برغم أن جميع حركات التحرر في العالم منعت الأسر، وأقرت عشرات الاتفاقيات والحقوق التي تقر حقوق الأسري إلا أن جماعة الرئيس محمد مرسي – الإخوان المسلمين- لم تسمع عنها بعد، وأعادت يوم الأربعاء الماضي إلي الأذهان معسكرات النازية للنتكيل بالمعارضين، باعتبارهم خونة أعداء للأمة والدين. ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين شنت حربا اعتبروها دينية ضد جماعات وأفراد عزل خرجوا ينادون بحقوقهم بالعدالة والحرية، إلا ان الإخوان استكتروا عليهم ذلك، وأداروا فيهم آلة القتل والتعذيب لمدة 16 ساعة مما أدي إلي استشهاد 7 أشخاص وإصابة مايزيد علي 800 مصاب أمام قصر الاتحادية. فلم يتخيل الدبلوماسي السابق يحيى زكريا الذي استقال من منصبه كقائم بأعمال السفارة المصرية في فنزويلا بعد اتهامه لمبارك بالخيانة، وما كان من النظام السابق إلا نفيه هناك فقط، يوما أنه في مصر الثورة سيكون مصيره التعدي عليه بوحشية و سيتم اتهامه بالبلطجة. فما أن وردته أخبار فض ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين لخيام القوى المدنية أمام قصرالاتحادية حتي قرر النزل إلى هناك، فما كان من الإخوان المسلمين إلا إلقاء القبض عليه بشارع روكسى أثناء محاولات الكر والفر التى قاموا بها ضد المتظاهرين، وتم الاعتداء عليه أمام قصر الاتحادية فى تمام الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم الأربعاء الماضي، وتم تقييد يديه بأفيز الكهرباء والتعدي بالضرب والسحل وتم سبه من قبل أحد المعتدين قائلا له:»أنتم كفرة وعملاء من إسرائيل ويجب قتلكم». يقول زكريا: « تم جرى لمعسكر الأسرى والذى يشبه معسكرات هتلر النازية أمام بوابة 4 لقصر الاتحادية، وكانت هذه أقسى لحظات مرت علي فى حياتى وتعرضت لأقسى أنواع الضرب والشتائم التى لا أستطيع نطقها». متظاهرو الإخوان أحسوا انهم قاموا بالغزو الأكبر بإلقائهم القبض على الدبلوماسي ومن معه، وقاموا بالوقوف على وجهه بالأحذية وتناوبوا تعذيبه، مرددين هتافات «لا إله إلا الله أنتم أعداء الله»، واتهموهم بالخيانة والعمالة. وظل « زكريا» ورفاقه حتى الساعة الثانية والنصف من ظهر الخميس يعانى من نزيف حاد وارتجاج بالمخ ورفض أحد أطباء الإخوان الذى كان يحرس معسكر الأسرى علاجه قائلا له: «لدى تعليمات من المرشد العام الدكتور محمد بديع بعدم معالجتك»، وفى الصباح تناوبت ممرضة شابة الحراسة، وقامت بضرب « أسرى الإخوان» بالأحذية، وخلال الساعات الطويلة للأسر، قام شخص يدعى علاء عبدالرحمن كان يتزعم الخلية بالاتصال بالدكتور محمد البلتاجى -أمين عام حزب الحرية والعدالة- ليطلعه على مجريات الأمور وما يحدث وكان البلتاجى مهندس مذبحة الاتحادية. وأضاف الدبلوماسى السابق : إنه ظل فى معسكر الأسرى حتى جاءت سيارة ترحيلات فى عصر الخميس واقتادتهم لقسم مصر الجديدة، ومنه لسجن فى مدينة السلام، وتم عرضهم على النيابة يوم الجمعة الماضى وتم الإفراج عنهم فى صباح السبت من قبل النيابة العامة. يقول المحامى طارق العوضى -عضو مجلس الشعب عن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى- إن كل الشعب المصرى تأكد الآن من امتلاك الإخوان المسلمين لميليشيات عسكرية، وهم يختلفون عن الحزب الوطنى الذى كان يمتلك جيشا من البلطجية ولا ينتمون لأيدلوجية الحزب فهم كانوا مرتزقة، ولكن الإخوان يمتلكون ميليشيات مدربة. واشار العوضى إلى أن البلاغ الذى قدمه الحزب المصرى الديمقراطى كان فيه توثيق لما حدث وللمحرضين مثل الدكتور محمودغزلان المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين، والدكتور محمد البلتاجى أمين عام حزب الحرية والعدالة، وتم توثيق عدد كبير جدا من أحداث الاعتداء وتصوير المجرمين، وشهادات حية من المعتدى عليهم، وتم تقديم بلاغ ضد الرئيس لعلمه أن جماعته وميليشياته تنزل، ولم يمنع الاشتباكات والمظاهرات التي كانت أمام القصر ولم يأمر بفضها. محمد بلال -ناشط حقوقي- يقول :لا يوجد فاعل اصلى للاحداث وهذا يصعب عملية التحقيق ولكن المحرض على مثل هذا النوع هو المتهم الرئيسى فيها، والشرطة لم تقم بدورها، والأحداث حكمتها توازن القوى وليس مصلحة الوطن، كما أن قوات الشرطة تواطأت مع الإخوان المسلمين فالشرطة وقفت صامتة مكبلة الأيدى.