صيادو بحيرة البرلس يذرفون الدمع على واقع البحيرة الأليم, فالمياه فيها جفت و مافيا اللنشات والزريعة ابتلعت اسماكها, وصوت الأهالى بح وانقطع من كثرة النداءات لمسئولين خارج نطاق الخدمة, وترتب على ذلك قطع ارزاق الصيادين وشروع بعضهم فى الهجرة غير الشرعية ليكون قاع البحر مأواهم الاخير, ولأنهم اصبحوا بلا عمل فقد اكتظت بهم مقاهى البرلس ليمسكوا الشيشة بأياديهم التى تعودت على الإمساك بالشباك. «فيتو» قامت بجولة فى بحيرة البرلس ثانى اكبر البحيرات بعد بحيرة المنزلة للوقوف على تفاصيل الواقع المأساوى عن قرب بدأنا الجولة بزيارة شواطئ البحيرة فوجدناها ممتلئة باللنشات المخالفة والمحظور نزولها طبقا للقرار الصادر من اللواء احمد عابدين محافظ كفرالشيخ السابق برقم 4593 لسنة 2011, و لم نجد صيادين بالبحيرة و سألنا عن السبب, فقال لنا بعض الاهالى " الصيادين حالهم واقف و بيقعدوا على القهوه دلوقتى". اتجهنا الى المقهى الذي يجتمع عليه الصيادون والتقينا رابح الشهاوى احد اهالى برج البرلس وعضو نقابة الصيادين فأوضح ان مساحة بحيرة البرلس تقلصت من نحو 160 ألف فدان لنحو 80 ألف فدان وانخفض انتاجها من 30% من اجمالى الناتج السمكى فى مصر الى 12% فقط, مرجعا ذلك الى التخريب والدمار الذى طالها على ايدى شرطة المسطحات المائية. الشهاوى اتهم شرطة المسطحات المائية بأنها المسئول الاول عن خراب بحيرة البرلس نتيجة للتواطؤ والرشاوى التى يحصلون عليها من اصحاب اللنشات المخالفة, مؤكدا ان قرار المحافظ السابق بحظر اللنشات التى تسير بقوة الميكنة وتدمر البحيرة وتجريفها لا يطبق منذ اتخاذه وحتى الآن. مفاجأة كشفها الشهاوى وهى ان المهندس سعد الحسينى محافظ كفرالشيخ الاخوانى قررشن حملة امنية لتطهيرالبحيرة وألغاها بعد ان حذره النواب الاخوان فى المحافظة بأن ذلك سيؤثرعلى اصواتهم فى مجلس الشعب وطلبوا منه تأجيلها لما بعد الانتخابات . الحاج محمد سمير أحد الصيادين قال:" أنا حالى واقف وقلبت الفلوكة على ظهرها وقعدت فى القهوة ", مؤكدا انه فعل ذلك بعد ان وجد اللنشات تقطع شباك الصياد كلما نزل للصيد وبعد ذلك وجد بلطجية يأخذون السمك من الصيادين تحت تهديد السلاح. "اولادنا تركوا الصيد و بعضهم ترك البلد على مراكب غير شرعية ومنهم صيادون يعملون فواعلية فى حمل الرمل ومنهم عاطلون يجلسون باستمرار على المقاهى" , هكذا قال الحاج محمد سمير عن حال الصيادين الآن. زارع البيطانى, نقيب الصيادين اول نقابة عامة للصيادين على مستوى الجمهورية قال: إن قرارات المحافظ الحالى سعد الحسينى لم تطبق بتطهير بوغاز البرلس ولم ينفذ ولم يوقف اللنشات المخالفة, مؤكدا ان بالبحيرة اسوأ استزراع سمكى فى مصر, فلا رقابة على العلف او المنتج فضلا عن التعديات على أكثر من 30 الف فدان بعد الثورة لصالح المزارع السمكية, والتى تقتل الزريعة قائلا" البحيرة تموت والسبب شرطة المسطحات وهيئة الثروة السمكية وجهاز البيئة, متسائلا: هل يعقل ان ارصفة ميناء الصيد الذى تم انشاؤه منذ ثلاث سنوات تقع, والبوغاز يتم ردمه؟ وفى سياق متصل أكد عبد المجيد فريد, عضو الاتحاد التعاونى للثروة المائية ان كل العقود المبرمة بين هيئة الثروة السمكية و رجال الاعمال باطلة لأنها مخالفة للقانون 124 لسنة 83 والذى يمنع إقامة أى منشآت على المسطحات المائية أو الاراضى الزراعية "فالهيئة أعطت ما لا تملك لمن لا يستحق" قائلا" الهيئة وشرطة المسطحات مسئولتان عن تدمير بحيرة البرلس. جدير بالذكر ان كلية الزراعة جامعة الاسكندرية أجرت دراسات على البحيرة وتبين احتواؤها على 15 مبيد كلورنيا مثل الالدرين وهبتا كلور وسادس كلوريد البنزين الناتج عن صرف المزارع السمكية التى تستخدم الزريعة وبقايا مزارع الدواجن بما تحمله من مبيدات كعلف للأسماك الأمر الذى ادى انتشار العناصر الثقيلة مثل الرصاص بالبحيرة, هذا بخلاف دراسات أخرى قام بها المعهد القومى لعلوم البحار بالاسكندرية الذى ارجع ارتفاع نسبة الرصاص السام بتلك الكمية الكبيرة الى عوادم اللنشات الناجمة من زيوت المحركات والتى تؤدى الى انتشار الفشل الكلوى وفيرس c . فى حين أكد محمد السعيد احد الصيادين انه يوجد "اكثر من 250 ألف أسرة تعيش على مهنة الصيد مهددين بالجوع والتشرد بعد زيادة سوء حالة البحيرة وسط غيبوبة تامة وتعامى متعمد من قبل المسئولين".