يظن العوام أن الصيام إمساك عن الطعام والشراب من قبيل طلوع الفجر إلي غروب الشمس أما الصيام في عرف الخواص فله فلسفة خاصة وتعاليم روحية سامية يستلهمونها من طهارة قلوبهم فلخصها في النقاط التالية: * تقوي الله. * الرضا بقضاء الله. * قوة الناحية الروحية علي الناحية المادية. * ذكر نعم الله. * مراقبة الله في جميع شئون الحياة. * فمن التعاليم الروحية التي يدرسها شهر رمضان للخواص "تقوي الله" وهذا هو المراد من صيام العبد في اية الكريمة في قوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون" سورة البقرة الآية: 182ومغزي هذه الآية أن الصائم إذ تغلب علي شهوتي بطنه. وفرجه تغلب علي شيطانه الذي يأتيه من بابي هاتين الشهوتين. وإذا انتصر الصائم علي شيطانه الممتثل لأوامر ربه. ونهيه في جميع شئونه الحياتية وبذلك يدخل في زمرة المتقين بتحقيق مفهوم الصيام في الأيام السابقة. * ومن التعاليم الروحية التي يستلهمها الخواص من شهر رمضان "الرضا بقضاء الله" فالعبد المؤمن الذي يرضي بما كتبه الله عليه من الجوع والظمأ في نهار رمضان يطبق ذلك علي ما يقابله من شظف الحياة ونكبات الدهر فيدخل بهذا التعليم الروحي في رحاب المؤمنين بالقضاء والقدر خيره وشره. حلوه ومره. * من التعاليم الروحية التي يتعلمها الخواص من مدرسة هذا الشهر الفضيل تقوية الناحية الروحية علي الناحية المادية. فالصائم الذي يمسك عن الطعام والشراب والجماع من قبيل الفجر حتي أذان المغرب يتشبه بالملائكة الأطهار الذين لا يأكلون ولا يشربون.. وبهذا التعليم تقوي جوارحه روحياً فتسبح في ملكوت الله في صفوف الملأ الأعلي. ومن التعاليم الروحية التي يستشفها الخواص من هذا الشهر تذكر نعم الله وهذا التعليم يتحقق للصائم في نهار رمضان عند فقده نعمتي الطعام والشراب فيتذكر عندما يحيط به الجوع والظمأ أن النعم التي فقدها من الله فيحمد الله عليها فيزيده من خيراتها قال تعالي: "لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد" سورة إبراهيم من الآية .7 * ومن هذه التعاليم الروحية التي يتعلمها الخواص من مدرسة رمضان "مراقبة الله" ونستقي هذا التعليم الروحي من وضع مائدة الطعام وعليها ما لذ وطاب قبيل أذان المغرب بدقائق معدودات فعلي الرغم من شدة الجوع والظمأ لا تقرب أيدينا الطعام والشراب إلا عند أذان المغرب وهذا من قبيل مراقبة الصائم وخوفه من ربه عملاً بقوله تعالي: "وهو معكم أينما كنتم" ويطبق الصائم ذلك في جميع شئونه الحياتية. إلي غير ذلك من التعاليم الروحية التي تغرس في قلوبنا الإيمان وتسمو بأرواحنا إلي ملكوت الله مع النبيين واصلديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.