فن الكاريكاتير هو مرآة مقعرة تعكس مشكلات المجتمع بشكل أكثر حدة وعنف بتضخيم العيوب، فهو محاولة للتعبير عن المشكلات وانتقادها بطريقة ساخرة وإظهارها للمجتمع، ليبدأ في البحث عن حلول لها. واختلف رسامو الكاريكاتير حول ما إن كان الكاريكاتير فنا يحتاج إلى الدراسة فقط أو الموهبة فقط، وما إن كان هذا الفن يمكن تدريسه أو تعليمه أم لا، فهناك فنانون أكدوا أن هذا الفن لا يقل حرفية وإبداعا عن نظيره من الفنون ويحتاج إلى موهبة وأنها لا تأتي بالتدريب أو تعليم كيفية الرسم. وبعد عرض تلك التساؤلات على رسامي الكاريكاتير، تفاوتت الآراء حول مفهوم الكاريكاتير بين الموهبة والورش التعليمية، حيث أوضح الفنان عمرو عكاشة، وبصفته من مقدمي تلك الورش، أنه لا يعلم الكاريكاتير وفي الأساس الكاريكاتير لا يدرس بل إن تلك الورش تساعد في اكتشاف رسامين الكاريكاتير الموهوبين، فليس بشرط أن يكون لديه موهبة وأيضا ليس ضروريا أن يكون كل موهوب برسم الكاريكاتير على علم بذلك، فالورش أحيانا تكون فرصة لاكتشاف رسام كاريكاتير وتنكية باقي مهاراته ليبدأ بالرسم ولكن على معلومات صحيحة وخطى ثابتة. وأشار هاني شمس إلى أن الفن الكاريكاتيري مراحل، فمن الممكن تعلم رسم الكاريكاتير في خطوات محددة ومن الممكن تعليم الرسم عامة وكيفيته أو الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، ولكن رسم الكاريكاتير يحتاج الأهم من طريقة الرسم وهي أسلوب التفكير الساخر أو الإبداع في نقد أو توضيح العيوب وملكة خلق الطريقة التي ينتقد بها وهذه الأدوات لا يكن تعليمها، فالورش ستقوم بتعليميه لخطوات تساعد من لديه موهبة رسم الكاريكاتير أن يصبح أفضل ولكن لا تنتج رساما. وأضاف الفنان بدر بن غيث رسام الكاريكاتير أن القاعدة الأساسية للرسم من خطوط وظلال الكل يشترك فيها والكل من الممكن أن يتعلمها، ورسام الكاريكاتير هو من يكسر تلك القواعد ومن هنا ينشأ الإبداع، ويمكن لأي شخص أن يتعلم القواعد لأنها محددة ولكن من الصعب أن تتعلم كسر القواعد فهي لا حصر لها فاذا تعلم شخص كسر قواعد الظل مثلا وأبرز القواعد سيصبح كمن يحفظ معلومة ويقولها يوميا ومن هنا سيصبح الرسم متشابها والتنفيذ بدون إبداع، فتلك الورش يمكنها أن تعلم الأساسيات والقواعد ولكن لن تستطيع أن تعلم كيفية الخروج عن المألوف. ويظل الكاريكاتير بين من يتفق على أن كل شيء بالتعليم وبين من يرى أن الفن موهبة لا تعلم ولا يمكن أن يكون للإبداع قاعدة ثابتة.