اشتراطات القبول تحرم آباء «التعليم العام» من إلحاق أطفالهم ب«الحضانات الدولية».. والاستمارة ب2000 جنيه «غير قابلة للرد».. «الرشاوى» تتحكم في الالتحاق ب«التجريبي».. و«اللغات» شرط الانتقال بين المدارس تحولت الحضانات، أو ما يعرف بمرحلة ال «KG» إلى بيزنس تصل استثماراته إلى مليارات الجنيهات، ويدفع أولياء الأمور عشرات الآلاف من الجنيهات سنويًا نظير قبول تسجيل أبنائهم في مرحلة ما قبل الابتدائي، أو في صفوف الحضانة أو « KG»، ولم يعد الأمر مجرد الحصول على مكان يرعى الأبناء بل أصبحت الاشتراطات أكثر تعقيدًا. تبدأ رحلة البحث لحجز مكان مناسب للطفل مبكرًا جدًا، وبعض المدارس التي تضم فصولًا ل«الكيجيهات» تضع شروطًا قاسية للغاية من أجل قبول طالب أو آخر في صفوفها، وتصل الاشتراطات إلى حد إخضاع أولياء الأمور إلى اختبارات في اللغة والتربية والثقافة العامة من أجل تحديد مستواهم وهل يتوافق مستواهم مع طموحات المدرسة، هذا بخلاف إخضاع الطفل نفسه إلى اختبارات، ويكون الغرض من هذه الاختبارات في الغالب جمع مبالغ مالية نظير الخضوع للاختبار وتتراوح تلك المبالغ بين 200 و2000 جنيه من أجل دخول الاختبار، وهو مبلغ لا يرد فإن لم يقبل الطفل لا يسترد ولى الأمر شيئًا، وإن تم قبوله أيضا لا يحتسب هذا المبلغ من جملة المصروفات الدراسية التي تصل في بعض المدارس الدولية إلى نحو 30 ألف جنيه في العام الدراسى الواحد، وقد يزيد الرقم كثيرًا إذا أضيفت إليه مصاريف الكتب والأتوبيس والأنشطة. أحدث كتاب إحصائى صادر عن وزارة التربية والتعليم، كشف أن العام الدراسى 2014/ 2015 سجل قيد 537 ألفًا، و772 طفلًا وطفلة مستجدين في مرحلة التعليم قبل الابتدائي، منهم 280 ألفا و156 طفلًا، و257 ألفًا و616 طفلة على مستوى الجمهورية، بينما بلغ إجمالى عدد الأطفال المقيدين في مرحلة التعليم قبل الابتدائى بمن فيهم المستجدون وغيرهم مليونا و176 ألفًا و764 طفلًا وطفلة مقيدين في 10 آلاف و630 مدرسة تضم 33 ألفًا و23، فصلًا على مستوى الجمهورية. ومن هذه المدارس، هناك 3617 مدرسة تعمل بنظام اليوم الكامل وبعضها يقدم وجبات غذائية متكاملة للأطفال وأنشطة ترفيهية وتدريبات ومناهج دراسية متكاملة، ويدرس بهذه المدارس 471 ألفا و652 طفلًا وطفلة في 13 ألفًا و425 فصلًا، بالإضافة إلى 6 آلاف و996 مدرسة تعمل فترة صباحية فقط وتضم 19 ألفًا و548 فصلًا، وهناك 9 مدارس تعمل بنظام الفترتين وتضم 32 فصلًا، و8 مدارس تضم 18 فصلا تعمل بنظام الفترة المسائية فقط. ووفقًا للكتاب الإحصائى لوزارة التربية والتعليم، فإن المدارس المخصصة لمرحلة ما قبل الابتدائى منها 8 آلاف و496 مدرسة حكومية تضم 23 ألفا و444 فصلا يدرس بها 889 ألفا و840 طالبا وطالبة، وهناك 2134 مدرسة خاصة تضم 9579، فصلا يدرس بها 286 ألفا و924 طالبًا وطالبة. والحضانات أو فصول ال «KG» تختلف باختلاف