قال الشاعر سعيد شحاتة، إن الأدب للأدب ليس للشهرة والمال والفضائيات، ومنطق ألتراس هذا شغل عصابات ليس أدب ولا إبداع ولا فن، فهذه طريقة مستهلكة لفرض اسم نادي على آخر، أمّا بالنسبة للأديب فلا يفرضه إلا إبداعه وقيمته الفنية، الغثاء كثير وألتراسه أكثر ولكنه في النهاية غثاء سيل، فللأدب معايير وللأديب منطق، أما العصابات فلا معيار لها ولا منطق، فقط ما يحكمها هو العمى والجهل والتعصب، والأدب لا يعترف بهذه الترهات وإلا لأصبح "زاب ثروت" أمير كتاب العالم، هذه ظواهر تشبه الومضات التي تختفي سريعًا، وألتراسها يختفي معها فور اختفائها. وطالب شحاتة في تصريحه ل"فيتو"، الكتاب بعدم اليأس، والانزعاج ممن وصفه بالترهات التي لا محل لها من الإعراب، فقط يكتبون ويبدعون ويضعون مستقبل الفن أمام أعينهم. وتابع: أن الكاتب الحقيقي هو الأجدر دائمًا وهو الأحق دائمًا، فالأسد لو عاش وحيدًا فهو في نهاية الأمر أسد لا تزعجه غوغائية الأشياء ولا تخيفه تكتلات مدعي الزئير، هو وحده من يزأر وقتما شاء؛ لأنه يعلم جيدًا قيمته وقدرته ومدى قوته، فالأشياء تتلاشى وتبقى الحقائق، وإلا لاختفى شعر فؤاد حداد وصلاح عبد الصبور ونجم وبيرم ودنقل، هؤلاء باقون لأنهم آمنوا فأبدعوا؛ لأنهم لم ينزعجوا بالتطبيل المصطنع لمعاصريهم الذين اختفوا وتلاشوا أمام قاماتهم، هؤلاء لم يكن لديهم ألتراس لأنهم جادون، وبمنتهى البساطة؛ لأن المبدع الحقيقي لا يمكنه أن يدير أموره بهذه الفوضى، ولا يمكنه أن يصطنع علاقات هو غير راضٍ عنها، فالمبدع الحقيقي مزاجه وتركيبته النفسية لا يؤهلانه لمثل هذه الحسبة القائمة على علاقات متضاربة مع سلوكه.