي أن أحلام الأمس هي حقائق اليوم و حقائق اليوم أحلام الأمس ولكن لا تنسى أن الجماعة بذلت الكثير عبر عقود ، حُبِست وعُذِبت وحِيل بينها وبين الناس ، اعذروهم في هذه الأيام فقد كتمت الأنظمة أنفاسهم طوال عمرهم ، وهم الآن يصرخون ، يعبرون عن فرحتهم ، هي فترة انعدام وزن.
فيتو : نخشى أن تطول فترة انعدام الوزن فيَجُر ذلك على مصر نتائج وخيمة ، لكن دعنا من هذا الآن فأنا أريد أن أعرف رأيك في الأحزاب ؟
حسن البنا : اعتقد أن الحزبية السياسية إن جازت في بعض الظروف في بعض البلدان ، فهي لا تجوز في كلها وهي لا تجوز في مصر أبداً ، فضلا عن أن الإسلام لا يقر نظام الحزبية ولا يرضاه ولا يوافق عليه ، القرآن الكريم يقول :(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) .
فيتو : هل معني ذلك أنك ترفض تكوين الجماعة لحزب الحرية والعدالة؟
حسن البنا : الأصل عندنا أننا لسنا حزباً سياسياً .
فيتو : هذا هو الأصل ، فما هو الاستثناء ؟
حسن البنا : ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
فيتو : معنى هذا أنكم أشهرتم الحزب للوصول إلى الحكم ثم ستعود الأمور إلى أصلها عندكم فتمنعون النظام الحزبي .
- حسن البنا: إذا تم الواجب بطلت الوسيلة، وطالما أن شرع الله قد قام فما الداعي للأحزاب، يا أخي الكريم ما الأحزاب والديمقراطية إلا أسماء سميتموها ما أنزل الله بها من سلطان ونحن ننظر إليها على أنها وسائل تساعد شرع الله للوصول للحكم .
فيتو: وهل أنتم شرع الله ؟
حسن البنا : نحن فكرة وعقيدة، نظام ومنهاج، لا يقف دونه حاجز جغرافي، ولا ينتهي بأمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ذلك لأنه نظام رب العالمين، نحن يا أخي الحبيب أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملة رايته من بعده لذلك أستطيع أن أقول لك إن جماعة الإخوان هي شرع الله .
فيتو : دعنا ندخل إلى أسئلة قد تبدو حرجة ولكننا نبحث عن أجوبة لها ، لماذا نسقت مع الملك فاروق ، وجلست مع الإنجليز والأمريكان ، ألم يكن الإنجليز أعداء الوطن والمحتلين لمصر ؟
حسن البنا : هذه ضرورة ، والضرورة تقدر بقدرها.
فيتو: يا سيدي أنتم في هذه الأيام تكررون ما سلف توافقون على اتفاقيات السلام مع إسرائيل واتفاقية تصدير الغاز المشبوهة، وتجلسون مع أعداء الوطن، جلستم مع جون كيري، و بيرنز، والسفيرة الأمريكية، ولا أريد أن أسترسل حتى لا أغضبك.
حسن البنا: هذه سياسة والسياسة هي فن الممكن، تستطيع أن تقول إن الضرورات تبيح المحظورات، ولنا فيها مآرب أخرى.
فيتو: ما هو موقفكم من الأقباط وهل تجيزون أن يصل أحد الأقباط لحكم مصر؟
حسن البنا: الأقباط ذميون لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ولا ولاية لغير المسلم على المسلم.
فيتو: يا فضيلة الإمام الذمية كانت نظاما له ظروفه التاريخية، ومع ذلك هل ستفرضون الجزية على الأقباط ؟.
حسن البنا: الظروف التاريخية لا تلغي نصوص الشرع، وهل نستطيع أن نعطل شرع الله.
فيتو: ما هو موقفكم من المرأة ؟
حسن البنا : للمرأة وظيفة فى الحياة وهى المنزل، وليس من النافع أن تشارك الرجال فيما يقومون به من الأعمال .
فيتو : ولكنكم رشحتم النساء في البرلمان .
حسن البنا : من فعلوا ذلك خالفوا منهج الله ولو كانوا في الإخوان ، فيجب أن تعلم يا أخي الحبيب أن منح المرأة حق الانتخاب يعتبر ثورة على الإسلام ، وكذلك يعتبر انتخاب المرأة ثورة على الإنسانية بنوعيها لمناقضته لما يجب أن تكون عليه المرأة بحسب تكوينها ومرتبتها فى الوجود، فانتخاب المرأة سبة فى النساء ونقص ترمى به الأنوثة .
فيتو : أظنك انتقدت من قبل أن تعمل المرأة في المحاماة أو أن تتقلد مناصب وظيفية كبرى مثل الوزارة مثلا ؟
حسن البنا : يا أخي الحبيب لن يُفلِح قومُ ُ ولوا أمورهم امرأة ، المرأة لا تكون وزيرة ولا عضواً فى البرلمان بحال، فإن من مقتضى إسناد هذه الأعمال إليها الخلوة مع غير ذي المحرم، بل ربما اقتضى ذلك الخلوة مع غير المسلم وما يريده دعاة التفرنج وأصحاب الهوى من حقوق الانتخاب و الاشتغال بالمحاماة مردود عليهم بأن الرجال وهم أكمل عقلاً من النساء لم يحسنوا أداء هذا الحق، فكيف بالنساء وهن ناقصات عقل ودين .
فيتو : ورئاسة الدولة .
حسن البنا : أقول لك لا تصلح للوزارة فتسألني عن الرئاسة ، يا أخي الحبيب دور المرأة معروف في الإسلام وهو يتفق مع فطرتها فلا تخرجوها من فطرتها إلى ما تهوى أنفسكم .
فيتو: وهل يجوز للمرأة أن تتعلم وتتبحر في العلم ؟
حسن البنا: ارجع يا أخي إلى ما قلته في هذا الشأن من قبل فقد قلت: ليست المرأة فى حاجة إلى التبحر فى اللغات المختلفة، و ليست فى حاجة إلى الدراسات الفنية الخاصة، فستعلم عن قريب أن المرأة للمنزل أولاً وأخيراً.
فيتو: ما هو موقفك من النقاب يا فضيلة الإمام ؟
حسن البنا: سبق وأن أفتى أحد شيوخ الأزهر بإباحة كشف الوجه والكفين، فرددت عليه في حديث الثلاثاء وقلت: النقاب هو الأساس فى الإسلام وكشف وجه المرأة ويديها حرام إلا إذا أمنت الفتنة.
وهنا قام الشيخ حسن البنا واقفا وقال لي سعدت بحواري معك ولكن اعذرني فساضطر للانصراف فالواجبات أكثر من الأوقات، إلا أنني أطلب منك أن توصي الأستاذ عصام كامل رئيس التحرير على من يعملون معه، اهتموا بأمر عم حسن الساعي فله العديد من الأولاد، وعم لطفي الحاجب فعنده الكثير من المسئوليات، وباقي المحررين الأساتذة زكريا ومختار وعامر وسيد و الطاروطي وخضر.
أنا : هه.. يبدو أنك تعرفت عليهم جميعا وحفظت أسماءهم ، يقولون عنك إنك صاحب ذاكرة أسطورية .
لم يعقب على هذه العبارة إلا أنه قال: افصل من العمل كل الفتيات، فمكانهن البيت، والسلام عليكم ورحمة الله.
أنا: لا أستطيع أن أفصلهم و أتمنى ألا تفعل جماعة الإخوان ذلك عندما تتمكن، وعليكم السلام يا فضيلة الإمام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.