«معا على الطريق محمد والمسيح» عنوان مقالة كتبها الشيخ محمد قطب محمد يوما ما.. وينفذها بحذافيرها في عمله الخيرى ، بمنطقة السيدة زينب كرئيس للجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة، التقت به «فيتو» فى حوار حول روح التسامح وشواهدها بين المسلمين والمسيحيين. ما رأيك فيما تعانى منه مصر مؤخراً من توترات بين بعض المسلمين والمسيحيين؟ أحب أن أوضح أولا أن تصنيف مسلم ومسيحى تصنيف غير محمود ولم نكن نعرفه ولم نعرفه إلا مؤخرا فأنا فى رمضان أفطر في بيتى 4أيام فقط وباقى الأيام أفطر على موائد الإخوة المسيحيين فى شبرا كلها وأنا لا أحب ألفاظ مائدة «الوحدة الوطنية» وأرى أنها لا يجب أن تقال لأننا نسيج واحد. ومصر عرفت التوحيد منذ إخناتون واحتضنت المسيحيين والمسلمين واليهود والسيدة مريم العذراء احتمت بها من البطش والقهر وتعاليم الرسول «صلى الله عليه وسلم» قمة فى التسامح وسيدنا عمر بن الخطاب جعل ليهودى كان يستجدى الناس راتبا من بيت مال المسلمين والرسول قال «من آذى ذميا فقد آذانى ومن آذانى فقد آذي الله «ودليل الرسول فى هجرته كان مسيحيا، والرسول وجه المسلمين فى بداية دعوته إلى الحبشة، وقال عنها «إن بها ملكا لا يظلم عنده احد» وكان النجاشى ملكها مسيحيا والمسلم والمسيحى فى مصر أصهار، والرسول صاهرهم بزواجه من مارية القبطية، وكل تلك الأمور دلائل على وجود محبة وتعاون من القلب بين المسلمين والمسيحيين، وأنا لا أريد فقط أن نتقبل بعضنا بعضا وإنما أريد أن تتقابل أرواحنا معا فالمسيحيون ظلموا فى حرق كنائسهم، ولكن المواطنين كانوا أبرياء منها ، لأنها كانت من صنع النظام البائد، والأخوة المسيحيون عرفوا ذلك وثبت لهم بعد الثورة أننا واحد. كيف بدأت رحلتك في نشر التسامح بين المسلمين والأقباط؟ كنت مدرسا للغة العربية بصعيد مصر، وعلمت أجيالا روح المحبة والتسامح، وساعدنى علي ذلك أننى تتلمذت على يد الدكتورة سهير القلماوى، والدكتور يوسف خليل الشاعر العظيم، وعميد الأدب العربى طه حسين، عندما كنت بآداب القاهرة، وهو ما جعلنى لا أعرف روح التعصب ،وأول من قابلت في حياتى العملية هو ناظر مسيحى اسمه عبدالله قسطنطين مسيحيا، تعلمت منه الكثير، وأوصانى لمعرفته بتسامحى ألا أترقى، وأظل عند مدرس أول لانشر المحبة والتسامح باستمرار بين الطلاب. وماذا بعد رحلتك فى التدريس بالصعيد؟ انتقلت للقاهرة وعملت فى مدرسة السنية الثانوية للبنات لمدة 61عاما وفى مناسبة عيد الأم من كل عام كنت أقدم جوائز فى طابور الصباح للفتيات والمدرسات المسلمات والمسيحيات، عبارة عن مصحف، وإنجيل، وصورة للسيدة مريم العذراء ،وكانت الفتيات المسيحيات يصررن على حضور حصص الدين الإسلامي، وكانت مدرسة الدين المسيحى تقبل ذلك بدون أى غضاضة، وكان سبب ذلك هو روح التسامح. كيف بدأت علاقتك بالأنبا بسنتى والأنبا متى ساويرس؟ فى أعياد الإخوة المسيحيين، كنت أرسل للبابا شنودة بالتهانى، وكان يرسل الردود عليها، وكنت أرسلها أيضا للأنبا بسنتى، والأنبا متى ساويرس، وحينها لم أعرفهم عن قرب وبالتهانى المتبادلة تلاقت أرواحنا على الخير، وعرفت عن طريقها «أبونا صليب» برغم أنى فى السيدة زينب وهو فى شبرا، وأصبحنا ندعو بعضنا فى المناسبات والاحتفالات الدينية، ولأول مرة فى قلعة الكبش وهو حى شعبى عريق يدخل مسيحى دار مناسبات فى مسجد ويلقى خطبة وكان في وفاة والدتى وألقاها «أبونا صليب ساويرس» وكانت خطبته من الكتاب وألسنة أبهر بها الحضور ونالت إعجاب المسلمين. وهل بادلتهم نفس المشاعر فى مناسبات خاصة بهم؟ نعم .. فأنا حضرت مناسبات وفاة فى شبرا لإخوة مسيحيين، وألقيت كلمات من القرآن والإنجيل، وأفعل ذلك فى مناسباتهم الدينية ،ونفعل ذلك معا، وأبذل محاولات أخرى لتقريب الفكر ونزع الغمامة عن العيون خاصة المتعصبة، وفي كل احتفال لهم أعلن رفضى لمصطلحات الوحدة الوطنية، وعنصرى الأمة، وشقى الأمة، هل تعاونتم معا في فعل الخير أم اقتصرت العلاقة على المؤتمرات فى المناسبات؟ تربيت منذ صغرى على مساعدة الإخوة المسيحيين، وفي الجمعية ندرك أن يد الله تمتد لكل انسان ولذلك تقدم الخدمات للمسلم والمسيحى على حد سواء فهناك مثلا أخت مسيحية فاضلة لديها ثلاثة توائم فكيف لا نمد لها يد العون .. وتعاونت مع الأنبا بسنتى و«أبونا صليب» فى المناسبات الدينية وموائد الرحمن والبابا شنودة آراه أمانا لمصر ، وعلاقتى بهم أحاسيس ومحبة صادقة زرعها الله في القلوب وليست مجرد أحضان وقبلات وعلى فعل الخير ، ارتبطت ب«أبونا صليب» وقلت له في كنيسة السلام بشبرا ذات مرة «أنت تذكرنى بالأخ الكبير فى ريف مصر الذى نجتمع عنده فى الدوار فمصر لا تستطيع أن تحيا بدون المسلم والمسيحى وسيدنا عمرو بن العاص ساعد فى بناء كنيسة بيديه بعد أن دخل مصر وجمال عبدالناصر طلب من «أبونا كيرلس» أن يبنى الكاتدرائية حتى تليق باستقبال امبراطور الحبشة هيلاسلاسى. كم نسبة المسيحيين المستفيدين من خدمات الجمعية؟ نسبتهم تتراوح ما بين 5٪ و 7٪ ويرجع ذلك لقلة عدد المسيحيين بالمنطقة والجمعية تفتح أبوابها للمسلمين والمسيحيين ولو رأيت يهوديا فى مصر يعشق تراب هذا الوطن سأقدم له الخدمة. كيف واجهتهم محاولات إثارة الفتن الطائفية التى وقعت فى الفترة الأخيرة؟ كنت على اتصال دائم مع الأب متى ساويرس وعرضت عليه النزول معا إلى الشارع لدرء الفتنة حتى ولو قتلنا وكنت اطمئن باستمرار على الإخوة المسيحيين، وفى السيدة زينب لم تقع أى فتنة طائفية، ولكن تدخلت أنا والأب ساويرس لمنع الشباب من العنف ونجحنا فى ذلك. هل لديك نماذج من عمل الخير للإخوة المسيحيين مع مسلمين؟ نعم .. فقد جاءنىأخ مسلم وأخبرنى بأنه انقطع رزقه وضاقت سبل العيش به، ودله ناس بشبرا على «أبونا ساويرس» واعطاه «أبونا ساويرس» غرفة بملحقاتها له ولأبنائه وعلمت منه أن أبناءه كانوا يحفظون القرآن فى كتاب الأنبا صليب ساويرس، وفوجئ الأخ المسلم وهو يحكى لى بأن صورة «أبونا ساويرس» معلقة عندى فى الجمعية وقد شكرت «أبونا ساويرس« على ذلك وأنا انضممت كعضو فقط إلى جمعية حقوق الانسان التى أنشأها.