أكد الباحث الأثرى، أحمد عامر، أن تحرير سيناء ليس أول تحرير من احتلال أجنبي. وأشار إلى أن مصر احتلت قديما في عهد المصريين القدماء وقد هُوجمت من "الهكسوس" الذين أقاموا دولتهم التي امتدت شرق الدلتا ثم مصر الوسطي حتى أسيوط. وأضاف أن دولة "الهكسوس" تشمل عصر الأسرات الخامسة عشر والسادسة عشر ثم السابعة عشر في الشمال أما في الجنوب فتكونت أسرة من حكام طيبة يطلق عليها أيضًا الأسرة السابعة عشر. وأشار إلى أن "الهكسوس" ليسوا من جنس واحد ولكن غلب عليهم الجنس السامي الذي اختلط عليهم بأجناس أخرى من هندي أوربي، وقد اتفق العلماء على أن "الهكسوس" دخلوا البلاد في عام 1710 ق.م وأسسوا عاصمتهم "أواريس" وهي مدينة "صان الحجر" حاليًا وأقاموا فيها معبد للإله "سوتخ" وهو الإله "ست" عام 1680 ق.م ثم طردوا من مصر نهائيًا عام 1570 ق.م. وأضاف أن الهكسوس مكثوا ما بين قرن إلى قرن ونصف القرن من الزمان في مصر، وبلغت الأسماء التي خلفها ملوك "الهكسوس" في مصر 23 اسمًا وأهم هذه الآثار هي جعارين أما عن أهم الملوك الذين تركوا آثارًا لهذا العصر فهو الملك "خيان" التي لم يُعثر عليها في مصر وحدها بل في البلاد المجاورة أيضًا. وقال "عامر" في تصريحات صحفية: "إن حكم الهكسوس لمصر كان هو العامل القوى الذي جعل الشعب المصري شعبًا محاربًا طلب الحرية فنالها ثم عرف طعم الحرب وتذوق طعم الانتصار". وأشار إلى أن إمارة طيبة في الأسرة السابعة عشرة حكمت تارة تحت حكم الهكسوس وتارة آُخري مستقلة وأن أفراد هذه الإمارة هم الذين بدأو نضال الحرب ويُستدل على ذلك من البردية التي تقول أن ملك الهكسوس "أبيبي" أرسل رسولًا إلى "سقنن رع" أمير طيبة يحذره من عاقبة صياح أفراس البحر التي تقطن مياه طيبة وتزعج ملك "الهكسوس" في عاصمته "أواريس" وتمنعه من النوم ليلًا ونهارًا. وأكد أن هذه الرسالة تعتبر بمثابة الاستفزاز الرسمي الذي تلته الحرب، وقال: "نكاد نعتقد أن الحرب بدأت في عهد سقنن رع إذ عثرنا على جثته المحنطه ويتضح منها أن الأمير لقي حتفه في الحرب وتولي بعد إمارة طيبة ولده كامس الذي حاول إضرام نار الثورة بين مواطنية ورجال بلاطه الذين رغبوا في أول الأمر عن الحرب قانعين بما هم فيه ولكن اضطروا إلى مواجهة الهكسوس وإتمام الرسالة الكُبري التي بدأها سقنن رع". وأشار الباحث إلى أن الملك أحمس الأول كان هو ثالث بطل أكمل مسيرة من سبقوه في حرب التحرير وطرد "الهكسوس"، وسقطت "أواريس" أو"أفاريس" آخر معقل احتمي به الأعداء نتيجة الحصار الذي تم لها كما قام أيضًا بتتبعهم وحصارهم عند مدينة "شاروهين" لمدة ثلاث سنوات حتى اضطروا للجلاء عن الحصن بل ولم يكتف بتطهير البلاد منهم لكنه أيضًا طاردهم حتى فلسطين وشتت شملهم. وأكد أن مصر تخلصت من عبثهم وظلمهم، وبعد ذلك اتجه إلى الجنوب ليقضي على نفوذ بعض القبائل الزنجية التي كانت قد استقرت في بلاد النوبة وتجمعت قواها في "كرما" وتحالفت مع ملوك "الهكسوس"، ونجح "أحمس الأول" في إعادة الأمن والطمأنينة هناك وهكذا أتم "أحمس الأول" ما لم يتمه شقيقيه. وأشار إلى أن التاريخ يعد الملك "أحمس الأول" رأس الأسرة الثامنة عشرة وواضع حجر الأساس في بناء الإمبراطورية المصرية، وكان لطرد "الهكسوس" آثر بالغ الأهمية وهو انتعاش الروح العسكرية في مصر انتعاشًا لم تعرفه الدنيا من قبل ونهضت البلاد نهضتها الحربية والسياسية في آن واحد وأصابها التوفيق في بناء الإمبراطورية المصرية على أساس التوسع وتأمين الحدود المصرية وضمان سلامتها.