جهة الترخيص التابع لها المدرسة أو الحضانة، وتتنوع تلك الفصول بتنوع المدارس وهى نتيجة طبيعية لحالة الازدواجية التي يعانى منها التعليم في مصر، فهناك حضانات مرخصة من وزارة التضامن الاجتماعي، وهذه لا تخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم، ولا تعلم الوزارة عنها شيئًا، وفى الغالب لا تقدم تلك الحضانات مناهج دراسية معتمدة ولكنها أشبه بدور رعاية للأطفال ترعاهم لعدد ساعات معينة وبعضها يقوم بتأهيل الأطفال لدخول المدارس، ومثل هذه الحضانات لا تشترط سنًا معينة بل تقبل الأطفال من عمر شهور وحتى 5 سنوات، وأغلبها عبارة عن حضانات تابعة لجمعيات أهلية، ويلجأ إليها في الغالب الأهالي الذين يعانون من ضيق الوقت اللازم لرعاية أطفالهم نظرًا لارتباطهم بأعمال خاصة بهم تستلزم منهم التخلى عن أبنائهم خلال ساعات العمل. أما فيما يتعلق بالحضانات أو فصول ال «KG» التابعة للمدارس والمعتمدة من وزارة التربية والتعليم، فإن هذه الفصول تخضع لاشتراطات كثيرة، وعلى رأسها اشتراط السن، حيث يشترط القانون أن القبول في مرحلة ال KG يبدأ من عمر 4 سنوات، وتنقسم إلى عامين دراسيين قبل الابتدائي، وهناك مدارس ترخص فصولًا تمهيدى أي قبل الKG، وهذه الفصول تقبل الأطفال أقل من سن 4 سنوات، ويستمر هؤلاء في المدرسة حتى دخول الابتدائي، وتلك المدارس تتراوح أسعارها بين مئات الجنيهات وتصل إلى عشرات الآلاف في مدارس اللغات والمدارس الدولية، والقبول في ال KG واحد من أخطر الملفات في التربية والتعليم، حيث تحول الأمر إلى بيزنس كبير وتتداخل فيه الرشوة مع المحسوبية خاصة في مدارس التجريبيات التي تبدأ الدراسة فيها من مرحلة ال KG. ويشترط للطالب الذي يتم قيده في تلك النوعية من المدارس أن يكون مسجلًا في المدرسة من مرحلة رياض الأطفال، وإذا أراد طالب أن يحول إلى مدرسة تجريبى يشترط أن يكون قد سبق قيده في مدرسة لغات في مرحلة رياض الأطفال من أجل قبوله في الصف الأول الابتدائي، ونظرًا للقبول الكثيف على المدارس التجريبية فإنه يتم رفع سن القبول ليصل إلى نحو 5 سنوات و10 أشهر في بعض المناطق لقبول الطلاب في KG1، وهذا الأمر يفتح الباب على مصراعيه لضعاف النفوس للتربح من أولياء الأمور الراغبين حجز مكان لأبنائهم في تلك المدارس. ومن لا يستطيع إدخال ابنه أو ابنته مدرسة تجريبية، يجد أمامه المدارس الخاصة بتنوعها بين مدارس عربى ولغات ودولي، ولكل مدرسة نظام مختلف لقبول الطلاب في مرحلة رياض الأطفال، ولكن بين أغلب هذه المدارس قاسم مشترك في اختبار المتقدمين للقبول بها من أجل تحصيل مبالغ مالية من أولياء الأمور دون تقديم خدمة نظير تلك الأموال، وعند التحويل من مدرسة لأخرى تشترط المدارس الدولية مثل المدرسة الألمانية أن يكون الطالب قد حصل على مرحلة رياض الأطفال باللغة الألمانية، وكذلك في المدارس الفرنسية، والمدارس الأمريكية.