لطالما ادعى الإخوان المسلمون أن القضية الفلسطينية تقف على رأس أولوياتهم. كان هذا طبعا قبل أن تتدحرج القضية لتصبح في ذيل اهتمامهم، بعد أن نالوا شرف الثناء الأمريكي على مواقفهم الموالية للغرب، والملتزمة باتفاقات الكامب، وهاهم يعدون بالاهتمام بالقضية، بعد أن يصبح العالم كله إخوانا!!. هاهو الأخ البلتاجي يكشف عن هذا الاهتمام الآتي لا ريب فيه، بعد أن تشرق الشمس من مغربها، حيث: «سيكون التعامل مع الملف (الإسرائيلي) بالحكمة (والموعظة الحسنة) التى تحقق المكتسبات دون مراهقة الصدام». لاحظ أن المجاهد الكبير البلتاجي يرى أن الصدام مع المحتل الصهيوني يندرج فيما يسميه المراهقة ، أما الخطب النارية للرئيس مرسي فهي الحكمة بعينها!!، هذا قبل أن يتستر بخرقة الواقعية زاعما أن (حركات المقاومة تأخذ من تكتيكات الواقع ما يناسبها)، وعندما وضعه المحاور في مأزق سائلا (وبالسلاح؟) اعتبر السؤال محاولة لتوريط الجماعة لتعويقها عن انجاز مشروع الفاشوش المسمى بالنهضة فرد قائلا (العملية ليست توريطا، لكن بكل أشكال الدعم) وبكل لغات العالم أكتر من روحي بحبك!!. (أَعَالِيلُ بِأَضَالِيلَ دِفَاعَ ذِي الدَّيْنِ الْمَطُولِ لا يَمْنَعُ الضَّيْمَ الذَّلِيلُ وَلا يُدْرَكُ الْحَقُّ إِلا بِالْجِدِّ). هل سمع سوسولوف الإخوان بموقف السيد نصر الله الأخير؟: (قد ندخل الجليل في أي حرب مقبلة قالها السيد حسن نصرالله. فور إعلانه الجليل هدفا عند وقوع أي مواجهة مقبلة مع العدو، بدأت التحليلات والتوقعات تتوالى لرسم مشهد وسيناريو المعركة مع «اسرائيل». مناورات الصهاينة لم تتوقف. المقاومة مرتاحة تعدّ على «نار باردة» أهدافها الإسرائيلية الدسمة والثقيلة داخل الاراضي المحتلة)، أم أنه يجلس في انتظار العيدية القطرية، وأن تؤتي الهجمة الأمريكية التركية الإخوانية على سوريا ثمارها المرة؟!. المجاهدون الحقيقيون لا ينتظرون لا العيدية القطرية ولا المواقف الإخوانية التي لن تأتي إلا بعد أن تشرق الشمس من مغربها.