تعتبر محافظة الوادى الجديد من المحافظات السياحية المهمة حيث يوجد بها أكثر من 139 موقعا أثريا وسياحيا منتشرة بربوع الواحات كما يوجد بها عدد كبير من المعابد والقصور والقلاع الأثرية الأمر الذي استوجب بناء متحف خاص يحمى ويحوى آلاف القطع الأثرية النادرة التي تم اكتشافها خاصة التي كانت متروكة بمخازن الآثار طيلة فترة كبيرة وذلك بعدما أعلن الراحل جمال عبد الناصر إنشاء واد مواز لوادى النيل وإعلان الواحات محافظة تحمل اسم الوادى الجديد في أواخر الخمسينيات وبالفعل تم إنشاء المتحف في عام 1993 بشارع جمال عبد الناصر بمدينة الخارجة عاصمة محافظة الوادى الجديد ليكون أول متحف والوحيد حتى الآن بالواحات. الأثرى طارق محمود، مدير عام متحف أثار الوادى أوضح أن «متحف آثار الوادى الجديد يعتبر من أعرق المتاحف المصرية ويضم آلاف القطع الأثرية النادرة على مختلف العصور والتي تقدر ب 4082 قطعة أثرية مما يجعله يفرض نفسه ويحتل مكانة وشهرة غير عاديين بين المتاحف المصرية والعالمية. تجدر الإشارة إلى أن المتحف أقيم على أرض مملوكة للدولة على مساحة 1650 مترا مربعا ويتكون من ثلاثة طوابق ويوجد به حديقة وكافيتريا للزوار ويحوى بداخله قطعا أثرية ترجع إلى العصر اليونانى والرومانى ومجموعة من تماثيل «أبو الهول» بأشكالها المختلفة والعصر الفرعونى والعصور التي مرت على مصر ورمز لكل عصر وذلك حسب الترتيب الزمنى لها كما أن بعضا من تلك الآثار المهمة والتحف الثمينة تم إلحاقها بالمتحف المصرى بالقاهرة مثل كنز دوش والذي تم اكتشافه بجنوب الواحات بالقرب من مدينة باريس. مدير عام متحف آثار الوادى، أكمل بقوله: عدد زوار المتحف متفاوت شهريا خاصة في الفترة الأخيرة بعد قلة الوفود السياحية لمصر، وقديما كان المتحف لا يخلو من السياح الذين يأتون على مدى العام من مختلف الجنسيات فضلا عن الرحلات المدرسية للطلاب ورحلات الجامعات المصرية. وفيما يتعلق بنظام الحراسة، أوضح «محمود» أن « تأمين المتحف مسئولية مقسمة بين شرطة السياحة والآثار، وبالتنسيق مع الأمن الإدارى للمتحف، كما أن المتحف مزود بنظام مراقبة على أعلى مستوى، فضلا عن وجود بوابات إلكترونية، وهذا النظام متبع داخل المتحف منذ عدة سنوات». في السياق ذاته كشف عدد من العاملين داخل المتحف، أن أبرز مشاكله تنحصر في عدم تسويق آثار محافظة الوادى الجديد فضلا عن أنها ما زالت بعيدة كل البعد عن خريطة السياحة المحلية والدولية، وعدم ربط الخطوط الجوية الخاصة بمحافظة الوادى الجديد بخطوط وزارة الطيران المدنى وبعدها البرى عن القاهرة بأكثر من 600 كم واعتماد المحافظة على مطار واحد تهبط به طائرة صغيرة لا تسع سوى 50 مسافرا تابعة لإحدى شركات البترول مرتين أسبوعيا يومى الأحد والخميس وذلك رغم الوعود المتكررة من وزارات الآثار والسياحة والطيران الأمر الذي ترتب عليه تراجع معدلات الإشغال والزيارات بشكل كبير في الواحات على الرغم من أنها تزخر بما ينافس آثار محافظتى الأقصر وأسوان فهناك من المعايد والقصور والمنازل والكنائس الأثرية المنتشرة في أكثر 44 % من مساحة جمهورية مصر العربية وهى الوادى الجديد. كما أن المتحف حتى الآن، والحديث ما زال مع العاملين داخل المتحف، لم يلق الاهتمام الكافى من جانب مسئولى وزارة الآثار، فحتى الآن لم يتم تصميم موقع إلكترونى به لتسويق القطع الأثرية والتحف النادرة بها حيث إن الكثير ما زال يجهل أن هناك أهم متاحف جمهورية مصر العربية يقع بالوادى الجديد. أما المشكلة الأخيرة فتتمثل في عدم قيام وزارة الآثار بتوفير العمالة اللازمة للمتحف، وذلك بعد أن تمت تسوية حالة العمال الموجودين به وأصبحوا موظفين عاديين الأمر الذي يستدعى جلب عاملين باليومية كل أسبوع لنظافة المتحف لعدم وجود عمال نظافة حيث اشتكى العاملون والموظفون داخل أروقة المتحف من تجاهل الوزارة لمطالبهم المتكررة بضروة إيجاد عمالة جديدة ولو بسبيل التعاقد.