زرع الفتنة من يزرع الرياح يحصد العواصف ومن يغرق نفسه وشعبه في العبث حق عليه أن يتوقع جنونا وانفلاتا قد لا تجدى معه أي قوة مهما كانت سطوتها.. ما هذا العبث الذي ننجر إليه جميعا!.. هل توجد دولة في العالم سواء كانت ذات سيادة أو حتى محتلة أو تحت الوصاية الخارجية تسعى لتقليص حدودها بل وتجند كل وسائلها وأبواقها الرسمية وشبه الرسمية والخاصة لإثبات عدم أحقيتها في أرض حدودية لها ! قد تندهش من هذا ولكنك قطعا قد تجن وتخرج عن وقارك واتزانك الذهنى والنفسى إن كانت تلك الأرض هي صمام أمنك القومى وحدود تماسك مع العدو الصهيونى الذي كان ومازال وسيبقى عدونا الأول والأخير ! عبث هل يوجد نظام في العالم يسعى لإثبات أن دولته كانت كيانا غاصبا ومحتلا! ما هذا العبث وما هي الأهداف المعلنة من وراء هذه الكارثة التي فجرت نيران الغضب المنطقى ضد النظام الذي يعانى شعبه من مشكلات ضخمة، غير قادر على إدارتها تماما مثل انهيار الاقتصاد وسوء الخدمات ونقص الحريات وغلاء المعيشة وغياب قيم العدالة وانعدام المساواة.. ورغم ذلك فالشعب صابر عليه لأسباب كثيرة يعلمها هو قبل غيره ولكنه يقنع نفسه بما يراه هو فقط ! بالطبع، جزيرتا تيران وصنافير مصريتان بحكم التاريخ وبحكم الجغرافيا وبحكم دماء جنودنا البواسل الشرفاء العظماء من رجال الجيش المصرى والشرطة المصرية والتي روت تلك الأرض وقت أن كان (الأشقاء العرب جميعا يرفلون في أمن ونعيم وسكينة وراحة بال على حساب مصر وجنودها وقادتها العظماء، لذا لا نحتاج من يخرج لنا ليترخص دفاعا عن حق الغير في استلاب حقنا التاريخى ! كما أن الشعب المصرى الذي لا يرضى بالتفريط في أرضه التي جعلها صنوانا لعرضه وشرفه على مر العصور لا يقبل ذلك حتى وإن كان من حكومة أو نظام على رأسه رئيس كان يتمتع بشعبية جارفة ومازال له بعض من تلك الشعبية المتناقصة يوما بعد آخر، الشعب المصرى لا يستحق ولا يليق به أن يستيقظ يوما فيجد خبرا مقززا ومؤلما وصادما مفاده أن أرضا له قد تم التنازل عنها بموجب قرار من رئيس الوزراء أو حتى رئيس الجمهورية ! السيادة للشعب قد تكون من سلطة رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية إصدار قرارات تمس حقوق الشعب في أمور معيشية خالصة كزيادة الضرائب على دخل الغلابة وتقليلها على الأثرياء، أو رفع الدعم عن الفقراء وزيادته لرجال أعمال نظام مبارك.. ثم يصمت الشعب ويتحمل مرغما أو راضيا، لكن ليس من حق أي مسئول في مصر أن يتنازل عن أرض الوطن، عرضه وكرامته وشرفه بدون الرجوع للشعب وفق نص الدستور المصرى وقبل ذلك وفقا لوجدان الشعب المصرى وقناعاته وقيمه التي مهما غابت عن البعض من السادة المبررين تظل باقية وراسخة عن الأغلبية غير المستفيدة وغير المكترثة بالتزلف للحاكم أو التمسح به وتبرير قراراته مهما كانت ! وهل يخطئ الرئيس! نقولها مرارا ، الرئيس السيسي أو من سبقه أو من سيتبعه بشر وليس إلها أو نبيا معصوما، عرضة للخطأ والصواب ولا ضير من أن يصوب وضعا أزعج كل الشعب وقد مضجعه وأثار حنقه.. يصحح ذلك بالاحتكام للاستفتاء على هذا القرار غير الموفق، يصحح ذلك برجوع الحق لأصحابه وأصحاب الحق هم ملح الأرض من المصريين الذين يموتون جوعا ولا يأكلون بأرضهم ! حمزاوى.. يا راجل ! يكفيك أن ترى اسم الدكتور عمرو حمزاوى يتردد على ألسنة المواطنين الشرفاء وأبواق علب الليل الفضائية لتعرف كم الضعف الذي وصلوا إليه، والذي دفعهم للاستشهاد بمن كانوا يطلقون عليه حتى أول أمس النكسجى الأمريكى، الينايرجى الليبرالى اليسارى الاشتراكى الرأسمالى المتعفن.. لمجرد أنه أقر بسعودة الجزيرتين.. رخص حقيقى وبلاهة! [email protected]