تنبثق من الفتحتين السوداوين نظرات هائمة في ملكوت الله، ليصبح هو الصائم الفاطر في شهر رمضان لا يهمه الجوع ولا الظمأ. "العربجى" هو أكثر المهمشين في مجتمعنا المصرى، مهدور حقه لكنه يعلم قدره جيدا، مثابر ومقاتل من أجل لقمة العيش ولا عجب في ذلك فهو يأتى بها في أوقات كثيرة من صندوق القمامة، فالحاجة تجبره لكن نفوس أبنائه راضية بما آتى. وعايشت "فيتو" لحطة إفطار يوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، لأحد العربجية بميدان المطرية، لتجد سفرة طعام ليست محملة بألذ وأطيب الطعام لكنها تكفي الغرض وتسد الجوع وتروي الظمأ، وهو يشكر ويحمد الله.