سوزى وقد أجهشت بالبكاء: أصلك ما تعرفش بيعمل في إيه يا أستاذ بغدادي... دا راجل ولا مؤاخذة من دون الرجالة، وعمايله معايا ما تتحكيش ولا تتوصف، دا احنا ياروحى أن جيت للجد، لو عدينا نتوه في العد، وعيشتى معاه بقت مرار طافح، بجد مش لاقية كلام أقوله أكتر من كده... شادى زوج سوزى وصديق محمد بغدادى مستنكرا بشدة: حرام عليك يا شيخة ؟ أنا برضه اللى ممرر عيشتك، لو كنت نسيتى اللى جرى، هاتى الدفاتر تنقرا، فعلا "إنكن تكفرن العشير"، وعلى رأى العقيد القذافى الله يرحمه مطرح ما راح بقى "هادى آخرتها" ؟!! محمد بغدادى ناظرا لسوزى زوجة صديقه نظرات ذات مغزى: خلاص يا جماعة أنا حاولت معاكم على قد ما ربنا قدرنى وانتم أحرار... عموما ربنا يهدى سركم.. سلام عليكم توحى هذه المشاجرة الزوجية العادية لشاعر الوادى محمد بغدادى بقصيدته الرائعة "غور في داهية يا الدلعادي" التي أخذ عليها الجائزة الأولى من منتدى "المرأة المفترية" الأدبى بعد ذلك، والتي ما أن طالعتها عيون مدام سوزى زوجة صديقه شادى في مختلف الجرائد والصحف اليومية حتى أقامت عليه دعوى خلع وكسبتها، مستندة إلى أن زوجها خلى سيرتها على كل لسان ومستشهدة بمحمد بغدادى نفسه الذي قال في قصيدته العصماء: تعبت.. قرفت منك خلاص فعلًا هطق ياريت لو مرة أنك تدوق م المر "بُق" كتير انا شايله عنك وطافحة الكيل بحق يا راجل حس حبه بجد كفاية عيب حرام أنا لسه شابة معاك فعلًا هشيب مفيش شيء يستخبى معدتش آه حبيب خلاص محناش أحبة وعنى بقيت غريب وقلبى عشان مربى وأبيض من الحليب تكنش فاكرنى سهلة ؟ دا "تُق وألف تُق" بجد قرفت منك خلاص فعلا هطق وصابرة سنين وساكتة وقولت يابت بس بتضحك ؟ قولت نكتة ؟! يا راجل بيا حس خلاص هتجيلى سكتة نزلت بوزنى نص قولى لحد أمتى هعيش وياك في "حُق" وحظى عشان قليل ما شوفتش حد غيرى وأمى كتير قالت لى يا بنتى طب استخيرى وبختى عشان منيل بقيت قدرى ومصيرى كمان خلفت عيل دا كتر ألف خيرى لا جتنى في يوم تٌميل تقولى حبيبتى "deary" وقلبك عمره بيا ما حس في يوم و"رق" بجد قرفت منك خلاص فعلًا هطق جوازك منى عمدى وحتمى وشيء مصيرى وكان مختوم وممضى منى ومن وكيلى فينك يا عماد يا حمدى فاتحة لعمر الحريرى بجد الناس دى يابنى أولى بيا و"أحق" بجد تعبت منك خلاص فعلًا "هطق" وبعد أن استوفت مدام سوزى عدتها بشهرين فقط، يقرأ شادى زوجها السابق خبر ارتباطها بشاعر الوادى محمد بغدادى في مختلف الجرائد والصحف السيارة، لا تمر سوى ستة أشهر فقط على زفاف سوزى ومحمد بغدادي، لتطالع عينا شادى بعدها أن مشكلات عويصة تعصف بحياة الشاعر الرقيق محمد بغدادى الشهير بشاعر الوادى وأن زوجته قد رفعت عليه عدة قضايا تطالبه فيها بحقوقها لديه، واختتمتها بدعوى تطليق للضرر، وفى اليوم التالي.. يفتح شاعر الوادى محمد بغدادى الصحف المتعددة، ليفاجأ بإعادة نشر قصيدته المعروفة "غور في داهية يا الدلعادي" على صفحاتها بالبنط العريض على شكل إعلان مدفوع الأجر تتذيلها عبارة "إهداء من صديق قديم شرب من نفس الكأس" ؟!!